السيمر / الأربعاء 19 . 12 . 2018
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
بالامس البشير بدمشق وغدا اردوغان. زيارة البشير لدمشق تكشف تسابق الدول في التعامل مع الاسد، لم تكن زيارة عمر البشير حالة عرضية لزيارة سوريا والاجتماع مع الرئيس بشار الاسد، اليوم عمر البشير وغدا اردوغان، المتابع للتصريحات الاعلامية التي صدرة من قيادات مثل القادة السودانيون وزيارة البشير لدمشق والتصريحات التركية واخرها تصريح وزير الخارجية التركي حيث اعلن اذا اختار الشعب السوري بشار الاسد فسوف نتعامل معه، التصريحات التي صدرة تتوافق مع التطورات السياسية على الأرض، بل هو اعتراف بالأمر الواقع، بعد تقارب اردوغان مع بوتين ومن خلال الرئيس الروسي عمل على فتح قنوات تقارب بصمت مع الدولة السورية منذ فترة ليست بقصيرة، ضمن سياسة جديدة بالتعاون مع إيران وروسيا بعد الانقلاب الفاشل الذي كاد ان يطيح بالشيطان اردوغان لولا استعانته بجماهيره لافشال الانقلاب والقضاء على اخر عقبة لمنع اسلمة تركيا وهي المؤسسة العسكرية، وفعلا بات الجيش يطيع اردوغان، هناك ثمن قدمه اردوغان وهو التخلي عن المعارضة السورية، أن من قضى على المعارضة السورية فعلياً لم تكن قوات سوريا وتحالفها وانما سلاح الجو الروسي وابتعاد حكومة أنقرة عن معسكر امريكا والسعودية الوهابي الداعشي، اردوغان يحاول ايجاد تمثيل لحركة الاخوان ولو بشكل اسمي في الحكومات السورية القادمة من خلال تقرب اردوغان من إيران وروسيا، وانسحاب تركيا من دعم الفصائل الارهابية من المشهد السوري السابق أدى إلى انهيار المعارضة السياسية والمسلحة، وذلك بسبب وجود قياداة حركة الاخوان التابعه لطيب اردوغان جعلت من تركيا الحاضن الرئيسي للمعارضة المسلحة منذ اندلاع الهجمة الارهابية العالمية ضد سوريا في عام 2011.
الخروج التركي من دعم مشروع العصابات الارهابية المسماة في المعارضة وان هناك معارضة معتدلة ووطنية كشف حقيقة اجرام العصابات الارهابية الوهابية بكل مسمياتها، وتم تصفية التنظيمات الوهابية من دمشق واريافها والقنيطرة وحمص ودرعا والسويداء وصولا للاراضي العراقية، وثبت زيف وكذب الشعارات الوطنية التي كانت تطقها دول الخليج للتغطية عن حقيقة عصاباتها الارهابية، والحقيقة لم تتبقَ سوى بضعة فصائل قام الأتراك في دعمها لاسباب قومية واستخدامهم لمقاتلة التنظيمات الكردية التي تشكل قلق وكابوس مزعج لطيب اردوغان، ايضا السلطات التركية أبعدت عدداً كبيرا من القيادات السورية من التنظيمات الارهابية المتخفية في اسم المعارضة إلى خارج الأراضي التركية لدول الخليج ومنهم زهران علوش قائد فيلق ارتكب هو وشقيقه الهالك محمد زهران علوش اقذر اساليب القتل بحق المكونات السورية وهو القائل سوف ترحل زينب بنت علي بن ابي طالب ع مع الاسد، اردوغان طردهم بعد أن كانوا يسكنون في إسطنبول لدول الخليج وبشكل خاص الى السعودية.
بعد كل تلك الاحداث والوقائع تركيا أصبحت أقرب إلى الأسد وايران بسبب العامل الروسي القوي والذي بات صديق لطيب اردوغان، وهي الآن ضد الوجود الأميركي في اشكال متعددة وتقاتل المعارضة السورية المدعومة امريكيا في شرق الفرات.
اتذكر في ليلة الانقلاب الفاشل ضد اردوغان اتصل بي اعلامي من احدى القنوات الفضائية وسألني وكان اعلام احزابنا يسوقون لكذبة ان اردوغان عمل الانقلاب لكي يقضي على الجيش التركي، قلت له لنكن صريحين ماحدث اليوم في تركيا يذكرني بما حدث في طهران عام ١٩٧٩ ووصول الامام الخميني رض للسلطة وخروج ايران من معسكر امريكا، الاخ ضحك، قلت له بيننا الايام تكشف حقيقة ذلك، مشكلة الاعلام العراقي يفتح ابوابه للمرتزقة والدجالين وانصار الاحزاب لذلك غالبية المحللين يحللون عكس ماهو في قناعاتهم، بعد الانقلاب ذهب اردوغان صوب روسيا وأن المسؤولين الأتراك يبررون موقفهم الجديد هذا وانسحابهم من دعم عصابات الخليج ان التقرب لروسيا وطهران ودمشق ضد خطر الأكراد الذي يهدد الوضع التركي ، وهذا صحيح، مضاف لقضية تورط الغرب والسعودية والامارات في دعم محاولة الانقلاب الفاشل، التوجه التركي على مستويات مختلفة خلق واقع سياسي جديد وعمل حلف جديد مع إيران وروسيا في المنطقة الذي يستوجب التخلص من المعارضة الوهابية التكفيرية التي تهدد روسيا نفسها، بل حتى الامريكان قالوا السياسة التركية تتعارض مع المصالح الأميركية، وكذلك مع حلف الناتو، الذي تركيا عضو فيه. ومثال ذلك، عزم تركيا على شراء نظام الصواريخ S – 400 الروسي يثير غضب واشنطن، الموقف الايراني الرافض للانقلاب في تركيا ولد إصرار تركيا على التقارب مع إيران ورفض محاصرتها مؤشر على طبيعة التوجهات التركية في المنطقة، زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق قيمتها ازالة العقبات من زيارات لقادة ورؤساء دول لدمشق والاجتماع مع الاسد الذي خرج منتصرا بالحرب التي شنت ضده من خلال جيوش المرتزقة للعصابات الوهابية التي قدمت لسوريا من اكثز من ١٠٠ دولة من دول العالم، فالتقارب التركي مع الأسد باتت حقيقة والاجواء مهيئة لزيارة اردوغان لدمشق، لغة اردوغان بدخول منبج وشرق الفرات باتت واضحة، الامريكان لم يبق لهم سوى قاعدة التنف ضمن جغرافية صغيره لذلك اعتمد الامريكان على أكراد سوريا والعشائر العربية لمواجهة الحكومة السورية، خروج اردوغان من المضلة الامريكية اربك المخططات التي اعدت سابقا لسوريا المنطقة، واليوم نقلت وسائل الاعلام خبر بدأ الانسحاب الامريكي من سوريا، جدا طبيعي الامريكان يتخلون عن الفئات المسلحة الكوردية السورية لان اردوغان باتت ممسك في المصالح الامريكية بالمنطقة، لكن على السوريين فتح قنوات اتصال مع الغرب لايجاد حل دائم ينهي المظاهر الارهابية، الارهاب رسائل سياسية ومتى ماوجد حل سياسي في اليوم الثاني ينتهي الارهاب، اليوم عمر البشير بدمشق وقريبا اردوغان.