السيمر موقع عراقي مستقل
السيمر / الجمعة 28 . 12 . 2018
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
تعامل ترامب مع حلفائه الاوروبيون يخضع لمصلحة وارباح امريكا، برزت امريكا كقوة مؤثرة بالعالم قبل الحرب العالمية الاولى، والمتابع لنشوء عصبة الامم بعد الحرب العالمية الاولى يجدها كتبها الامريكان واتخذت من واشنطن ونيويورك مقرا دائما لها، ومن ثم تشكلت هيئة الامم المتحدة والتي كتب ميثاقها في امريكا ومقرات هيئة الامم المتحدة ومنذ اول يوم لتأسيس الامم المتحدة في امريكا دون غيرها، دخل الامريكان الحرب العالمية الثانية في آخر الحرب عندما تعبت الاطراف المتحاربة ووجهوا ضربات بالسلاح النووي الى اليابان واذلوا امبراطورها هيروا هيتو على توقيع وثيقة الاستسلام وابقوا الامبراطور مقطوع الجناحين ليحكم اليابان بالشكل فقط، ترامب كان صريحا مع الخدم والعبيد من بلدان البترول بالخليج عليكم تهبون لي عن جزء من ثرواتكم البترولية لي، وحلبهم حلبا، مبرحا، قال هم بقرة حلوب ان جف حليب البقرة الكبيرة اقوم بذبحها، استعمل منصبه كرئيس لامريكا كملياردير سيطر على سوق التجارة، قال للاوروبيون عليكم تخصيص ٤ بالمائة من ميزانيات بلدانكم لتغطية نفقات حلف الناتو، الرئيس الأميركي لم يفاجىء حلفاءه الأوروبيين في الانسحاب من سوريا، اتفق مع اردوغان لتسليمه شمال وشرق سوريا لذلك اعلن عن انسحابه الأحادي، وقال من خلال تغريدة له في تويتر، ان الولايات المتحدة ستنسحب من سورية وتسلم المنطقة إلى الجيش التركي، الانسحاب الاحادي اربك حلفاء امريكا الاوروبيون، تباينت ردود الافعال ، منها ماجاء على لسان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من تشاد، حيث شارك القوات الفرنسية في الاحتفال في ليلة الميلاد مع قوات بلاده المنتشرة في تشاد، ، حيث اعرب عن أسفه الشديد لقرار ترامب، وقال: «إن قاعدة أي حلف لأي رئيس دولة ورئيس اركان أن يقودا المعركة جنباً إلى جنب، وأن يتم الاعتماد على الحليف». وأعلن ماكرون عن بقاء القوات الفرنسية، لأن مكافحة «داعش» لم تنته بعد، كما أنه أثنى على ما قال الجنرال ماتيس في إعلانه الاستقالة من منصبه، تصريح ماكرون يكشف حقيقة ان الحلفاء الأوروبيين لامريكا مستاؤون من رئيس ترامب لانه لم يعير أي اهمية الى أوروبا وموقفها. وبل لا ينسق مع رؤساء اوروبا، عندما تقلد منصب رئاسة امريكا طلب من الاوروبيون المساهمة في دفع نفقات الناتو، بل وطلب من القادة الاوروبيون لدى استقباله للمستشارة الألمانية انغيلا مركل في واشنطن، حيث قال لها عليكم تتركون استيراد الغاز الروسي وتستوردون الغاز الامريكي انتم وسائر الاوروبيون، وقال اوروبا تدعم روسيا اقتصاديا من خلال انبوب الغاز الروسي الذي يزود القارة الاوروبية بالغاز، والآن وبعد قراره الأحادي في الانسحاب من سوريا الاحادي وإعلان ماكرون عن بقاء القوات الفرنسية في سوريا ، والقوات الفرنسية قليلة العدد، انسحاب امريكا يعني انسحاب أوروبا، لايمكن للاوروبيين البقاء في سوريا من دون الولايات المتحدة في قوانة مكافحة الإرهاب. بعد انسحاب ترامب أصبحت القوات الأوروبية بمفردها في منطقة شرق الفرات والتي وهبها وسلمها ترامب للقوات التركية، تاركاً الأكراد بمفردهم، لربما الكثير من المحللين يقولون الاكراد سوف يقتربوا أكثر فأكثر من الحكومة السورية وإيران وروسيا، والحقيقة ان ترامب سوف يجبر الاكراد في القبول بالتعامل مع اردوغان والذي يجيد فن التجارة مثل ترامب، وضع الاكراد في سوريا ضعيف ووضع الاكراد العراقيين لديهم عقدة تجاه بغداد وايضا حكومة بغدد وسائر ساسة الاحزاب العراقية وبالذات الشيعية لايمكن ان يتعاملون مع المكون الكوردي على اسس صحيحة وواقعية تراجع اسباب اخفاق الحكومات العراقية منذ ولادة العراق المشوه عام ١٩٢١ والذي جمع ثلاث مكونات ضمن بلد واحد رسم حدوده المستعمرون الانكيليز والفرنسيين، بزمن معارضتنا لصدام والبعث كانت هناك اتفاقات في ايجاد طريقة جديدة لحكم العراق مشابهة لحكم دولة الامارات العربية المتحدة، العقلية العربية واقصد عقلية الساسة متهرئة وساذجة لاتملك سوى رفع الشعارات الحماسية وبدون اي مشروع يجلب الامن والسلام والاستقرار، انا على يقين خطة امريكا تقوم على اقناع الاكراد في التحالف مع اردوغان من اخلال اعطائهم كونفدرالية مع تركيا يستفيد من نفطهم وغازهم اردوغان وهم ايضا يستفيدون منه ويبقى وضع سوريا والعراق مشلول بظل الاختلافات السياسية بين ساسة الاحزاب والطوائف وخاصة في العراق، ترامب لم يتخذ قرار الانسحاب من خلال مزاجه السياسي وانما توجد مراكز دراسات استراتيجية وضعت خطط وسوف تكشف لنا الفترة المقبلة بشكل جلي وواضح
