الرئيسية / مقالات / عشرة حقائق عن المسيحية والمسيحيين

عشرة حقائق عن المسيحية والمسيحيين

السيمر / الثلاثاء 01 . 01 . 2018

سعد سلوم

في الوقت الذي طردت فيه كتبنا التاريخية ومناهجنا الدراسية المسيحيين من مسرح التاريخ العربي الاسلامي، علينا من باب الإمانة التاريخية ان نؤكد ونعترف في هذا الميلاد المجيد “إن المسيحيين يعدون اهم اعمدة بناء الحضارة الإسلامية، وصناع الفضاء الثقافي الذي دفع المسلمين لمواجهة اسئلة انطولوجية كانت كفيلا بانطلاقة الحضارة الإسلامية عالميا”. بالتالي لا يمكن تخيل وجود للحضارة العربية الإسلامية، ولا تخيل دور للعرب على مسرح التاريخ من دون المسيحيين؟. ١-لا يقصد المسيحيون بـ”الثالوث” ثلاثة آلهة كما يفهم ذلك المعنى الفقهاء السطحيون. إنما هو تعبير فلسفي لاهوتي. لا يوجد مسيحي يعبد ثلاثة آلهة، الثالوث ليس ثلاثة آلهة، بل الله هو واحد. وهذا الواحد عندما يحب الإنسان يبعث له كلمته، وهذه الكلمة تتجسد في يسوع، وهو ينقل كلمة الله في حياته وتعاليمه. كما موجود في الاسماء الحسنى، إن لله تسعة وتسعين أسما، وهي على تنوعها وتعددها صفات في الذات الإلهية، فذات الله بسيطة غير مركبة، برغم تعدد صفاتها تبقى واحدة . ٢-لا يقصد المسيحيون بتَجسد المسيح (المسيح ابن الله) أنه ولد على أساس علاقة تناسلية، بل هو كلمة الله أو روح الله تجسدت في إنسان اسمه “يسوع”، كما بالنسبة للمسلمين تجسدت في كتاب اسمه “القرآن” الذي يحمل كلمات الله. ٣-كان المسيحي (مثال الايمان الاول) بالنسبة للمسلم الاول، فقد ضرب القرآن تمسك المسيحيين في نجران بعقيدتهم (قصة أصحاب الأخدود) كمثال للثبات على الايمان وقت الشدة. فكيف اصبحت اليوم تسمية المشرك (دلالة على الوثني) تطلق على المؤمن (المسيحي) الذي كان مثال الايمان بالنسبة للمسلم المؤمن؟. ٤-كان الملك المسيحي “النجاشي” المعادل لميركل حاليا، هو من فتح حدود دولته المسيحية وقدم الأمن والملجأ للمسلمين المضطهدين، من دون شروط او فيزة او كفيل، بل ورفض تسليمهم لميليشيات مكة من الوثنيين على الرغم من رشاوى مافيات مكة التجارية ٥-حين اصبح للرسول محمد (ص)، دولة في المدينة، سمح للقبائل المسيحية بالصلاة في مسجد المدينة عندما بدأ بتأسيس نظامه الكونفدرالي المستقل عن مركزية مكة، بل وضرب الناقوس لإعلان صلاتهم في المسجد، فمن اين جاء فقهاء التكفير اليوم بعدم جواز الدخول الى الكنائس ومنع المسيحيين من دخول المساجد وعدم تهنئتهم باعيادهم ومصافحتهم ومؤاكلتهم؟ وكان الرسول العربي المسلم يقلد المسيحيين في لباسهم وعاداتهم الشخصية، فيروى عنه انه كان يحذو حذوهم في إرخاء شعره عوضا عن فرقه كما كانت عادة أهل مكة. فكان يحب أن يوافق المسيحيين في كل “ما لم ينهه الله عنه”. فمن اين جاء فقهاء اليوم بمعاكسة المسيحيين وعدم الاقتداء بهم، ومخالفتهم لمجرد المخالفة؟ ٦-كان من تصدى للاسلام وحارب المؤمنين الاوائل هم اهالي مكة الوثنيين (اسلاف داعش)، كان هولاء هم من لم يقبل بالرسالة التوحيدية، وحاربوا الرسول واتباعه، في حين دعم المسيحيون اخوتهم في الايمان (المسلمين) في مقابل المشركين الوثنيين، فكيف يكون جزاءهم في ما بعد الجزية أو السيف؟ ازاء التحالف الايماني الاسلامي المسيحي، لم يكن الإسلام -من وجهة نظر البيزنطيين- سوى فرقة مسيحية ضالة أو مذهب من المذاهب المسيحية المنشقة عن الكنيسة الرسمية، لم يكن الاسلام والمسيحية (بنسختها المشرقية) سوى دين واحد مختلف عن دين سلطة الامبراطورية انذاك، لماذا لم نستطع ان نفهم ذلك بوضوح عبر القرون. ٧-تضرر المسيحيون المشرقيون من الحروب الصليبية اكثر من المسلمين، فقد حطمت كنائسهم وتعرضوا للنهب والسلب والتقتيل على يد الصليبيين. انه لغريب تنميطهم في صورة “بقايا الصليبيين”، وربطهم بسياسات الغرب تجاه الشرق والعالم الاسلامي. ٨-ليس المسيحيون “نصارى”، فالمسيحية والنصرانية حسبما يعرف اللاهوتيون المسيحيون تختلفان في مضمونهما الديني والعقدي، وهما يدلان على أمتين وكنيستين ودينين وتاريخين مختلفين. ٩-النصرانية ليست سوى دين عربي قديم كان منتشرا في الجزيرة العربية، ويمثل أولئك الذين راعوا الأحكام والشعائر اليهودية ولاسيما شعيرة الختان، وكانت اقرب للإسلام منها إلى المسيحية، لا سيما في تصورها عن طبيعة المسيح، وهي غريبة كليا عن المسيحية التقليدية في نجران أو مسيحية الغساسنة والمناذرة. ١٠-اذا كان النص القرآني قد خاطب “النصارى”، فإن المسيحيين المعاصرين غير معنيين بما يقوله القرآن عن النصارى، إلا بما كان مشتركا بينهما، وهذه نتيجة خطيرة يتجنب اللاهوتيون المسلمون والمسيحيون الخوض بها، وهي بعيدة عن ادراك فقهاء داعش السطحيين ومفسريه الحرفيين، وايضاً بعيدة عن متناول مقاولي الكراهية ممن يحرمون تهنئة المسيحيين في الأعياد.

اترك تعليقاً