عباس راضي العزاوي
من يحارب الناس بدعوى كشف حقيقتهم وزيفهم لانه يشعر بالحسد تجاههم فهذا مريض عليه مراجعة طبيب ومنيشهّر باعراض الناس كي يُسكت خصومه, فهذا ايضا مريض اشد من الاول خطورة ويحتاج لعلاج سريع, ولانه منحرف لايجد بد من محاربة اعداءه بغير هذه الوسيلة المنحطة وغالبا ما نجد ان البعثيين واتباعهم الجدد يتخذون هذا السبيل في حروبهم الاعلامية ففي الاعلام العراقي مابعدسقوط البعث دلائل فاضحة وصارخة على ذلك, فحروبهم الحقيقية كشفت عوراتهم واوصلتهم لاحضان العربان اولجحور الفئران. فمن يريد ان يصبح اعلامياً متميزاً وناجحاً وسط سوق النخاسة وبيع الاقلام والاصوات الشابه والتحريف الواضحفي الاخبار والاكاذيب التي قادت العراق والمنطقة للخراب والموت ,دون ان يدخل في مزاد بيع الضمائر والاصوات وينام وهو مخمور كي لايشعر بوخز الضمير, فهو واهم او يعيش سكرات ماقبول السقوط في الهاوية , فليس من المعقول ان يهرول لقنوات معينة ويعرض بضاعته للبيع ويحصل علىعقد عمل سريع وبأجور مجزية, دون ان يخضع لشروط رب العمل ومايريده منه تحديدا. ليس من حقنا ونحن نعيش في ترف وغنى ان نلوم هؤلاء الشباب الذين يبحثون عن فرصة للعيش الرغيد وشهرة كانوايحلمون بها طوال حياتهم, اقول ليس من حقنا ان نحكم عليهم بالاعدام مهنيا ولا انسانيا ولا ان نخرجهم من فصيلة البشر, فهذا ليس من اختصاصنا وليس من حقنا كذلك ان نطالبهم بتبني كلمة الحق والعدالة , سيما وهم يسمعون منذ الصغر” بالنسبية ” تلك المفردة التي خربت بلدانناوجعلت حتى العهر مظهرمن مظاهر التحضر ومن الخيانة والعمالة وجهات نظر محترمة , نظرا للاسفاف الواضح في استخدامها. انا هنا لا اتحدث عن الاعلام العربي الذي بلغ من السقوط والانحطاط حد تخجل الكلمات من وصفه, بل عن الاعلامالعراقي بشقيه السطحي والمنحط , فكلاهما يسهمان في بناء جيل جديد مخيف وبلا ملامح , ليس هناك قيم ليس هناك وضوح في الرؤيا , وكل شي خاضع للشتم والتسفيه, فتصوروا ان شخص “اعلامي” لايجيد حتى ابجديات الحوار ويتحلى بكم هائل من التفاهه والسذاجة تكفي لجميع سكان العالموتتبقى كمية لاباس بها لسكان الكواكب الاخرى ومع ذلك يتابعه نصف مليون عراقي؟ واخر يتحرك بوحي من رب العمل, يتابعه نصف العدد الذي يتابع زميله وجميعهم يرزحون تحت سلطان الشعور بالنقص والدونية. فان كان المتصدر للمشهد الاعلامي بهذا المستوى الضحل فكيف سيكون مستوى متابعيه؟ ومانوع الوعي الذي يشكلههكذا قرقوزات لايفرقون بين السخرية الهادفة وبين الابتذال في انتقاء المفردات الخليعة لطرح القضايا المصيرية وليتهم يمتلكون القدرة على ايجاد المقاربات الذكية التي يمكن ان توصل الفكرة الاساسية للجماهير