الرئيسية / مقالات / عراقيون من هذا الزمان (*) / موفــق فتوحــي / 6

عراقيون من هذا الزمان (*) / موفــق فتوحــي / 6

السيمر / الاحد 20 . 01 . 2019 — بعد ان جاب مدناً وبلداناً عديدة، يستقـر موفق فتوحي (فرنسيس) المولود في البصرة عام 1944 وخريج كلية التجارة ببغداد اواخر الخمسينات الماضية، والحاصل على الدكتوراه بتخصص الأقتصاد، من براغ اواسط الستينات، يستقر في بغداد اوائل السبعينات الماضية، وحتى اواخرها، مستمرا في نشاطاته السياسية والاقتصادية والوظيفية، وما بينها… وفي اواسط ذلك العقد السبعيني، يبتدأ التعارف بيننا، في عدد من الاجتماعات والنشاطات الحزبية الشيوعية، اذ كان الرجل في المختصة الاقتصادية المركزية، وكنتُ في مختصة العمل النقابي المركزية. كما كانت له – موفق- مسؤولياته الادارية في مؤسسة (دار الرواد) التي كانت تصدر عنها صحيفة (طريق الشعب) وكانت لي صلات فيها، متابعا متطوعا لعدد من صفحاتها المتخصصة، ومنها صفحة الطلبة والشباب، والصفحة المهنية، وذلك ايضا ما جمعنا احيانا، في الفعاليات والنشاطات ذات الصلة … ثم يحل موسم الهجرة والاغتراب الى الخارج، اضطرارا، بعد الجولة الارهابية، الجديدة، للبعث الحاكم ضد الشيوعيين والديمقراطيين اواخر السبعينات الماضية . وراحت براغ مستقرا جديدا لموفق فتوحي، خاصة وهو متزوج من المهندسة التشيكية داغمار فرنسيسوفا (1) فنشط في الكثير من الشؤون والعلاقات السياسية، بينما تكلفتُ في براغ بمهمات سياسية وديمقراطية مختلفة، ومنها تمثيل اتحاد الطلبة العراقي العام لدى سكرتارية اتحاد الطلاب العالمي، ومقرها في براغ (2).. وبحكم الموقع الجغرافي الجديد، المنفى / المغترب، وما فرضه من نشاطات ووقائع، توطدت العلاقات مع موفق فتوحي، في مجالات عديدة، فضلا عن الشخصية، مما اتاح مجال التعرف والتقارب اكثر فأكثر بيننا. مع الاشارة الى ان الرجل كان جوالاً خلال عقد الثمانينات بين لندن وبراغ بشكل رئيس، اضافة الى عواصم ومدن اخرى – وخاصة في التسعينات- ومنها دمشق واربيل وفينـا، لحضور هذه الفعالية السياسية او تلك، او لمتابعة نشاط تجاري، وعقاري، كان واحد بالتنسيق مع حزبه الشيوعي. .. ومما نعرف بعضه عن موفق فتوحي خلال التسعينات الماضية نشاطاته السياسية والتنظيمية في لندن، ضمن اتحاد الديمقراطيين العراقيين (مع فاروق رضاعة) وبعدها في الحزب الديمقراطي العراقي (مع عزيز عليان) ومشاركاته في مؤتمرات وفعاليات المعارضات السياسية للنظام الدكتانوري البعثي، في مدن اوربية وعربية عديدة، وكذلك في اربيل، وتحملّه هناك مسؤولية اصدار صحيفة سياسية ( اسمها “الديمقراطي” على ما تجود به الذاكرة) ولعدة اشهر. وكذلك مهماته في إطار (المؤتمر الوطني العراقي الموحد) بزعامة د. احمد الجلبي، ومن بين تلك المهمات ادارته لممثلية ذلك “المؤتمر” في براغ ولعدة سنوات، وحتى سقوط نظام صدام حسين عام 2003 .. وفي سياق ما سبق، ومما أشهد عليه في اواسط التسعينات، ذلك اللقاء الذي كنتُ شخصياً وراء ترتيبه، مع اعضاء بارزين في مجلس الامة الكويتي كانوا في زيارة رسمية لبراغ، وقد كان مع موفق فتوحي في ذلك اللقاء، عبد المجيد الراضي، وهو اول اتصال من نوعه بحسب معرفتنا، بعد الغزو الغاشم الذي قام به النظام الارهابي في العراق لدولة الكويت، عام 1990 .. لقد تميز الرجل – اضافة للعديد من السمات الانسانية المعروفة – بعلاقاته السياسية والاجتماعية المتشعبة والواسعة، والتي ربما لا ينافسه عليها احــد، بروحية حميمية، وضيافات كريمة .. فمرة نجده في براغ مع قادة شيوعيين عراقيين وعرب بارزين، وأخرى مع شخصيات اسلامية، وثالثة مع قياديين بعثيين تاركين (او منشقين) ومعارضين لصدام حسين، ورابعة مع ليبراليين، وخامسة مع قيادات كوردية رفيعة، وهكذا لسنوات مديدة – والى اليوم كما أعهد.. دعوا عنكم علاقاته مع مثقفين وكتاب وصحفيين في، ومن، مدن وعواصم عديدة.. وفي سياق مترابط مع ماجاءت به السطور السابقة، وبعدما عجزتُ عن إقناع موفق فتوحي-الذي اسميه بالسياسي والاقتصادي المخضرم- بتوثيق ذكرياته، ومذكراته، وكتاباته، ولا سيما الاقتصادية، أو الاستعانة بأحد لذلك الغرض، أقولُ، بعد ان عجزتُ عن ذلك، طرحت عليه قبل ايام وهو يعرض امام جمع من الاصدقاء بعض صور للقاءاته مع الرئيس العراقي الاسبق جلال طالباني، والسابق فؤاد معصوم، ومع زعيم الحزب الديمقراطي الكردوستاني، مسعود بارزاني، أن يستعيض عن كتابة المذكرات بجمع تلك الصور الغزيرة، والمتنوعة للقاءاته، وعلاقاته في كتاب/ البوم مصور، مع سطور موجزة عن كل صورة (تاريخها وموقعها ومناسبتها.. مثلا) وفي ذلك توثيق مهم كما أدعي لبعض من تاريخ المعارضة العراقية للفترة 1978-2003 خصوصاً ولعلّه سيستجيب هذه المرة، ولا يحترز من ملاحظة هنا، أو موقف وموضوع هناك، وما علينا هنا بالتفاصيل،ودواماتها!. أخيراً، ها هو موفق فتوحي، الآن في اعوامه الثمانين، والخمسة، العامرة، رئيساً للمنتدى العراقي في الجمهورية التشيكية، منذ عام 2017 والى اليوم، ولا يتوانى جهد ما استطاع في لمّ شمل الجالية العراقية، وهم في تشيكيا (بلاد الابناء والاحفاد) بعد ان ابتعدوا وأغتربوا عن (بلاد الاباء والاجداد) كما يردد دائما. وعساه يستمر دؤوباً على تلك الطريق وتعقيداتها ، خاصة وان رضا الجميع غاية لا تُدرك، بحسب إمام المتقين (3).

بــراغ / أواسط كانون الثاني 2019 (*)

تحاول هذه التوثيقات التي تأتي في حلقات متتابعة، ان تلقي اضواء غير متداولة، أو خلاصات وأنطباعات شخصية للكاتب، تراكمت على مدى اعوام، بل وعقود عديدة، وبشكل رئيس عن شخصيات عراقية لم تأخذ حقها في التأرخة المناسبة، بحسب مزاعم الكاتب.. وكانت الحلقة الاولى عن علي جواد الراعي، والثانية عن وليد حميد شلتاغ، والثالثة عن حميد مجيد موسى والرابعة عن خالد عبد الله العلي، والخامسة عن عبد الحميد برتـو، وجميعها كتبت دون معرفة اصحابها، ولم يكن لهم اي اطلاع على ما أحتوته من تفاصيل.. 1/ لهما ابنان: (منى) و(عمر) وثلاثة احفاد. 2/ كان ذلك في الفتـــرة 1979- 1986 .. 3/ ينسبُ البعض تلكم الحكمة الأثيرة، والشهيرة، للأمام الشافعي..

اترك تعليقاً