السيمر / الأربعاء 13 . 02 . 2019
هادي جلو مرعي
خرج ملايين الإيرانيين الى الشوارع محتفلين في ذكرى الثورة الإسلامية التي قادها روح الله موسوي خميني السيد العنيد الذي قهر الشاه، وأنهى سلطته الى الأبد على مايبدو، وفتح صفحة جديدة لإيران في علاقاتها مع المحيط العربي والإقليمي والعالم. واضح تماما إن مشكلة إيران الكبرى مع ماأطلق عليه قائد الثورة في حينه (الشيطان الأكبر) وبقية الأعداء إما حلفاء لواشنطن، أو سائرين بركبها، وواشنطن هي الشيطان الأكبر حسب الوصف الإيراني، وهنا تكمن صعوبة الموقف الإيراني الذي سيؤطره نداء المرشد الأعلى في ذكرى الثورة المنتظر أن يوجهه الى الشعب الإيراني ردا على التهديدات الأمريكية المباشرة التي تشي بنية أمريكية لتغيير نظام الحكم، وهو مالم يجرؤ عليه رئيس أمريكي من عهد رونالد ريغان الجمهوري الى نهاية فترة الديمقراطي المهادن باراك أوباما، الى أن إنفجر الأمر في عهد دونالد ترامب الذي يبدو جامحا في توجهاته تجاه الجمهورية الإسلامية، وهو مالم يغفل عنه الإيرانيون، وسيكون نداء المرشد الأعلى بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة منصبا على تمتين الجبهة الداخلية، ومطالبة الشعب بالصمود، والصبر على التحدي، والمواجهة، مع إفتراض إبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة لإيجاد حل للمشكلة التي يريد ترامب تعديل مسارات حلها بمايتناسب مع الرؤية الأمريكية الجديدة وخاصة المتعلق منها بالملف النووي، ودور إيران في المنطقة والعالم. لاأحد يعرف بالضبط النوايا الأمريكية النهائية تجاه إيران، ولا نوع السلوك الإيراني للرد على العقوبات المتزايدة والحصار، ونبرة التهديد بالعمل العسكري، وضرب قواعد، ومجموعات مسلحة مقربة من إيران في سوريا والعراق، والحديث عن خطط إسرائيلية لتوجيه ضربات جوية لقواعد الحشد الشعبي في العمق العراقي، مع الدفع بمزيد من القوات الى عين الاسد غرب الأنبار. الثورة الإسلامية بعد أربعين عاما تواجه الحصار والعقوبات والتحالفات التي يقودها ترامب، وهي أمام تحد مختلف لم تواجهه طوال عقود خاصة، وإنه يصدر من رئيس مختلف، لديه قناعات مختلفة عن الرؤساء السابقين، وبالتالي فإيران إما أن تستمر في المواجهة وتصمد، أو أن تمارس أداءا سياسيا يلائم طبيعة المرحلة التي تعيشها فهي تواجه أمريكا والغرب وإسرائيل، ودولا عربية ليست راضية بدورها وطريقتها في المنطقة.