الرئيسية / مقالات / وذكِّر إن نفعت الذكرى، عن تاريخ البعث الإجرامي، لكي لا ننسى، ولا تتكرر المأساة .. دورحزب البعث في الإرهاب الداعشي ، حزب البعث .. القسوة .. العنف .. الارهاب.. العنصرية

وذكِّر إن نفعت الذكرى، عن تاريخ البعث الإجرامي، لكي لا ننسى، ولا تتكرر المأساة .. دورحزب البعث في الإرهاب الداعشي ، حزب البعث .. القسوة .. العنف .. الارهاب.. العنصرية

السيمر / فيينا / الاثنين 25 . 03 . 2019

صباح كنجي

لأجل متابعة وتقصي المزيد من الأدلة والمعلومات عن علاقة حزب البعث في العراق بإرهاب الدواعش ينبغي ان نتوقف قليلا عند خصائص ومميزات حزب البعث ومراحل تأسيسه والمفاهيم التي يرجع اليها ويستند لها في التعبير عن ذاته اولاً ومن ثم تقييم ذلك بالاستناد الى ممارساته السياسية وتاريخه الذي يعكس جانباً جوهرياً من اسس وطبيعة العلاقة بين الطرفين ..

بالرغم من التناقض الواضح بين الحزب الذي تبنى العلمانية بصيغة شكلية ورفع الشعارات الاشتراكية الواهية ونادى بالحرية في سياق شعاراته المركزية المفترضة ان تكون عنواناً لبرامجه وتوجهاته.. خاصة في مجال الموقف من الدين وتحديد العلاقة مع الاحزاب والمنظمات السياسية الاسلامية ناهيك عن المتطرفة منها .. فكيف الحال بنا ونحن نتعامل مع توحش الدواعش وهمجية سلوكهم في عصرنا الراهن ..

قد لا يكون من السهل ان يقتنع البعض من وجود هذا الارتباط المباشر بين الطرفين خاصة من الذين يعتقدون ان منبت داعش وبقية المنظمات الاسلامية المتطرفة لا علاقة له بالإسلام ويحيلون ذلك الى جهات دولية تتحكم بصناعتها وخلقها لغايات سياسية.. غالباً ما تكون اميركا او الدول الغربية واحياناً الصليبيين وراء هذا التأسيس كما يزعمون..

ويستندون في تأكيد صحة أراءهم لتكوين الدواعش وجلب المنضوين الى العراق من شتى اصقاع العالم وفق خطة ينسبونها للصهيونية العالمية وما شاكلها من خزعبلات تبعد شبح العلاقة بين الاسلام والتطرف من جهة وتبرء المسلمين .. المسلمين العراقيين وغيرهم من المسؤولية.. كأننا في محيط عالم آخر.. و لسنا نحن المستهدفين و لا نعرف من استهدفنا وهاجمنا وطاردنا بالأمس واليوم ودمر قرانا ومدننا.. ومن استغل الاوضاع لجلب المتطرفين وكان يصرخ جهاراً نهاراً وينادي من خلال ساحات الاعتصام المنتجة للإرهاب والموت لممارسة المزيد من العنف ومواصلة تخريب البلد.. وجل هؤلاء من البعثيين ومن عمل في اجهزة النظام القمعية والبعض منهم تسلل لأجهزة السلطة ومفاصل الدولة من جديد.. بسبب جملة ثغرات واخطاء في التعامل مع البعثيين بعد السقوط .. ساعدت على احياء دورهم التخريبي ومنحتهم المزيد من الفرص لمواصلة الارهاب.. بطرق وممارسات جديدة في الزمن الجديد . 

 تشكل حزب البعث العربي الاشتراكي في السابع من نيسان 1947 من حصيلة اتفاق تنظيمات قومية في سوريا وتبنى شعرات الوحدة والحرية والاشتراكية واصبح ميشيل عفلق امينه العام .. استند الى جملة افكار وشعارات حاولت الدمج بين المفاهيم الدينية الاسلامية والتوجهات العنصرية العروبية واستندت الى العنف والقسوة .. تجسدت من خلال اطروحات انشائية سطحية عبرت عنها كتابات  وردت في صفحات من كتاب ميشيل عفلق بعنوان .. ( في سبيل البعث )  تمجد القوة وجعلت من محمد نموذجاً تاريخياً للبعثيين كما ورد في هذا المقتبس.. ( لقد كان محمد كل العرب ليكن كل العرب محمداً ) 

وصلت هذه الافكار الى العراق من خلال جيل من الطلبة الذين كانوا يدرسون في الشام ولبنان او من خلال السوريين الذي وصلوا او انتقلوا للعراق.. وكان الهدف الرئيسي من تشكيل هذا الحزب ان يكون بديلا ومواجها للتنظيمات اليسارية الشيوعية التي تواجدت ونمت في المجتمعات  الشرقية والعربية ومنها الشام والعراق ..

وتمكن البعثيون من الوصول للسلطة في العراق في شباط 1963 واعقبهم في سوريا بتاريخ الثامن من آذار عام 1963.. لتبدأ اولى التطبيقات السياسية لأفكارهم في السلطة وهنا ينبغي ان نتوقف عند ابرز الشخصيات التي كانت تتبوأ مواقع قيادية فيه.. ولماذا بدأ حزب البعث منذ اولى لحظات وصوله للسلطة بممارسة القمع السافر وارتكاب الموبقات.. ونتساءل وهذا مهم جداً.. هل سبقها ممارسات اجرامية قبل الوصول للسلطة ؟.. 

و كيف تمكن من ممارسة كل هذا العنف وارتكب الموبقات في ساعات وأيام محدودة؟.. ما زال يتذكر تفاصيلها البشعة الكثير من ابناء الشعب العراقي..

لو دققنا في فحوى الافكار والشعارات العنصرية التي تستند للقوة وتجبل العنف والقسوة وتبرر الوسيلة في الوصول للهدف.. وهدف حزب البعث كان اولاً وآخراً القفز للسلطة والاستحواذ على الدولة وتسخيرها  لمشيئتهم.. لتتحول الى دولة البعث كما كان يحلو لهم تسميتها .. سنجد ان الجيل الاول من عتاة البعثيين ينحدر من مجموعتين تجمع بينهم البداوة والروابط العشارية ـ القبلية المتخلفة.. 

ـ المجموعة المتعلمة من طلبة الجامعات التي سعت لتقبل الافكار وخلق المفاهيم البعثية الخاصة والمتميزة لهم .. 

ـ مجموعة الشقاوات والبلطجية وما يعرف بالشام بالقبضايات ـ الازكردْ.. وبرز الشقاوات الذين انتسبوا لتنظيمات حزب البعث في العراق تحديداً وتحولوا الى سياسيين في ظاهرة ملفتة للنظر تستحق الدراسة والتحليل.. وأصبحوا يقودون الحزب ويديرون السلطة بعد شباط 1963 بعقلية الشقاوات كما يقول الباحث شامل عبدالقادر في كتابه ظاهرة الشقاوات في الاحزاب السياسية العراقية (حزب البعث العربي الاشتراكي .. أنموذجاً ) ..

ويفرد الدكتور وحيد عبد المجيد نائب مدير مركز الدراسات السياسية في الاهرام موقعاً خاصاً ومتميزاً لصدام حسين بين الشقاوات ويصفه بـ ( بلطجي انتقل من البلطجة الشخصية في شوارع بغداد الى البلطجية السياسية، ثم الى اخضاع دولة بكاملها لسياسته البلطجية ) .. واعتمد عليهم في تأسيس وبناء اجهزة القمع التي مرت بمراحل سميت بمكتب العلاقات ومن ثم جهاز حنين  قبل ان تتحول الى جهاز المخابرات الذي اشرف على بناء الدولة القمعية واستكمل فرض قبضته على كافة مفاصل المجتمع بما فيها حزب البعث نفسه الذي شهد جملة تصفيات طالت الكثير من كوادره وامتدت لتجز رقاب البعض من الشقاوات ايضاً ممن قرر صدام التخلص منهم اواسط السبعينات.. ولا بد وان نذكر ونتذكر بعضاً من تلك الاسماء المعروفة في الاوساط الشعبية والجماهيرية ومنهم على سبيل المثال كل من:

1ـ الشقي جبار الكردي.. كردي فيلي من مواليد 1940 منطقة الكفاح ـ بغداد ويصنف كأخطر شقاوة لحزب البعث.. اعتقل في عهد قاسم لتجاوزه واعتداءه المتكرر على الابرياء وسوء اخلاقه.. منح عضوية حزب البعث وتم تنسيبه للحرس القومي بعد انقلاب شباط .. واصبح عنصراً نشطاً وبرز في مجموعة ناظم كزار ..

قتل ثلاثة من الشيوعيين في ساحة السباع اواخر عام1968  عندما كان الشيوعيون يحتفلون بذكرى ثورة اكتوبر .. في عملية مدبرة بسيارات نجدة شرطة محملة بعناصر من جهاز حنين التابع لحزب البعث والمتخصص بالقتل والاغتيالات دخلت الساحة كأي دورية للشرطة تحمي المواطنين، ولوحظ من بينهم المجرمين المعروفين جبار الكردي وسامي الوادي وهم يعطون الأوامر لبقية الرجال للانتشار وأخذ المواقع حول الساحة من جميع الجهات لإطلاق الرصاص بكثافة على المحتفلين بشكل عشوائي ، وكانت النتيجة اصابة واستشهاد ثلاثة شيوعيين هم ( وليد الخالدي الذي شوهد وهو يسحب من السيارة من قبل جبار الكردي ويطلق النار عليه مباشرة امام الجمهور المحتشد في الساحة وهكذا اطلق النار على .. عبيد البدر و أدور عبد النور) مع طفل لم يتجاوز العاشرة من العمر اصيب برصاصة في رأسه بقي معلقاً على السياج الحديدي ويديه نحو الأسفل .. ووفقاً للمعلومات المؤكدة من القريبين منه انه كان ثرثاراً ويكشف عن مواقفه بسذاجة امام الكثيرين.. ونقل عنه تشهيره بمن يكلفونه بالمهمات القذرة ويفضح مخططاتهم واحياناً يشتمهم ويستهزئ برتب صدام وكزار وكانت نهايته على يد صبي في  الـ 15 عشر من عمره من المخابرات.. امطره بالرصاص في منطقة الكرادة وكان مع زوجته وشقيقها داخل سيارة .. وبعدها قتل شقيقه فتاح في الشارع الموصل بين قمبر علي وساحة الرصافي في شارع الامين على يد عبدالرزاق لفتة..

2 ـ الشقي خليل الكردي .. شقيق جبار الكردي .. منح هو الآخر عضوية حزب البعث وتم تنسيبه للحرس القومي..

3ـ ستار الكردي.. مواليد 1943 بغداد شقيق جبار و خليل .. قتل ثلاثة شيوعيين من الموصل كانوا محتجزين بعد انقلاب شباط في مركز شرطة الفضل في بغداد..
قتل على يد محمد فاضل ابو الكبة عضو القيادة القطرية حينما كانا معاً في سرية الفضل للحرس القومي وكان عزة الدوري امراً للقطاع.. دفن في مقبرة السلام في النجف.. وتعرض قبره للنبش.. رميت اشلائه بعيداً عن مقبرة الكرد الفيلين.. وتمت تصفية بقية افراد عائلته بوجبة كباب مع الزئبق بعد اتصال شقيقته الضريرة بصدام مباشرة.. واخبرته ان بيت جبار خلا من الرجال ولم يبقى فيه الا النسوان.. وان اولاد عمهم ايضا معتقلين.. ورجته ان يطلق سراحهم.. كان ذلك يوم الاثنين فوعدها صدام بإطلاق سراحهم يوم الثلاثاء.. وبالفعل تم اخراجهم من المعتقل .. بعد ان تناولوا وجبة كباب بالزئبق.. خرجوا ليموتوا في منتصف السبعينات .. وهم ستة اخوة وشقيقتان وتمت تصفية العمال والسواق الذين كانوا يعملون معهم بنفس الطريقة.. من خلال دس الزئبق بالكباب لهم ايضا في فترة لاحقة .. كما طالت نفس الاجراءات القاتلة نسيبهم زكي غلام وشقيقين له بالرغم من انهم لم يكونوا من شلتهم ولا توجد ادلة على نشاط سياسي لهم..

 4ـ الشقي قيس الجندي .. بعين واحدة.. لقبه ابو ليلى.. مواليد 1940.. قاتل محترف.. من الفضل  سكن الاعظمية..  محسوب على جماعة محي مرهون .. وهو الذي قام بتصفية الشقاوات وقتل الشقي حميد عكلة قرب سينما زبيدة في منطقة علاوي الحلة عام 1981..

5ـ  الشقي ناظم كزار لازم العيساوي.. مواليد 1940 المقدادية  ـ شهربان طالب كلية طب.. ودبلوم هندسة كهربائية عرف بالشراسة واصبح مديرا للأمن العام لاحقاً برتبة لواء.. محسوب على الشقاوات لشراسته وقسوته وميله للانفراد و الزعامة.. تم اعدامه بعد فشل محاولة انقلابه على البكر وصدام بتاريخ 3061973 ..

6ـ الشقي محمد فاضل بدأ نشاطه الفاعل في جهاز حنين وتعرف على صدام واصبح عضو قيادة قطرية ونائب امين سر المكتب العسكري اعدم بعد اشتراكه في انقلاب ناظم كزار بتاريخ 3061973 بعد محاكمة سريعة

7ـ الشقي سعدون شاكر محمود المفرجي  مواليد عام 1939  .. بعقوبة .. وزير الداخلية من 16-7-1979 لغاية  4-8-1987..عنصر شرس ودموي اشترك بقتل الشيوعيين.. اعتقل بعد سقوط النظام 2003.. وفي اذار 2011 حكم عليه بالإعدام بتهمة مساهمته بقتل عدد من الشخصيات الشيوعية منهم الزعيم الركن جلال الأوقاتي وصالح العبلي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي وقائد المقاومة بعد انقلاب البعث شباط 1963.. لم ينفذ حكم الاعدام به لأسباب غير معروفة.. توفي بالسجن في 15 تموز 2015 ..

8ـ  الشقي كامل معلاك ـ  كامل القيسي الملقب بـ  ابو كميلة اشهر شقي في  محلة الفضل قتل شيوعيا وهرب الى سوريا وفي دمشق تعرف على صدام وسافر معه الى القاهرة  وعاد بعد انقلاب شباط الى العراق يقول ان صدام قضى اوقاته في البيتونة بعد هروبه من مطعم الجندول ونقله الى بيت فاروق السامرائي وبقي يقضي ساعات النهار الساخنة في البيتونة ولا يخرج منها الا عند حلول الظلام

9ـ  الشقي سعودي خليل الذي قتل عزيز سوادي من اعضاء الحزب الشيوعي
10ـ  الشقي طارق عبو .. كلف بتشتيت مظاهرات الشيوعيين
11ـ الشقي ساجد العزاوي كان يصنع عبوات ناسفة من البوتاز وقتل بانفجار احدى العبوات التي صنعها بنفسه
12ـ  الشقي حسين ابو دية
13ـ  الشقي محي مرهون اصبح عضو  قيادة شعبة ومديراً عاماً في الدولة

14ـ  الشقي حاتم الباوي اصبح المسؤول الحزبي لمعسكر الرشيد في بغداد

15ـ  الشقي عزة الدوري
16ـ الشقي احمد حسين

17ـ الشقي سمير الشيخلي كردي فيلي بدأ نشاطه في جهاز حنين واصبح عضواً فاعلا في مكتب العلاقات العامة.. عمل في جهاز المخابرات بعد 17 تموز.. اعتبر من النخبة المقربة من صدام  وانيطت به مهام التحقيق مع الشيوعيين في بداية السبعينات.. ومن ثم البعثيين الذين تعرضوا للاعتقال واتهموا بالتآمر في تموز  1979.. عرف عنه بالتفنن في ممارسة التعذيب والميل اللامحدود للقسوة..

18ـ الشقي عبد الكريم الشيخلي كردي فيلي .. درس الطب .. كان صديقاً وزميلاً لصدام لأكثر من عقدين من الزمن.. اشترك في عدة جرائم واصبح من العناصر الفاعلة في اجهزة القمع والمخابرات .. روي عنه استخدامه لمعلوماته الطبية في التعذيب.. وبدأ باستخدام وزج المرضى المصابين بالسل في مشروعه الامني وأمرهم بالبصاق في أفواه المعتقلين.. أصبح وزيراً للخارجية للفترة من 31 تموز 1968 إلى 30 أيلول 1971 وقام بتهريب قتلة حردان التكريتي من الكويت على طائرة خاصة عندما كان وزيراً للخارجية وعضوا في القيادة القطرية ومجلس قيادة الثورة.. انتهت حياته بالاغتيال بالرصاص في الثامن من نيسان 1980 في احد شوارع بغداد وكان محالاً على التقاعد ..  ورد عنه في   كتاب ( العراق دولة المنظمة السرية ) لزميله في حزب البعث حسن العلوي ..

” مساهمة الشيخلي في التحقيق مع المعتقلين في قصر النهاية انه ..”  في عام 1980 زرت مدرساً كان يقدم دروساً خصوصية لولدي في الفيزياء بمناسبة أطلاق سراحه من الاعتقال وكان قد اختفى عام 1970 فجأة ولم يعثر على أثر له. وعلمت من شقيقه آنذاك أن الشرطة السرية ألقت عليه القبض وهو يصلي في جامع براثا في منتصف الطريق بين الكرخ والكاظمية فحدثني عن يومياته في معتقل قصر النهاية الذي أمضى فيه ثلاث سنوات وامضى السبع الباقية في معتقل أخر ، قائلاً:

( في ليلة 13 رمضان عام 1970 استدعاني عبد الكريم الشيخلي وزير الخارجية للمثول أمامه في هيئة التحقيق وقد وجدته لأول مرة ودياً للغاية خلافاً لتصرفاته معي في أوقات سابقة وقد نهض من مكانه فتصورته سيجلس الى جانبي لكنه أخرج من ثلاجته قنينة ويسكي وصب كأساً وقدمه لي فشكرته على ذلك معتذراً.
 قال اشرب.
قلت أنا مسلم كما تعلم فاعذرني.
قال وهل نحن كفار خذ و اشرب.
قلت أن الله يمنعني من ذلك.
قال وانا أمرك على ذلك
قلت معاذ الله أن أخالف أمر الله.
قال اذا لم تشرب هذا فستشرب شيئاً أخر.
 لكنني أصررت على موقفي، فنادى شخصاً يدعى صبحي – وكان هذا من قساة هيئة التحقيق ومن مساعدي ناظم كزار وقد أعدم معه في عام 1973- فقال له خذه وتبولوا في فمه فأخرجني الى باحة السجن واجتمع أربعة أشخاص ففتحوا فمي وانا ملقى على الأرض وبالوا فيه فتقدم الوزير قائلاً لي
يبدو أن هذا هو شرابكم المفضل.” !!
19ـ الشقاوة ابراهيم الشيخلي كردي فيلي
20ـ الشقي صباح ميرزا محمود كردي فيلي مرافق صدام.. سجن في عهد صدام واصيب بالشلل من جراء التعذيب .. وتم اعتقاله بعد السقوط.. توفي سنة 2005 
21ـ الشقي فلاح ميرزا شقيق صباح ميرزا
22ـ الشقاوة علي ماما 
23ـ الشقي عبد الوهاب كريم من الحلة له تاريخ حافل بالإجرام والبلطجة اصبح عضو قيادة قطرية في حزب البعث ومسؤولا عن الفرات الاوسط وذهب هو الآخر ليقتل بتوجيه من صدام في حادث سيارة مدبر بتاريخ 14 ايلول 1969 اثناء توجهه من بغداد الى الحلة بعد ان خرج لمواجهته لوري أقجم  ليعترض سيارته المنطلقة بسرعة .. وكان عفلق قد اطلق عليه لقب ووصف ( الصورة النموذجية للمناضل ) .. ويعتقد ان سبب التخلص منه طموحه ومنافسته لصدام الذي قرر ازاحته من طريقه .. اتهم بقتل ناصر الحاني ..
24ـ الشقي فاضل جلعوط
 25ـ الشقي محي مرهون .. يلقب بزعيم الشقاوات في الفضل
26ـ  الشقي محمد قدوري مواليد 1940
 27ـ الشقي حسن ابو الذهب
28ـ الشقي عدنان داود القيسي .. الذي قاد بمساعدة الدليل محمد ثامر شلة المجرمين المكونة من:     ( ماهر الجعفري، غسان عبد القادر، كريم الأسود ومجيد رجب ) المتوجهين للاغتيال جلال الأوقاتي في منزله صبيحة الثامن من شباط ونفذوا جريمتهم في إحدى الشوارع الفرعية القريبة من داره في منطقة كرادة مريم وتمكنوا من قتله، وعُدّ اغتيال الأوقاتي ساعة الصفر للانقلابين. .
29ـ علي رضا باوة ..
 30ـ الشقي سمير الشيخلي .. كردي فيلي .. من اشقياء بغداد ..  طالب فاشل.. اعتقل لأكثر من مرة  وعين مستخدماً ـ فراشاً ـ  لإعداد الشاي والقهوة في مكتب سعدون شاكر وكانت مهمته تنظيف المكتب وغرف التعذيب والقتل في قصر النهاية .. 

اظهر من خلال وجوده في هذا الموقع استعداده لممارسة التعذيب وقدرته على تهشيم الرؤوس وسفك الدماء حتى اصبح من اقسى العاملين في جهاز المخابرات ورقي الى مناصب عليا في الدولة منها وزيراً للتربية ومن ثم للداخلية في عهد صدام .. اشترك في قتل الفلسطينيين مباشرة في ما عرف بمذبحة باريس واصبح في فترة ما امينا للعاصمة واستبدل اسم مدينة الثورة  وحوله الى مدينة صدام وقاد الآلاف من ابنائها للتجنيد في صوف الجيش الشعبي وصفى العديد منهم في معارك ديزفول فكافأه  الطاغية بمنصب وزير للتعليم العالي بدلاً من الدكتور منذر الشاوي.. قبل ان يتسلم وزارة الداخلية من سعدون شاكر الذي كان قد دخل مكتبه لإعداد الشاي بداية له .. طرد من حزب البعث في تشرين الثاني عام 1992 بسبب عدم حضور اعمال المؤتمر القطري الاستثنائي وسبقه طرد شقيقه ابراهيم الشيخلي لاستخفافه بالانتخابات الحزبية التي جرت اثناء الحرب العراقية الايرانية  ..

 بعد الشقاوات الذين انيطت بهم مهاجمة العناصر الشيوعية في مناطق الفضل التي اصبحت مقفلة للبعثيين برز دور مجموعة جمعت بين الشقاوة والصدامية.. كان ابرزهم صدام حسين وسمير  عبدالكريم الشيخلي ومحمد فاضل.. لا بد وان نوضح ان الفئة الثانية من اعضاء حزب البعث ممن وصفوا بالعناصر الصدامية وهي تسمية متداولة في المجتمع العراقي واستخدمها المؤرخون للتوثيق ليس لها علاقة بصدام .. بل بالمواجهة والاصطدام مع الآخرين عندما يتطلب الموقف والتكليف الحزبي ..

  والأهم من هذا ان نصحح معلومة خاطئة شائعة فيما يخص تاريخ حزب البعث في العراق وعلاقة البعثيين بالإرهاب من خلال جهاز الحرس القومي.. الذي يعتقد الكثيرون انه جهاز قد شكل في اعقاب انقلاب شباط 1963.. كمؤسسة حديثة ناشئة عن الانقلاب وما تبعه من مستجدات..

 والصحيح وفقاً لشهادة العديد من المطلعين على خفايا وخبايا حزب البعث وممارساته الاجرامية التي اعقبت مؤامرة الشواف في الموصل عام 1959 .. وما تلاها من زمن.. حيث بدأ حزب البعث بتدريب عدد من اعضائه في مناطق ديالى على السلاح.. بإشراف ضباط بعثيين.. في دورات سرية مع نهاية عام 1961 بمقترح من حازم جواد ووافقت عليه قيادة البعث .. وبلغ عدد المتدربين في هذه الدورات اكثر من 300 عنصراً اعتبروا النواة الحقيقية لتنظيمه العسكري.. وسميت لجان الانذار التي بدأ تدريبها على يد الضابط البعثي ابو طالب عبد المطلب الهاشمي عضو قيادة فرع بغداد لحزب البعث  وظهرت كقوة معادية للشيوعيين وتركزت في مناطق الكرخ ..الكرادة  .. الرصافة .. الكاظمية.. ونفذت اول تجربة في 14 تموز 1962 لمدة اسبوعين.. وتحولت الى حرس قومي في نهاية كانون الثاني عام 1963 قبيل انقلاب شباط.. ووضعوا الاشارات الخاصة بالحرس القومي على زنودهم.. ووصلت لهم اسلحة بوسعيد من سوريا وضعت في منزل البعثية مائدة العزاوي في الاعظمية .. في عهد عبدالكريم قاسم.. 

 وكان المتدرب يشد على زنده حرفين هما ( ح .. ق ) بمعنى حرس قومي .. وانتشر هؤلاء فوراً في شوارع بغداد في الثامن من شباط 1963.. وكانوا معدين لهذا اليوم وما تلاه من جرائم وارهاب وللمزيد من التفاصيل بالإمكان الرجوع الى رسالة ماجستير اعدها الطالب فائز الخفاجي وطبعتها دار سطور وقد وردت تغطية لمحتوى الكتاب من خلال حوار مع المؤلف اجراه كمال يلدو معه في برنامج اضواء على العراق ..

 ويقول المؤرخ فائز الخفاجي
 ( أن ـ ح. ق ـ هو أول قوة ـ شبه عسكرية ـ من خارج المؤسسة العسكرية في العراق تسهم مع الجيش في الإطاحة بأول نظام جمهوري ولولا مشاركته في انقلاب 8 شباط 1963، لكان هذا الانقلاب عبارة عن مجازفة يقوم بها الجيش ضد عبد الكريم قاسم) ص95، وهذه اشاره واضحة الى الدور القذر الذي لعبه ـ ح. ق ـ  في اغتيال ثورة 14 تموز1958) .

 لهذا يجري الخلط بين تأسيس هذه المؤسسة القمعية السرية في عهد قاسم من قبل البعثيين.. وبين التشريع الذي اعلن عنه الساعة العاشرة من صباح الثامن من شباط 1963، الصادر عن مجلس قيادة الانقلاب الذي اعلن في البيان رقم (3) الخاص بتشكيل الحرس القومي الرسمي والذي تبعه على الفور البيان رقم (4) الخاص بتشكيل القيادة العامة للحرس القومي وتسمية وتعيين ستة أشخاص فيها. 

وتعاقب على موقع القائد العام للحرس القومي اربعة أشخاص، وكان أفراد هذا التشكيل يؤمنون أن درجتهم الحزبية أعلى من أي ضابط عسكري وهذا ما دفع بأول قائد عام له العقيد الركن عبد الكريم مصطفى نصرت الى أن يقدم استقالته بعد سبعة أيام فقط من تعيينه، وهو من الاربعة الذين تواكبوا على قيادته من 8 شباط حتى 18 تشرين الثاني 1963 وهم:

 1ـ العقيد الركن عبد الكريم مصطفى نصرت .
2. صباح محمد باقر المدني.
3. نجاد محمود الصافي .
4. أحمد العزاوي ابو الجبن. 

بعد الثامن من شباط أصبح كل البعثيين حرس قومي .. إضافة الى الكثير من القوميين انتموا الى صفوفه وفقاً لشهادة احمد الحبوبي الوزير السابق في عهد عبد السلام عارف ومعلوماته المؤكدة، بعد أن أصدرت قيادته العامة عدداً من البيانات فتحت بموجبها مراكز الحرس القومي في مختلف أنحاء بغداد والمحافظات وطلبت من الشرطة التعاون مع تلك المراكز. 

توالت البيانات التي شرعت لمنح المزيد من الصلاحيات لهذه المجموعة الارهابية ومنحت الرتب العسكرية لقادته و منتسبيها .. كما أصدر صالح مهدي عماش وزير دفاع انقلاب شباط 1963 بياناً منح بموجبه ( ح. ق ) صلاحيات التدخل في شؤون كافة الأجهزة المعنية بإدارة شؤون البلاد. 

ورد في مقال على شبكة الانترنيت العراق دولة الميليشيات.. الحرس القومي، الجيش الشعبي، الحشد الشعبي للكاتب سلام الشماع في موقع العرب نقلا عن صلاح المختار ..( ظهرت مجاميع بعثية مسلحة سرا تحمي مناطقها خصوصا في الليل وتطرد المقاومة الشعبية التي كانت تأتي للاعتداء على تلك المناطق.. ويوضح القيادي البعثي.. أن حزب البعث أفرز وحدّد العناصر المؤهلة للقتال وحمل السلاح من بين أعضائه وشكّل منها مجاميع دربها سراً في البساتين والمناطق الخالية..).. 

يمكن اختصار تاريخ حزب البعث من خلال ارثه الارهابي الذي تمثل بممارسته للإرهاب بأربعة مراحل هي: 

1ـ قبل وصوله للسلطة.. اغتيالات موجهة للشيوعيين والعناصر الديمقراطية المساندة لثورة14 تموز.. معتمدا عللا البلطجية و الشقاوات والقتلة ..

 2ـ بعد وصوله للسلطة لأول مرة في شباط 1963 .. تواصل ارهابه وجرائمه الموجهة ضد الشيوعيين والضباط في المؤسسة العسكرية واعلان الحرب في كردستان وقمعه للشعب الكردي.. معتمدا على اجهزة الدولة والحرس القومي الاجرامي وزج الجيش في الصراعات الداخلية..

 3ـ  اثناء عودته للسلطة في 17 ـ 30  تموز 1968 .. استفحال ممارساته الارهابية ضد الكرد وتصفية الشيوعيين والمعارضين له من التيارات والمنظمات الاسلامية وكذلك من البعثيين والقوميين ـ الناصريين.. واعلان الحرب على ايران وتواصل القتال في كردستان وجرائم حلبچة والكيماوي ومن غزو الكويت وحرب الخليج الثانية.. معتمدا على نظام اجرامي فاشي بكامل مؤسساته القمعية الدموية التي تجاوزت حدود جرائمه جغرافية العراق عبر الحروب والغزو والاغتيالات التي لعبت السفارات العراقية دوراً بارزاً فيها بعد ان وضعت تحت تصرف عناصر امنية من جهاز المخابرات..

4ـ مرحلة ما بعد سقوط نظام البعث في التاسع من نيسان عام 2003.. استمرار وتواصل ارهابه لليوم  وتنسيقه و تحالفه مع القوى الاسلامية المتطرفة ومن ثم مشاركته في تكوين دولة الخلافة الاسلامية الاجرامية ـ داعش.. وما حل من خراب ودمار في مختلف مدن العراق واستهداف سنجار وسهل نينوى.. سيكون لنا وقفات عندها للكشف عن المزيد من التداخل بين خيوط الارهاب المنفلت للبعث الداعشي بالأدلة والاسماء والوثائق ..

اترك تعليقاً