السيمر / فيينا / السبت 06 . 04 . 2019
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
هزيمة داعش كشفت حقيقة سيطرة العصابات الوهابية بالربيع العربي، الحقيقة أن هزيمة داعش كشفت الحقيقة الناصعة لكل شعوب العالم أن هذه الهزيمة المدوية لداعش قد طالت يضاً الحركات الإسلامية الإخوانية للإسلام السياسي الذي تم توهيبه، لذلك صمود الحشد الشعبي وقوات مكافحة الارهاب والجيش قد أثار اهتمام العالم بصمود وتضحيات أبطال العراق وسوريا بغض ما نراه ونسمعه من تهديدات أمريكية بسبب رشاوي دول الخليج، التصريحات الأمريكية لإدارة الملياردير ترامب تخضع للدولار ولسوق البورصات لذلك على المنصفين من المثقفين الحقيقيين أن يعترفوا بالحقيقة وعليهم القول لن تقف تداعيات الهزيمة المدوية والمرة التي مني بها تنظيم «داعش» عند أصحاب الفكر الإسلاموي الوهابي الاخواني الجهادي، وفي مقدمة هذه التنظيمات الارهابية تنظيم فصائل القاعدة نحو «جبهة فتح الشام» وحركة نور الدين زنكي التابعة لحزب اردوغان التركماني الاسلامي بالأرض السورية وفيلق عمر وجيش الرحمن وبكو حرام وحركة الشباب الصومالية هذه التيارات قد بدأت تتحسس طعم مرارة مذاق الهزيمة، أن تضحيات العراقيين والسوريين والليبيين سوف تطال تيارات الإسلام الوهابي السياسي بشكل عام وجلي، وثبت كذب التيارات الوهابية الإخوانية من يحلو لهم وصف أنفسهم بالاعتدال، لقد بات واضحا أول وجوه الهزيمة، خسارة تيارات الإسلام الوهابي السياسي سيطرتها على أرض خلافاتهم المزعومة وفقدوا الجماهير وثبت أن نموذج سلطتهم هو الذبح والقتل والسبي ، وثبت لجميع المتابعين والأجهزة المخابرات الدولية والتي أكدت في تقاريرها أن غالبية تجارب الإسلام السياسي الوهابي كانت بمثابة الوعاء العقائدي والاجتماعي لنمو التعصب والتطرف والذبح حسب فهمهم الإسلامي المنبثق من عقيدتهم الإسلامية التي ورثوها من أسلافهم، أن التيارات الإخوانية الوهابية تمثل التربة الخصبة، آيديولوجياً وتنظيماً، لتبلوره وترعرعه واينع وأتى أكله، وانكشف كيف تركيا من خلال أردوغان حاول الاستفادة من التيارات الوهابية وجعل من انقرة مكان ومقر لكل قيادات التيارات الإخوانية والقومية العربية التي توهبت في اسم شعارات السلف الصالح التي يختبىء خلفها الوهابية في دعواهم لتضليل عامة المسلمين، لذلك الارهاب لم يأتي من فراغ بل مسيطر عليه وفي استطاعة الطيران الغربي القضاء على داعش في اسبوع مثل مافعلوها بتدمير قوات صدام بحرب تحرير الكويت خلال أربع وأربعون يوما من القصف الجوي المركز، وثبت أن هناك علاقات ومفاوضات تجري بين طالبان وأمريكا عبر قطر، وهناك حقيقة لو قرأنا سيرة هم قادة وكوادر «القاعدة» والتيارات الإسلامية الوهابية التكفيرية المتشددة في أراضي دول الصراع بدءاً بأفغانستان وانتهاءً بالعراق وسوريا نجدهم خريجوا جامعات إسلامية وهابية خليجية وحتى حركة النهضة التي أجازت زواج الغير مسلم من المسلمة في المحاكم التونسية فقد أظهرت لتحقيقات في تونس عن وجود أداة عسكرية سرية ضاربة يوظفها حزب «النهضة» في تونس لاغتيال خصومه، وعن التواطؤ والتعاون المتعدد الوجو جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر على سبيل المثال ومع الفصائل الإرهابية المحسوبة على «القاعدة» في سيناء، الارتباط عقائدي من خلال الفكر الوهابي الحاضن لهؤلاء،بعد أحداث سبتمبر كانت هناك رغبة دولية بمباركة اميركية على إعطاء دور رئيس للإسلام السياسي في مواجهة التعصب والتطرف؛ اي بعد أحداث سبتمبر (أيلول) 2001 وبدأت مرحلة من تركيز جهود واشنطن وبعض العواصم الأوروبية، على تقوية جماعات «الإخوان المسلمين» وما شابهها في المجتمعات العربية، باعتبارها خير بدليل لكن أخطأ الامريكان والغرب أن حركة الإخوان قد توهبت بفترة قمع عبدالناصر للحركة وهروب معظم قادة الحركة لدول الخليج التي تتبنى الفكر الوهابي التيمي المتشدد، رغم ماحل بالعالم العربي والإسلامي لكن من حسن حظ مجتمعاتنا، انفضاح وتعرية الدور الحقيقي ال تيارات الإسلام الوهابي السياسي عندما رفضت قيادات الاخوان وشيوخ الوهابية في إعلان موقف واضح وحاسم من «الدولة الداعشية»؛ حيث لف بعضها صمت مريب، ومال بعضها صوب المواربة والغموض، واكتفى آخرون بنقد سطحي لممارسات «داعش»، والأسوأ من ذلك الدول البترولية التي تربطهم علاقات قوية مع امريكا حركوا شيوخ مؤسساتهم الوهابية في المسارعة لتقديم بعض النصائح للتيارات التكفيرية لتخفيف غلوه وعنفه! وزاد التعرية وضوحاً موقف جماعات «الإخوان المسلمين» من الحرب التي أعلنت عالمياً ضد «دولة (داعش)»، لننظر كيف اشترطت حكومة أنقرة بقيادة الشيخ اردوغان للحصول على مكتسبات من خلال إقامة شريط آمن لها على طول الحدود مع سوريا لإبعا ما تعتبره شر أنصار «حزب العمال الكردستاني»، وغاية إقامة هذا الشريط هو جمع التنظيمات الارهابية الوهابية بالمنطقة الآمنة وتحت مسميات أخرى لتوفير الحماية لهم وتأهيلهم للحصول على دور سياسي بالمستقبل السياسي السوري، بعد فشل التيارات القومية والبعثية بعد هزيمة يونيو (حزيران) عام 1967 وهاهم الإخوان ومشتقاتهم الوهابية قد سقطوا بالضربة القاضية لقوات الحشد الشعبي والجيش العراقي والسوري، وحتى في ليبيا اليوم قوات حفتر باتت على أبواب طرابلس وحررت مدينة صرمان جنوب شرق العاصمة في ستين كيلومتر فقط، وصرح الناطق في اسم جيش حفر أحمد المسماري أن الجيش الوطني قد توجه لتطهير غرب ليبيا من تنظيمات إرهابية باغية سفكت الدم الليبي هذا التصريح أدخل الخوف في حكومة فايز السراج .