السيمر / فيينا / الاحد 07 . 04 . 2019
عباس البخاتي
يعترض خصومه على كثير من التوصيفات التي يطلقها مناصروه عليه، كونه جنرالٌ متقاعد والقانون الليبي لا يسمح له بممارسة اي عمل ضمن إختصاصه السابق . خليفة حفتر هذا الرجل الذي إستجوذ على إهتمام وسائل الإعلام المهتمة بالشأن الليبي، والذي بات لغزاً محيراً للمحللين والمتابعين . لم تكن ليبيا بمنأى عن التجاذبات الدولية وهذا حال كل الدول التي شهدت تغيرات سياسية، إلا أن إنحدار الاوضاع في هذا البلد قد فضح الإرادات المتصارعة في العالم العربي . ما يجري في ليبيا اليوم يؤكد تورط اللاعب الدولي بمواقفه المعلنة _ الخفية في إحتقان الشارع . بمتابعة دقيقة للمشهد يتضح أن حفتر قد تلقى الضوء الاخضر من المحور العربي الذي تمثله الإمارات ومصر والسعودية لفرض الأمر الواقع وهذا ما اكدته الفتاوى الصادرة من بعض المؤسسات في تلك الدول من أجل تقويض حكومة السراج التي ليس لها سوى الدعم القطري ماليا وإعلامياً كحليف آني، وهذا بدوره يعود بالمتابع الى أس المشكلة التي تعتبر إرتداداً للإنقسامة الخليجي . لا يمكن التعويل على ما يعلن من مواقف للدول، فهناك ما يمكن غض الطرف عنه لمصلحة ما، وهذا ما إتضح جلياً من مواقف الدول الأربية المتباينة و التي نددت بحركة حفتر الاخيرة لكنها تجدها ضرورية لمنع تدفق الهجرة غير الشرعية بإتجاه تلك الدول . يرى خصوم حفتر في بعض خطواته التي سبقت الحراك المسلح بانها إستفزازية تشير الى سعيه الى حكم ليبيا من قبيل عزل الحكام المحليين للبلدات الصغيرة وبعض المدن وتعيين العسكر بديلاً عنهم لإدارة شؤونها . مهما يكن مستوى الانقسام الدولي حول الشأن الليبي فهو لا يعني مصادرة جهود حفتر والقوات الموالية له في محاربة داعش خصوصاً في بنغازي بعد أن كادت ان تصبح عاصمة للخلافة المزعومة . الأطراف الليبية مدعوة اليوم لمزيد من التفاهم والحوار من أجل إبعاد هذا البلد عن صراع الإرادات لمعالجة هموم الشعب الليبي الذي عانى من الحكم الدكتاتوري لاكثر من اربعين سنة والإلتفات الى كيفية توفير أسباب الرخاء والرفاهية لابناءه .