السيمر / فيينا / الاحد 07 . 04 . 2019
اياد السماوي
قبل مدّة وصلني عتب من صديق عزيز قال فيه لماذا لا تلتقط عدسة السماوي إلا الحلات السلبية في عمل الوزارات ومؤسسات الدولة الأخرى ؟ ولماذا يغيب الإنصاف عن قلم السماوي في الحالات التي توجب الإنصاف وتزيل الإجحاف بحق بعض المسؤولين والوزراء الذين أدّوا عملهم في وزارات الدولة بكل إخلاص وتفان , وكان جوابي في حينها لهذا الصديق أنّ واجب الصحفي أو الكاتب هو تسليط الضوء على السلبيات في عمل الوزارات والمؤسسات الحكومية , ولا منّة للوزير أو المسؤول الذي يؤدي واجبه بالشكل الصحيح فهذا واجبه , والحقيقة التي يجب أن تقال أنّ مرحلة ما بعد صدّام قد شهدت عدد غير قليل من الوزراء والمسؤولين الذين أدّوا واجبهم بأمانة وإخلاص وتفان وكانوا مثالا للنزاهة والوطنية بالرغم من تّفشي الفساد في جميع مؤسسات الدولة ووزاراتها .. يوم أمس نشر المكتب الإعلامي للسيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي خبر عاجل جاء فيه ( أنّ السيد وزير التعليم العالي قد وجّه السادة رؤوساء الجامعات كافة بضرورة تطبيق قرار هيئة الرأي في الوزارة القاضي بفصل كادر الدراسة المسائية عن الدراسة الصباحية وتعيين العاطلين من حملة الشهادات العليا , ومن أجل تخفيف الضغط عن القطاع الحكومي والذي من شأنه توفير أكثر من عشرين ألف درجة وظيفية لأصحاب الشهادات العليا دون تكلفة الدولة مبالغ مالية عن طريق التعاقد المضمون معهم ) . والحقيقة إنّ مثل هذا الخبر لا يستحق الإشادة به فحسب , بل يجب الوقوف عنده مليّا وتوضيح أبعاده على مستوى التعليم الجامعي في العراق وعلى الآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على مثل هذا القرار , فتوفير عشرون ألف درجة وظيفية لأصحاب الشهادات العليا ليس أمرا سهلا أو بسيطا في ظل تصاعد أعداد البطالة المرعب , خصوصا بالنسبة للخريجين من أصحاب الشهادات العليا , فمن المؤكد أنّ تعيين مثل هذا العدد الكبير من أصحاب الشهادات العليا ستكون له تبعات اقتصادية مباشرة على سوق العمل والتقليل من آثار التبعات الاجتماعية للبطالة , إضافة للتأثيرات المباشرة على مستوى التعليم في الجامعات والمعاهد العراقية , حيث سيؤدي هذا القرار إلى رفع مستوى التعليم بشكل كبير في وقت تدّنى فيه مستوى التعليم الجامعي في العراق إلى الحضيض , في وقت كان مزدهرا في العهد الملكي والجمهوري حتى الثمانينات من القرن الماضي , حيث كانت شهادات الجامعات العراقية معترف بها في كل دول العالم . إنّ قرار السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد قصي السهيل بفصل كادر الدراسة المسائية عن الدراسة الصباحية يؤكد أهمية مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب , ويؤكدّ أيضا صواب وصحّة موقفنا حين وقفنا مع السيد السهيل في ترشيحه لوزارة التعليم العالي , وكنّا على يقين أنّ وزارة التعليم العالي ستشهد تغييرا جذريا ونوعيا سواء كان ذلك على مستوى الإدارة أو على مستوى النهوض والارتقاء بالمستوى العلمي للجامعات العراقية , أملنا كبير بباقي الوزارات العراقية أن تحذو حذو وزارة التعليم العالي في توفير فرص العمل للعاطلين عن العمل والقضاء على آفة البطالة التي أصبحت تهدد المجتمع بالانحلال والتّفسخ وانتشار الجريمة المنظمة .. بوركت هذه الجهود وإلى مزيد من التقدّم لخدمة الشعب العراقي .