السيمر / فيينا / الاحد 07 . 04 . 2019
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
الجنرال حفر ظهر كظهور طالبان في افغانستان، منذ سقوط نظام معمر القذافي الدكتاتوري وخلاص الشعب الليبي من سطوة الملازم المجنون والذي وصل للسلطة بطريقة صدفة، انقلاب قبل قادته تسليم الحكم لضابط برتبة ملازم، وتم منحه رتبت عقيد وبقى عقيد يؤدي اليه جنرالات الجيش التحية ويقفون له بالاستعداد في مخالفة واضحة لشرف الرتبة العسكرية، ودفع الشعب الليبي ثمنا باهضا من تصرفات الملازم المعتوه معمر القذافي، وبعد معاناة كبيرة سقط القذافي بنفس طريقة اسقاط صدام في النسب الاربعة المنطقية من خلال نسبة العموم والخصوص من وجه، بعد سقوط صدام وبسبب الدعم المالي والمادي والروحي الخليجي والتركي سيطرة العصابات الوهابية الاخوانية على الشعب الليبي وادخلتهم في دوامة العنف والقتل،وبعد سنواتٍ من الانقسام والحرب الأهلية الطاحنة وتمدد الإرهاب والقتل والفوضى في ليبيا، وفجئة ظهر الجنرال حفتر بالعام الماضي ليخاطب دول العالم والشعب الليبي انه أوقف العمل بالدستور وانه عازم لوضع نهاية للعصابات الوهابية الاخوانية المسلحة، سخر من اعلانه السراج وقال سمعنا كلامه من خلال الإعلام، وبدء حفتر يحرر المدن وكانت البداية من بنغازي ثم للهلال النفطي ثم طهر الجنوب، واليوم تحرّك الجيش الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر باتجاه تمركز الجماعات الأصولية والتنظيمات الإرهابية في طرابلس العاصمة وما حولها، للقضاء عليهم وإنهاء سيطرتهم على العاصمة وتخليص العباد من شرهم وشرورهم، بعدما أن احك الجيش على مناطق متعددة من ليبيا. التحرّر من الجماعات الأصولية التي تختطف الدول ليس أمراً سهلاً، وهي مهمة تحتاج الى قوات عسكرية والجنرال حفتر شكل جيشا بدعم مصري خليجي روسي امريكي، الجيوش هي القادرة على سحق العصابات المسلحة مثلما فعل الجيش المصري البطل حين استعاد الدولة بمساندة كاملة من الشعب، قبل ان يحكم الإخوان ومرسيهم السيطرة على الجيش مثل ما فعله أردوغان وارسى حكم حزبه الإسلامي في تركيا ليوم يبعثون، الجيش المصري استطاع إنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين، لنعيد الذاكرة قليلا للوراء في أفغانستان بعد هزيمة السوفيت وسيطرة المجاهدين عام ١٩٩١ تقاتل قادة الجماعات الاسلامية فيما بينهم ودارت حروب طاحنة بين حكمت يار وبين وزير دفاعه احمد مسعود شاه ومابين الوهابي سياف وما بين عزام الفلسطيني الاردني ومعه أسامة بن لادن، وفي خريف عام ١٩٩٤ ظهرت حركة طالبان وسيطرة على شرق وجنوب أفغانستان واقتحمت كابل وعززت سيطرتها على غالبية أفغانستان ولولا احداث الحادي عشر من سبتمبر لطهرت طالبان كل الأراضي الأفغانية ولانهت وجود المذاهب التي لاتدين في دين الوهابية، ظهور حفتر بالساحة الليبية يشبه تماما ظهور طالبان في أفغانستان، وحفتر وطالبان مدعومان خليجيا وغربيا، شهدت الساحة الليبية صراع عربي عربي وصراع اخواني وهابي وصراع وهابي تركي، هناك عدد من الدول العربية تدعم توحد ليبيا وفرض الدولة سيطرتها على كامل ترابها الوطني من خلال دعم الجنرال حفتر ومن أكثر الدول الداعمة لحفتر مصر والامارات والسعودية والبحرين، وهناك أطرافاً عربية وإقليمية كانت تدعم العصابات السلفية الاخوانية الوهابية لسفك الدم واثارة الفتنة الليبية، وتزوّد الإرهابيين بالمال والسلاح للمحافظة على وضع الفوضى داخل ليبيا واستغلالها للتخطيط للعمليات لايصال الاخوان وهذه الدول هي قطر وحركة النهضة في تونس وتركيا الاردوغانية لجعل ليبيا كقاعدة خلفية لدعم تنظيمات الإخوان وتقويتهم في دول الجوار الليبي في مصر وتونس وغيرهما. هذه الأطراف تمثلها دولتان بشكل علني هما قطر وتركيا، وهما الدولتان الداعمتان لجماعة الإخوان المسلمين ، وبخسارتهما ليبيا وعودة الدولة الليبية بقيادة حفتر تكونان قطر وتركيا قد خسرتا ورقة كبيرة من أوراق قوتهما وتأثيرهما، لعبت قطر دور مهم في ليبيا بدأت المحاولات القطرية قبل سقوط نظام القذافي، ومن خلال القيادة القطرية التي سعت لإخراج عناصر الجماعات الأصولية والإسلامية من جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم «الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة» التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة من السجون، فيما كان يعرف بالحوار أو المصالحة التي كان يقودها سيف الإسلام القذافي آنذاك، ومن خلال الدكتور الاخواني الليبي علي الصلابي المقيم حاليا في تركيا حيث تحاور مع نظام القذافي واخرج المعتقلين من سجون القذافي، وحين انطلق ما كان يعرف بالربيع العربي كانت هذه العناصر جاهزة للسيطرة على الشارع الليبي دعمت قطر هذه العناصر بالمال والسلاح، بل وبالضباط العسكريين القطريين، وكان تحرك هذه الجماعات الإرهابية للسيطرة على طرابلس العاصمة وفوجئ العالم عندما شاهدوا بالحكيم المسجون في قاعدة سجن كوانتنامو ان عبدالحكيم بالحاج يقود فصائل مسلحة ليقتحم طرابلس ويهرب منها القذافي لمدينته سرت، العالم سمع خطاب الجنرال حفتر ، وقال فيه: «لبيك طرابلس لبيك، دقّت الساعة وآن الأوان وحان موعدنا مع الفتح المبين». وأضاف: «ادخلوها بسلام على من أراد السلام، ولا تطلقوا النار إلا رداً على من أطلق النار منهم، ومن ألقى سلاحه منهم فهو آمن، ومن لزم بيته فهو آمن، ومن رفع الراية البيضاء فهو آمن، مرافق العاصمة أمانة في أعناقكم». ظهور الجنرال حفتر بالساحة الليبية نسخة طبق الأصل من ظهور طالبان في أفغانستان والفرق بينهما الجنرال حفتر علماني وطالبان حركة وهابية سلفية اخوانية ظلامية.