السيمر / فيينا / الاثنين 06 . 05 . 2019
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
وفاة معتقله اسمها علياء عبدالنور في سجن اماراتي بسبب اصابتها بمرض السرطان، يفترض في حكومة الامارات اطلاق سراحها قبل موتها في ايام لتموت بين اهلها واقاربها، عجيب امر العرب والمسلمين، رغم ديننا الاسلامي ركز على الجوانب الانسانية، لكننا للاسف رغم اننا من الامة العربية المجيدة والتي نتفاخز ووضعنا طبائع في كتب التدريس في مدارسنا وقلنا العربي يمتاز في الاخلاق والكرم والشجاعة، لكن افعال غالبية ابناء امتنا العربية المجيدة على ارض الواقع تختلف تماما عما درسناه في مدارس دولنا العربية، اتذكر عام ١٩٩٤ الامم المتحدة ومن خلال مملكة الدنمارك منحوني لجوئا سياسيا بسبب معارضتنا لنظام صدام الجرذ الهالك والبعث الساقط، وبعد وصولنا للدنمارك سكنت في مدينة صغيرة تقع بالجزيرة الثالثة وهي اكبر جزيرة وتمثل اكثر من ثلثي مساحة مملكة الدنمارك، حال وصولنا وجدنا عائلة عراقية من اهالي البصرة قضاء الزبير من عائلة محترمة، وهي عائلة الحاج علي موسى الحميد من اهالي شرق السعودية وسكنوا بالزبير منذ قديم الزمان، زوجة الحاج ابو حسين كانت مصابة بمرض السرطان، بعد ان ايقن الاطباء ان العلاج لم يعد ينفعها، اتخذ المجلس البلدي لمدينة هورسنس قرارا بمنح المرحومة الحاجة ام حسين راتبا تقاعديا مبكرا، سألهم زوجها الحاج الصديق ابو حسين عن سبب منحها راتب تقاعدي وهم يعلمون ان ايامها قلائل، كان الرد بالحقيقة مؤثر، قالوا نعرف ان حياتها باتت علي وشك النهاية لكن علينا ندخل عليها الفرح والسرور ولو للحظة واحدة، توفيت الحاجة ام حسين وتركت ثلاثة اطفال اصغرهم الآن استاذ في جامعة كوبنهاكن حصل على الماجستير وهو بسن ٢٣ سنة واصبح اصغر استاذ يدرس في جامعة كوبنهاكن، واسمه محمد يمتاز في اخلاق جدا راقية ومؤمن من طراز جدا عالي، اقول لنقارن بين موقف الامارات مع السجينة المسلمة العربية علياء عبدالنور والتي ماتت بالسجن ولم يطلق سراحها للموت وبين موقف حكومة الدنمارك تجاه مواطنة عراقية بوقتها كانت لاتملك لا جنسية دنماركية ولا اقامة دائمية وانما اقامة مؤقته، لان النظام بالدنمارك اللاجئين الذين يصلون للبلد بالبداية يمنحونهم اقامة مؤقته ثلاث سنوات وبعدها اقامة دائمية وبعد تجاوز الخمس سنوات في مملكة الدنمارك من حق الاجيء تقديم طلب الحصول على الجنسية الدنماركية، أما في البحرين هناك قصة مؤلمة ان مواطن بحريني سجن بسبب خروجه وتم محاكمته وسجنه بسبب المشاركة في مظاهرة لا اكثر وقبل ثلاثة ايام من انتهاء محكوميته توفت والدته فتوسلوا لدى المسؤولين في البحرين أن اسمحوا له بإلقاء النظرة الاخيرة على والدته ولكنهم لم يسمحوا له، اما مسالة المرضى فلا اعتبار لذلك والمحظوظ من يعالج، قبل عدة ايام موظف مصري بالبرلمان البحريني وقف امام نواب البرلمان وشتم الشيعة والنتيجة قام له بعض النواب ووجهوا له لكمات، حكومة تستعين في مرتزقة من خارج الحدود وفي مؤسسة تشريعية للاسائة للمواطنين اصحاب الارض، للاسف الشعوب العربية تعيش تحت ظل وسلطات انظمة حاكمة تفتقر لابسط مقومات الانسانية.