السيمر / فيينا / الجمعة 02 . 08 . 2019
اسعد عبد الله عبد علي
عودنا الاتحاد العراقي لكرة القدم على اخطاءه التي لا تغتفر, والتي تسببت بضياع عشرات الاحلام الذي تراقصت في مخيلة الجماهير, مما جعل حلم التأهل لكاس العالم مستحيلا, والتأمل بالفوز باي لقب نوع من السذاجة! فالعمل داخل الاتحاد يدار بشكل فوضوي وفاسد جدا, ومع قرب افتتاح اول بطولة رسمية ينظمها العراق, انتظرنا حدوث هزة عنيفة, فالعمل سيء جدا من قبل رجال الاتحاد الفارغون, وجاء حفل الافتتاح في مدينة كربلاء المقدسة بحضور عازفة لبنانية, وظهورها غير المحتشم الذي تسبب بحملة محلية شديدة ضد البطولة, باعتبار ان العازفة انتهكت قدسية مدينة كربلاء!
وهكذا اسرع المنافقون من ساسة فاسدون وكتاب متملقون للسلطة ليركبوا الموجة, رافعين شعار الدفاع عن مدينة الامام الحسين (ع)! مع ان سيرتهم نتنة وفاسدة ومعروفة للجميع, والقضية خطأ يحاسب عليه الاتحاد ولا يحتاج لموجة تأجيج للمشاعر, والتي لو تستمر قد تحصل اعتداءات مؤسفة من قبل بعض المتعصبين.
افهذا السياسي المنافق يصدر بيانا للدفاع عن كربلاء, وذلك اللص المتجبر يلبس ثوب الشرف, وتتوالى البيانات من طبقة فاسدة غارقة بالرذيلة, وبعدها تحول الفيسبوك الى ساحة للرد والتكفير وانتشرت تهمة الفسق والفجور لمجرد راي مخالف, فالاحترام يغيب عن وعي الامة, بل بعضهم يصيح (انها مؤامرة), ولتكشف الايام حالة اللاوعي المخيفة والخطيرة التي يسبح بها المجتمع العراقي, وقد انخرط حتى بعض الكتاب والاعلاميين والمفكرين في تبادل التفاهات, وصولا الى الغاء الاخر!
كل هذا النفاق السياسي النخبوي والفيسبوكي ولم يفكر احد بأخذ راي المرجع الكبير, ولم يكن لأي مرجع بيان تنديد لان الامر ببساطة لا يستحق, فلماذا لا يتخلق الناس بأخلاق المراجع الكرام ويتخذون نفس الموقف!
اشير هنا الى انه تم تضخيم الحدث بتخطيط ودفع من دول محيطة ترغب بالحظر الدولي الكروي ان يستمر على العراق, وكان رهانهم على جهل فئة واسعة من الشعب, وهذا ما تم لاحقا, فقاموا بخطوتين الاولى رفض اللعب في كربلاء ثم مخطط التعصب الديني الذي حدث فيما بعد.
حتى وصل الامر للاتحاد الدولي لكرة القدم واعلان مخاوفه على الفرق المشاركة من الحملة الدينية الرافضة للبطولة داخل العراق, والسبب الغسيل العراقي المفضوح عبر فضائيات محلية غير واعية او جاهلة او خبيثة, ومجتمع فيسبوكي يعشق الفضائح ويسعده المشاركة في صنع المشكلة, والان الاتحاد الدولي يفكر جديا بالحظر من جديد على العراق, تحت ذريعة تدخل السياسة بالرياضة, وحماية الفرق المشاركة من هوس التكفير.
كان على الاتحاد العراقي وهو يسعى لهكذا احتفال ان ينقل حفل الافتتاح والاختتام الى البصرة, كي ينقذ نفسه من تهم التدنيس للمدن المقدسة, وهكذا يشرك البصرة في البطولة, لكن كما يحصل دوما وقع الاتحاد العراقي في الخطيئة التي لا تغتفر, والتي لا يجد لها اي تبرير.
ولو نجمع الموقف الرافض من قبل منتخبات السعودية والكويت والبحرين اللعب في كربلاء, سيدفع الاتحاد الدولي لاعتبار مدينة كربلاء غير صالحة للعب, اي سيتحول ملعب كربلاء لملعب دوري فقط وتموت حالة الانفتاح على العالم التي حصلت اخيرا للكربلائيين, وهذا يدفعنا لتساؤل مهم: هل كان خطأ اختيار كربلاء والنجف مكانا لبناء الملاعب لاعتبارات دينية واعراف اجتماعية ترفض الانفتاح نحو العالم او القيام بمهرجانات تعتبر في نظر البعض هتك لقدسية المكان؟
الجهل والنعيق من دون تعقل, واخطاء الاتحاد, والمنافقون المتربصون باي حدث, جميعهم سبب ما حصل, وهو بعيد كل البعد عن موقف المرجعية الصالحة.