السيمر / فيينا / السبت 24 . 08 . 2019
هاتف بشبوش
موربوال ، شلاّلُّ مّهيبُ
وتحت رذاذهِ الماطرِ
مطعمُّ ، بزعامةِ خُنثيٍ جميلْ
نوارسُّ تجفلُ
بين نخيلِ الكوكونت المترامي
على إمتدادِ ماضننتهُ أفقاً
إذ لاأفقَ هناك …
غير النخيلِ المتراصِفِ
ثم النخيلِ ، والنخيل ، ومايتراءى من سرابِ نخيلِ
وشمسُّ لايلحقني منها الاّ الصمت
جففت إيفيلين جسدها المبلّل بعد سباحةٍ في بركة ماء شلال ( موربوال) بينما انا وماريو تركنا سيقاننا في جوف البركة المنعش ، ثم إستدارت إيفيلين بعد ان كانت على قفاها المهفهف وهي لماتزل بمايوه السباحة الأصفر تمسك تاوراً لدعك شعرها المنسدل واللامع من أثر رطوبة الماء فكانت كمن يعطيك جرعة لدفق الحياة ونشاطها . ثم قالت أما أصابكم الجوع ؟؟؟ ، نعم ياسيدتي فأنت الآمرة الناهية ، فلنذهب إذن يارجال لنعرف ما يحتويه ذلك المطعم السمكي في مفرق الشلال . المطعم يديره ولدُّ مَثلي(ladyboy ) يجذب الزبائن بشكل سحري ، قلتُ ماذا لو كان هذا الخنثي في بلداننا ، حتماً لايجلبُ غيرالقيء ونفور زبائنيه أو ربما قتلهِ بآيات الفسوق . المطعمُ يعجُ بالنسوةِ اللائي لازلنَ بالمايوهاتِ مع صغارهن وأجسادهم الصافيةِ صفاءِ ماءِ الشلالِ الرقراقِ . المطعمُ أصاب هدف الجوع فكان الإختيارعلى سمك المارلين وايت Marlin white ، ومارلين بلو Marlin blue ، هذان النوعان يُقدمان على هيئة أسياخٍ كما الكباب العراقي ، مع الرز الملفوف بسعف نخيل الكوكونت على شكل قطعٍ صغيرةٍ تفتحها كما تفتح قطع الشوكولا . والحق يقال ، كانا ألذ ما أكلتهُ من أسماكٍ شواءٍ على مدار عمري الستيني .
الطبيعة مثلما نثرٍ شعري ليس لها مثيلا في شرق أمصاري ، خلا مايرسمه الفنانون من عجائبٍ تتوافق مع إيقاع إيفيلين بعريها المايوهي وهي تمضغ السمك الشواء بطريقة تسر الرائي كما أميرةٍ واثقةٍ من عدم إختلاس النظر الى نواعم الجسد المثير من قبل حساد الجمال الفاتن . النسيم يدعك جوانحها بينما هي تردد أثناء المضغ بفمها العنبي بعض ما يقوله المطرب الكندي (ed sheeran) في أعظم لحنه المعروف عالمياً في مقطعٍ من أغنيته shape of you ( أوّا أوّا ) الهادر علينا من كاسيت أغاني المطعم . فينشرحُ القلب بما يُريد ، بينما المساءُ يهطلُ حمرةً ورديةً .
ماريو برلسكونتي … صديقي الإيطالي
إيفلين … زوجة ماريو
شاعر وناقد عراقي