السيمر / فيينا / الخميس 19 . 09 . 2019 — شر الخبير العسكري، وفيق السامرائي، الخميس، تحليلاً أوجزه بتسع نقاط، حول تفجير المنشآت النفطية السعودية شرق المملكة، قال فيه إن الرياض ربما تتهم العراق من جديد بالعملية، متوقعاً أن تُفضي العملية إلى شراء المزيد من الأسلحة.
وتعرضت السعودية، فجر السبت (14 أيلول 2019)، لهجوم واسع استهدف منشأتين نفطيتين لشركة “أرامكو” العملاقة شرق البلاد، وهما مصفاة بقيق لتكرير النفط وحقل هجرة خريص، تبنته قوات جماعة “أنصار الله” الحوثية اليمنية التي قالت إن العملية نفذت بـ 10 طائرات مسيرة.
ويقول السامرائي في مقال تابعه “ناس” اليوم (19 أيلول 2019) إنه ” يُمكن التفكير في استنساخ أي شيء وتكراره، إلا عمليات المباغتة، فالقادر على تحقيقها قادر على تدبير غيرها في مكان وأسلوب وأدوات أخرى، وتتوقف درجة النجاح والفشل على قدرات الطرف المقابل”.
وأضاف “كل ما قيل سعوديا عما حدث يبقى هامشيا، وما حدث هو:
تحقيق مباغتة تامة في الزمان والمكان والغرض والوسائل والمسالك!
تحقيق اصابات دقيقة تعكس تطورا تكنولوجيا مهما في الصناعات الحربية لم يكن متاحا سابقا إقليميا، وكانت نسبة الدقة نحو 88% محسوبة على أساس سقوط ثلاثة صواريخ كروز قبل الوصول إلى الهدف طبقا لما قيل سعوديا.
دقة عالية وكفاءة بالاستطلاع والمراقبة والتجسس وتصنيف الأهداف واختيارها.
كتمان مطلق يدل على براعة في الضبط الالكتروني وعدم وجود اختراقات بشرية.
فشل الدفاعات الجوية السعودية (المتطورة) في الكشف والتصدي، والفشل في حماية أحد أهم الأهداف السيادية الكبرى، وهذا سيدفع إلى مزيد من مشتريات السلاح.
ضبط تام في تصريحات (المُهاجِمِ) ومؤيديه تجنبا لاستفزاز عالمي.
ضبط وكتمان واخفاء حركة الصواريخ والمسيّرات إلى قواعد الاطلاق وخلال الاطلاق وهي أهم مرحلة من مراحل التنفيذ. لذلك، لم تعرض السعودية بيانات وصوراً عن مناطق الاطلاق واكتفت بالاشارة إلى الشمال وهو وصف موضع شك غير موثق صيغَ لاتهام العراق مباشرة أو إيران أو كليهما حسب الظروف، ولم توجه السعودية اتهاما مباشرا صريحا إلى إيران بل ورد وصْفُ الهجوم بأنه (مدعوم من إيران).
درجة التدمير العالية تدل على رؤوس حربية ثقيلة.
الشجب الخليجي والعربي والإسلامي ضعيف، جدا تجنبا للاصطفاف مع السعودية.
ويبدو أن السعودية ادركت فداحة الثمن المطلوب ترامبيا، فمن الواضح انه لن يرضى مع تصاعد الأحداث برقم دون الترليون دولار وصعودا، فكلفة قواته السنوية (فلكية) ويحتاج لتشغيل طائراته وتوفير العتاد.. مبالغ كبيرة، وأدركت السعودية كلفة الحرب الثنائية المدمرة المباشرة مع إيران. ورغم بوادر مرونة وتفهم سعودي، هناك احتمال (ضئيل جدا جدا) ان تقوم بمهاجمة موقع نفطي إيراني في الخليج.. كرد اعتبار غير معتاد ضمن سياستها التقليدية، وسيجابه آنياً بقوة إن حدث، بحكم درجة الاستعداد العالية”.
وتساءل “إذن، هل نترقب عبور مراكب سعودية طلبا لتفاهم وصلح عسيرٍ أم مباغتة أخرى؟”
واختتم بالقول “لا يزال المشوار السعودي مع الخصوم طويلا، والورطة كبيرة من اليمن الى أرامكو، وقد ادركت الإمارات خطورة الموقف، والعرب وحدهم لا طاقة لهم مقابل خصم كهذا”.
عودة الإمدادات..
زأعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، مساء الثلاثاء، عودة الإمدادات البترولية إلى ما كانت عليه، قبل الهجوم الإرهابي الذي استهدف معملي شركة “أرامكو” شرقي المملكة.
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان في مؤتمر صحفي بمدينة جدة (17 أيلول 2019) “لقد شرفني خادم الحرمين الشريفين وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان بأن أزف للمواطين والمواطنات ولمحبي هذه الدولة، بشرى عودة الإمدادات البترولية القصوى لما كانت علية قبل الساعة 03:43 من صباح السبت (وقت الاعتداء على المنشآتين)”.
وأضاف: “نتج عن ذلك العدوان انقطاع حوالى 5.7 مليون برميل من إنتاج الزيت الخام، منها 4.5 مليون برميل من معامل بقيق، حيث تتم معالجة الإنتاج في عدة حقول”.
وتابع: “كما تعطل إنتاج نحو ملياري قدم مكعب من الغاز المصاحب، ونحو 1.3 مليار قدم من الغاز الجاف و500 مليون قدم من غاز الإيثان ونصف مليون برميل من سوائل الغاز”.
أول تسريب من التحقيقات..
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، الاثنين، عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن إيران كانت نقطة انطلاق لشن الهجوم المدمر على المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية”.
ووفقاً لمصادر الصحيفة في تقرير نشرته اليوم (16 أيلول 2019)، تابعه “ناس” فإن “المسؤولين تبادلوا المعلومات مع المملكة العربية السعودية في الوقت الذي يزن فيه كلا البلدين (الولايات المتحدة والسعودية) الضربات الانتقامية المحتملة، وفقًا لمطلعين على المناقشات”.
ووفقاً للتقرير، فإن “المعلومات الاستخباراتية التي نقلها المسؤولون تشير إلى أن إيران كانت بمثابة نقطة انطلاق لشن الضربات”.
وشكك الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الإثنين، بما اعتبره “قصة كاذبة” من قبل إيران حيث قالت الأخيرة إن “لا علاقة لها بالهجوم على المملكة العربية السعودية”، رابطا النفي الإيراني بقصة إسقاط طائرة بدون طيار في (20 حزيران 2019)، حين أعلن الحرس الثوري الإيراني إسقاط طائرة تجسس أميركية مسيرة قال إنها اخترقت الأجواء الإيرانية في سواحل محافظة هرمزكان جنوب البلاد.
“كذبة كبيرة جدا”
واستذكر ترامب في تغريدة له على تويتر تابعها “ناس” (16 أيلول 2019) الرواية الإيرانية بعد حادثة سقوط طائرة بدون طيار في سماء مضيق هرمز، قائلا “تذكر أنه عندما أُسقطت طائرة بدون طيار، قالت إيران إنها دخلت في (مجالها الجوي)، وفي الواقع، لم تكن قريبة”.
وأضاف أن الإيرانيين “تمسكوا بقوة بهذه القصة وهم يعرفون إنها كذبة كبيرة جدا”، رابطاً هذه الواقعة بحدث قصف محطتي نفط سعوديتين.. وعلّق ترامب ردا على قصة الإيرانيين “الآن يقولون إنهم لاعلاقة لهم بالهجوم على المملكة العربية السعودية. سوف نرى؟”.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، قد نفى الاتهامات الأميركية لبلاده بالتورط في الهجوم على منشآت شركة “أرامكو” النفطية السعودية، معتبرا أنها “تدخل في باب الأكاذيب القصوى وتعبر عن الفشل”.
وفي تطورات لاحقة قال المغرد السعودي البارز، مجتهد، والمعروف بسعة اطلاعه على كواليس العائلة الحاكمة في الرياض، الأحد، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “متضايق” بشأن الرد على الاستهداف الذي طال المنشآت النفطية السعودية امس السبت؛ لأن “أميركا لا تريد ضربة داخل إيران خوفاً من مواجهة شاملة”.
وذكر مجتهد في تغريدة تابعها “ناس” (15 أيلول 2019)، أن “ابن سلمان متضايق؛ لأن أميركا أبلغته رغبتها معاقبة إيران على قصف بقيق لكن لا تريد ضربة داخل إيران خوفا من مواجهة شاملة”.
وأوضح ان “التوجه الآن هو معاقبة إيران بضرب الحشد الشعبي في العراق الذي ستحمّله أميركا المسؤولية، وأكمل أن “بن سلمان يريد ضربة قاصمة لإيران نفسها غير مدرك تبعات المواجهة الشاملة”.
وتعرضت السعودية، فجر السبت (14 أيلول 2019)، لهجوم واسع استهدف منشأتين نفطيتين لشركة “أرامكو” العملاقة شرق البلاد، وهما مصفاة بقيق لتكرير النفط وحقل هجرة خريص، تبنته قوات جماعة “أنصار الله” الحوثية اليمنية التي قالت إن العملية نفذت بـ 10 طائرات مسيرة.
ذي قار تنفي علاقة العراق
وتحدثت تقارير إعلامية، عن دخول 9 طائرات انتحارية مسيرة عبر العراق ويرجح أنها ضربت شركة آرامكو السعودية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، فيما ردت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ذي قار، بنفس اليوم، على تلك التقارير مؤكدة عدم وجود معلومات دقيقة حول قيام طائرات مسيرة مجهولة بالتحليق فوق المحافظة، فضلاً عن اتجاهها إلى المملكة العربية السعودية، لضرب أهداف هناك، حسب ما يُروج له.
وقال رئيس اللجنة، جبار الموسوي في حديث لـ”ناس”، (14 أيلول 2019)، إن “الجهات الامنية في ذي قار لم ترصد تحليق طائرات فوق سماءها باتجاه السعودية حتى الان”، لافتاً إلى أن “مجلس المحافظة سيحقق في الموضوع وبيان مدى صحته من عدمه”.
وأضاف، أن “ذي قار لن تسمح لأية جهة مهما كانت قوتها باستخدام أراضيها منطلقاً لاستهداف أراضي دول مجاورة للعراق، كوننا نحترم علاقاتنا مع كل الدول، ومنها السعودية وغيرها من البلدان العربية، وأيضا نعطي أهمية للقانون الدولي الذي يمنع هكذا أعمال”.
ونشر البيت الأبيض صورا تظهر المواقع التي تعرضت للأضرار جراء الهجوم على منشآتين نفطيتين لشركة “أرامكو” في السعودية يوم السبت، وأرفقت السلطات الأمريكية الصور بتعليق يفيد بأن 19 موقعا على الأقل للبنية التحتية الحيوية في معملي بقيق وهجرة خريص، ضربت بـ”دقة عالية”، 17 منها في بقيق.
عبدالمهدي ينفي..
وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي تلقى “ناس” نسخة منه، الاحد (15 أيلول 2019)، أن “العراق ينفي ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن استخدام اراضيه لمهاجمة منشآت نفطيّة سعوديّة بالطائرات المُسيّرة، ويؤكد التزامه الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على جواره وأشقائه وأصدقائه”، مؤكداً أن “الحكومة العراقية ستتعامل بحزم ضد كل من يحاول انتهاك الدستور، وقد شكلت لجنة من الأطراف العراقية ذات العلاقة لمتابعة المعلومات والمستجدات”.
ودعا العراق، وفق البيان، “جميع الأطراف الى التوقف عن الهجمات المُتبادَلة، والتسبب بوقوع خسائر عظيمة في الأرواح والمنشآت. وتؤكد الحكومة العراقية بأنها تتابع باهتمام بالغ هذه التطوُّرات، وتتضامن مع أشقائها وتعرب عن قلقها من ان التصعيد والحلول العسكرية تعقد الأوضاع الإنسانيّة والسياسية، وتهدّد امننا المشترك والأمن الإقليميّ والدوليّ”.
كما جدد دعوته الى “التوجّه لحلِّ سلميّ في اليمن، وحماية أرواح المدنيّين، وحفظ أمن البلدان الشقيقة. ويدعو دول العالم، ولاسيّما دول المنطقة ، إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية والاضطلاع بمُبادرات تضع حدّاً لهذه الحرب التي لا رابح فيها، والتي لا تسفر سوى عن خسائر بشرية عظيمة، وتدمير البنى التحتية، والحيويّة”.
الخزعلي “مسرور جداً”
وعلق تحالف الفتح الذي يتزعمه هادي العامري، الاثنين، على الضربات التي طالت منشآت نفطية في السعودية قبل يومين، معرباً عن “سعادته” بتلك الضربات لأنها لم تسفر عن سقوط مدنيين.
وقال عضو التحالف فالح الخزعلي خلال برنامج وجهة نظر الذي يقدمه الزميل نبيل جاسم وتابعه “ناس” (16 ايلول 2019): “انا جداً مسرور بالضربات التي استهدفت أرمكو النفطية؛ لأنها لم تستهدف المدنيين بل استهدفت اقتصاد النظام السعودي، المتورط بقتل الأطفال اليمنيين”.
وأكد الخزعلي أن “العراق يسعى إلى إقامة علاقات متوازنة مع السعودية لكن الاخيرة لم تقدم أي فائدة للعراق بل ما زالت حتى الان تسيطر على الانبوب النفطي في البحر الأحمر فضلاً عن أن رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي اكد دخول 5000 انتحاري سعودي فجروا انفسهم داخل العراق”.
المصدر / ناس