السيمر / فيينا / الخميس 19 . 09 . 2019
رحيم الخالدي
بعد سقوط النظام وإبتداء المسيرات المليونية لأربعينية الإمام الحسين، ونقلها في معظم القنوات الفضائية تجلت للعالم الحقيقة، التي عَتّمَ عليها طِوال سنين, أصبح العراق وكربلاء قبلة العالم, فبدأ الناس بالسؤال والبحث، ولم يعد يصدق من كان طوال حياته يُكْذَبْ عليه، ويقلب الحقيقة ويمجد بالقاتل!
يذكر لنا التاريخ لمحات وليست الحقائق كاملة، كونها كُتِبَتْ تحت نظر الدولة الأموية، مع الترضي بقتله، فكانت قليلة بحجم الملحمة البطولية، التي مهما حاول المريدون طمسها، تبرز أكثر وتتجلى الحقيقة الناصعة، التي كانت مغيبة ولو طالعنا التاريخ جيداً وبحثنا لربما سيشيب الرأس منا من هول ما سنكتشفه..
الديانة المسيحية وكما يحب البعض تسميتها بالنصرانية، دين سماوي لا يمكن نكرانه، ولو حدث لأعد المسلم منحرفاً عن الملة، وهي عبارة عن نصائح وسلوك نهايته مرضات الخالق، فهي متسلسلة وقد ختمها جل جلاله بالدين الإسلامي، ومن أبرز من تصدى لبني أمية، وشارك مع الحسين في ملحمة الطف، وإستشهد معه في تلك الفاجعة الأليمة، “جون” النصراني”.
رسام إيطالي رسم لوحة معبرة جداً، جاءت وفق رؤية كما يذكرها ديفانشي باسكوال، ويسرد كلامه وهو يبكي ويرتجف، من هول ما رأى في منامه، ويقول رأيت في عالم الرؤيا واقعة الطف، وكيف اقبل العدّو على الإمام الحسين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أله، وبقيت هذه الرؤيا عالقة في ذهني، توصلت الى توثيقها بلوحة من الرسم، لكن هذه اللوحة إستغرقت مني ثمانية أشهر أو اكثر بسبب الإرتجاف الذي أصاب جسمي, من عظيم رؤية هكذا ملاك بمقام الإمام، ليعلن في نهاية ذلك إسلامه .
اليوم في العراق وخاصة بعد عام الفين وثلاثة، يخرج الأخوة المسيحيين مواكب تعزية لإخوتهم شركاء الوطن، على خطى جون النصراني، الذي وضع لبنة الإنسانية الأولى في مساندة الحق، ولم يجعل الدين عائقاً، وهو أول مسيحي في التاريخ يساند من غير ديانته، ويفديه بدمه وروحه، فأي إيثار يمتلك جون؟ مع بقية الشهداء، الذين مجدهم التاريخ وذكرهم بالأسم والعدد .