السيمر / فيينا / السبت 21 . 09 . 2019
خالد الناهي
ما يحدث من مشاكل في هذا الكون منذ نشوءه حتى يومنا هذا، سببه ان بعض الاشخاص او الجماعات، اوالدول وحتى الأمم ترى نفسها افضل من سواها.. لذلك تعتقد انها يجب ان تقدم على الجميع ويخضع لها سائر الكائنات.
الشيطان لم يسجد لأدم (عليه وعلى نبينا واله افضل الصلوات) ، و خرج من رحمة الباري, لأعتقاده بأنه افضل من أدم فترسخت تلك الفكرة لديه!
قابيل لم يكن ليقتل هابيل، لولا اعتقاده بافضليته على اخيه، فلم يتقبل انه عز وجل تقبل من اخيه ولم يتقبل منه!
وهكذا وصولا الى نبينا الاكرم (عليه وأله أفضل الصلوات) فقد كان عذر قريش حينها، أن كيف تنزل الرسالة على رجل فقير، ولم تنزل على سيد من اسياد قريش!
ما يحدث الان، ان اليهود يعتبرون انفسهم افضل الشعوب، لذلك ان اردت ان تنعم بالسلام يجب عليك ان تخضع لهم، و الا ..
الولايات المتحدة الامريكة تعاقب هذا، وتفرض الحصار على ذاك، وتحرض على الحرب في دولة ثالثة، فقط من اجل الهيمنه، وبسط النفوذ.
الجميع
يرى نتائج هذه النظرة المتعالية وما تؤول اليه من نتائج كارثية، فمرة تؤدي
للقتل وسفك الدم، و اخرى للخراب، وثالثة الى تفتيت مجتمعات باكملها.
هذا
الاسلوب احيانا تستخدمه شعوب كاملة، من خلال اعتقادها بأن تاريخها، وقوتها
يتيح لها ان تضع نفسها بخانة اعلى، بل وتعتبر حتى دمها يختلف عن دماء باقي
البشر..
مرة يستخدمه شخص او حزب او فئة محددة، وتسوقه للناس ليصدقوه، ويقتنعون به بمرور الزمن باعتباره واقع حال.
هذا
ما فعله صدام حسين عند استلام الحكم في العراق، حيث قسم الشعب الى ثلاث
فئات شروگي وتكريتي، وكردي، حتى ترسخت هذه الفكرة عند الشعب، فأخذ التكريتي
(المقرب من صدام) ينظر بعين إستصغار لباقي فئات الشعب، في حين باقي الشعب،
وكما يبدو أنه قبل بالامر الواقع، بل ويبدو دور المظلوم أعجبه فتفاعل مع
الدور جدا!
على ما يبدو
ان بعض السياسين والمتصدين للشأن العراقي، معجبين بسياسة صدام ( فرق تسد)
فأخذ يرفع شعارات من الخطورة بمكان, أنها يمكن ان تحطم النسيج المجتمعي
العراقي الهش والمتعب أصلا.. من اجل غايات انتخابية، ومصالح انية.
منذ اكثر من سنة رفع في محافظة البصرة وعلى سبيل المثال شعاران، احدهما اخطر من الثاني..
الاول
يقول أن “البصرة مثل الجمل تحمل ذهب وتاكل العاقول” ويجب ان يميز الشعب
البصري، وان على الشاب البصري ان يأكل بملعقة من ذهب، حتي قتلوا فيهم
القناعة، وعملوا لإفقادهم مواطنتهم.
الشعار الثاني “البصرة للبصرين” في
محاولة لفصل الشعب البصري وامتداداته عن باقي العراق، وإيهامه بأنه افضل من
باقي الشعب العراقي، وانه متفضل على كل العراقيين، لانه منتج للنفط, هذه
الشعارات تذكرنا بحجاية ” ابن العوجة” ثانية او “شعب الرب” .. وهذه الحالة
“الحملة المصطنعة” ان لم تعالج على وجه السرعة وبصورة جذرية، ستكون هناك
عواقب وخيمة وكبيرة، ولا يستبعد ان تكون هناك اموال كبيرة تدفع من الخارج،
لغرض تفتيت ما تبقى من النسيج العراقي.
يجب أن نحذر من فتنة، اشد خطرا من داعش.. فالحرب ليست دوما بالقوة المباشرة, فهناك حروب خبيثة أشد أذى وأكثر تأثيرا في هزيمة الأمم.