السيمر / فيينا / الاثنين 23 . 09 . 2019 — تعد زيارة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي مع رفقة الوفد الحكومي، تدشين لمرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وعلى الرغم من انها زيارة اقتصادية، لكنها تحمل رسائل سياسية أيضًا لهذا التوجه المفاجيء نحو الصين.
وقال عبد الحسين الهنين المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إنه “سيتم التوقيع، اليوم الاثنين، على ثمانية اتفاقات مهمة في قطاعات مختلفة، وسيتم التوقيع على الاتفاق المالي المشترك لتمويل المشاريع بين وزارة المالية العراقية ومؤسسة دعم الصادرات الصينية (سايناشور)”.
وأضاف الهنين في تصريح صحافي، تابعته “الاتجاه برس”، أن “زيارة الصين لم تكلف الدولة العراقية فلساً واحداً، ولأهمية الزيارة فقد تكفل الجانب الصيني بجميع تكاليف الضيافة”.
وعلى الرغم من اجماع اغلب الاحزاب والكتل السياسية، على اهمية الزيارة وما يمكن ان تحققه في مجال التنمية الاقتصادية والخدمية، الا ان احد التيارات انتقد الزيارة حتى قبل عودة الوفد والاعلان عن الاتفاقيات التي ابرمها.
وقال النائب عن التيار علي البديري، في تصريح صحافي، انه “من الغريب جداً ذهاب عبدالمهدي على رأس وفد حكومي كبير يضم وزراء ومحافظين ومستشارين، ويكون خالياً تماماً من اي تواجد برلماني، وكان يفترض ذهاب اعضاء من لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، وكذلك لجنة الاقتصاد والاستثمار”.
وبين البديري ان “عبدالمهدي، اعلن ان هذه الزيارة ستشهد توقيع اتفاقيات اقتصادية وغيرها مهمة مع الجانب الصيني، وهذه الاتفاقيات بحاجة الى دعم من قبل البرلمان العراقي، فكيف يدعم البرلمان هكذا اتفاقيات وهو غاب تمام عن توقيعها؟”.
وأضاف انه “رغم مرور ايام على زيارة عبدالمهدي، لكنه لغاية الآن لم يوقع اي اتفاقية مع جمهورية الصين الشعبية، ولا نعرف سبب الزيارة، اذا كانت تخلو من توقيع اي اتفاقيات اقتصادية او أمنية او غيرها”.
حديث النائب البديري، يخالف تماما ترجيحات اقتصاديون بان الزيارة مهمة في ظل حاجة العراق للخبرات الصينية.
ويؤكد عضو مجلس مجلس الأعمال الوطني العراقي غدير العطار على أهمية نقل التجارب الصينية الناجحة في مجالات البنى التحتية إلى العراق، داعيا المحافظين الذين يزورون جمهورية الصين الشعبية برفقة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي البدء بشكل فعال لنقل التجربة والأفكار الصينية الناجحة في كافة المجالات واستثمارها في المحافظات العراقية.
واشار العطار في بيان تلقت “الاتجاه برس” نسخة منه، إلى أن “الصين بلد متقدم في كافة المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتجارية والصناعية والزراعية وغيرها من المفاصل المهمة لأي بلد”، مبينا ان “العراق بحاجة ماسة للخبرات الصينية بمجال الاقتصاد والأعمار”.
اما عضو مجلس إدارة المجلس الاقتصادي العراقي صادق المشاط، فهو يشاطر العطار الرأي في أن “إقبال الصين على السوق العراقية سيحقق طفرة نوعية لم يشهدها العراق في وقت سابق”.
وقال المشاط، إن “توقيع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي مع الشركات الحكومية وغير الحكومية في الصين سيعزز التعاون بين بغداد و بكين، لاسيما في مجال الأعمار وتطوير البنى التحتية وهو خيار إستراتيجياً”.
وأضاف المشاط، ان “الصين لديها شركات عملاقة ذات تجارب تفوق ما يحتاجه العراق بكثير، والعراق يمتلك الأموال”، لافتاً الى أن “البدء بهذه الخطوة سيؤدي إلى تفوق العراق اقتصاديًا على مستوى المنطقة كونه يشغل موقع القلب النابض بين دول شرق آسيا، والزيارة اظهرت التزام العراق بطريق الحرير”.
ورأى الخبير الاقتصادي العراقي، خطاب عمران الضامن، إن “زيارة رئيس الوزراء العراقي على رأس وفد اقتصادي تعتبر بمثابة دعوة للشركات الصينية للاستثمار في العراق بقطاعات البترول والغاز الطبيعي ومجالات حيوية أخرى، أبرزها قطاع الاستثمار العقاري والبنى التحتية التي يحتاجها العراق، وفي ظل الميزات التنافسية التي يقدمها القطاع الاستثماري الصيني”.
وأشار الضامن إلى أن “دخول الشركات الصينية للأسوق العراقية تُعتبر طوق نجاة للاقتصاد العراقي، من خلال جذب الخبرات الصينية للسوق العراقية وخلق فرص عمل واعدة”.
ووصل رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الخميس إلى الصين على رأس وفد حكومي كبير إلى الصين في زيارة رسمية تنتهي اليوم الاثنين.
المصدر / الاتجاه برس