السيمر / فيينا / السبت 12 . 10 . 2019 — أظهرت تركيا ان لها أطماعاً واضحة في احتلال أراض سورية، تحت ستار انها تريد نقل اللاجئين السوريين من الأراضي التركية الى الأراضي السورية، والدليل على ذلك ان تركيا في خططها العسكرية، كما نقلت جريدة صباح وموقع صباح الالكتروني التركي القريب من وزارة الدفاع التركية، ان الخريطة لاحتلال الجيش التركي لاراض سورية تشمل 7 الاف كلم مربع، وهي اكبر مساحة في شمال شرق سوريا وشرق نهر الفرات، واهم منطقة فيها نفط واهم منطقة فيها مياه.
ومن اجل زيادة الحصار على سوريا، وأيضا الضغط على العراق كيلا يتدخل الحشد الشعبي الشيعي العراقي، قامت تركيا بتخفيف ضخ المياه عبر نهر دجلة والفرات، مما انقص كمية المياه التي تصل الى سوريا والعراق والأراضي الزراعية فيها الى النصف تماما، وحوّلت المياه الى سد اتاتورك الذي يتسع لـ 55 مليار متر مكعب من المياه، والذي الان فيه 35 مليار متر مكعب بعدما صرفت طوال الصيف تركيا حوالى 20 مليار متر مكعب، باعتبار ان موسم الشتاء يعود ويرفع المياه في سد اتاتورك الى 50 مليار متر مكعب لكن تحويل مياه نهري دجلة والفرات أدى الى ضرر كبير في الأراضي الزراعية في العراق وسوريا، وبخاصة شرق نهر الفرات في سوريا.
ودفعت تركيا بـ 80 الف جندي مع أسلحة متطورة أهمها دبابات ليوبارت، وهي اهم دبابة صنعتها المانيا ولدى تركيا 721 دبابة منها، ودبابات فرتينا التي تصنعها تركيا، كذلك الدبابات التي تحمل مدفعية ثقيلة وبعيدة المدى وتستطيع التنقل بسهولة لنقل المدافع من مناطق الى مناطق، وتقوم القوات التركية بالتركيز على قصف وتدمير قوات قسد أي قوات سوريا الديموقراطية، إضافة الى القصف بطائرات “اف 16” التركية حيث يبدو ان الإبادة الحقيقية من قبل الجيش التركي للاكراد وقوات قسط قوات سوريا الديموقراطية تجري فعليا لولا قيام الولايات المتحدة بحملة كبرى وانقلاب الحزب الجمهوري ضد الرئيس الأميركي ترامب على التخلي عن حلفائه السابقين من الاكراد وقوات سوريا الديموقراطية التي دربها الجيش الأميركي واصبح الرئيس الاميركي ترامب دون أي أكثرية في مجلس النواب ولا في مجلس الشيوخ.
وادخلت تركيا الدبابات المحصنة التي تملك منها 705 دبابة واستوردتها من الولايات المتحدة وتستعملها بعنف، وهي تقصف بمعدل 4 قذائف في الدقيقة على مواقع قسد قوات سوريا الديموقراطية والاكراد. لكن الجيش الكردي لم يدخل بعد بقوة في المعركة.
اما قوات قسد الديموقراطية فاستعملت صواريخ تاو الأميركية ضد المدرعات واصابت عدداً كبيراً من الدبابات التركية، مما اشعل روحية القتال لدى الجيش التركي واستعمل طائرات “اف 16” بكثافة ضد قوات سوريا الديموقراطية قسد، انما تركيا أصيبت دباباتها بأكثر من 70 إصابة بصواريخ تاو الأميركية حيث نصب جيش قوات سوريا الديموقراطية كمائن تحت الأرض وفاجأوا الدبابات التركية التي كانت تتقدم وتعتقد ان ليس امامها عدو قوي قادر على منعها من التقدم.
ولدى تركيا صواريخ اوتماس ولديها صواريخ سيريت ولديها اهم صاروخ وهو يلدريم 3، وهو صاروخ يصل مداه الى 900 كلم، ولم يعرف ما اذا كانت تركيا ستستعمل هذا النوع من الصواريخ، الا انها حاليا تستعمل صواريخ يصل مداها الى 40 كلم، وتستطيع هذه الصواريخ تدمير أهدافها.
في المقابل، شنت قوات سوريا الديموقراطية التي افلتت من القصف الجوي التركي هجوما معاكسا جانبياً على الجهة اليمنى للجيش التركي الذي دخل الى شرق نهر الفرات، واصابته إصابات كثيرة خاصة على مستوى الافراد، ذلك ان قوات قسد الديموقراطية لها مراكز في الجدران المحيطة بشرق نهر الفرات وقصفوا بالرشاشات من عيار 500 والأسلحة المتوسطة الجيش التركي، مما أوقع خسائر كبيرة قال البعض انها وصلت الى 929 قتيلاً وجريحاً من الجيش التركي. وعلى الأثر، أرسلت تركيا 105 طائرات من طراز “اف 16” ولم تتوقف عن القصف لمدة 4 ساعات على هذه المنطقة، لكنها لم تستطع إصابة جدران نهر الفرات الشرقي لانها جدران فيها حفر عميقة ولا تستطيع الطائرات اصابتها بسهولة نظرا الى تمويهها وانعكاس لون الشمس على المياه وعدم القدرة على التركيز من قبل الطيارين الاكراد.
المعركة الان هي لمصلحة الجيش التركي، انما لأول مرة يصاب الجيش التركي بهذه الخسائر الكبيرة من جانب قوات سوريا الديموقراطية، رغم ان الجيش الكردي المؤلف من 75 الف مقاتل لم يتدخل بعد حتى الان، بل ان قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من 45 الف جندي دربهم الجيش الأميركي وأعطاهم أسلحة مضادة للمدرعات ورشاشات متوسطة وقوية جعلت قوات قسد الديموقراطية تلحق خسائر كبيرة بالجيش التركي. وينعكس ذلك على اردوغان الذي جمع مجلس قيادة الجيش التركي وطلب منه تدمير قوات قسط الديموقراطية في معركة تجري اليوم السبت لقصف الطيران الكردي بكل دباباته والصواريخ.
اما قوات قسد الديموقراطية، فهي قد حفرت منذ فترة طويلة حفرا عميقة وانفاقاً بين التراب الزراعية حيث لا يمكن للطائرات كشف هذه الانفاق من الجو لانها مغطاة بالحشيش والحشائش والأشجار، وتقوم قوات قسد الديموقراطية بأعمال استشهادية، وحتى ان الفتيات هم اكثر من يقوم بهذه العمليات الاستشهادية، حيث تلتفّ الفتاة بحزام ناسف قوي جدا وتهجم على الدبابة التركية وتفجر نفسها وتدمر جزءاً كبيراً من الدبابة ويقتل داخل الدبابة جنود اتراك، ورغم الهجوم التركي الكبير لم يستطع الجيش التركي التقدم اكثر من 3 كلم داخل أراض على الحدود السورية – التركية حيث توجد قوات سوريا الديموقراطية، كما ان قوات سوريا الديموقراطية التي لديها اكثر من 200 الف مدفع تاو الأميركي، قدمتها اميركا لقوات سوريا الديموقراطية على أساس انها ستحارب نظام الرئيس السوري بشار الأسد تستعملها الان ضد الجيش التركي بكثافة وتصيب له الدبابات وصاروخ تاو دقيق الإصابة، وقد تصل تركيا الى ازمة اذا لم تستطع التقدم وتدمير قوات قسد الديموقراطية.
كما ان ميليشيات بدأت تصل من دول عربية، حتى انها وصلت من مصر ووصلت من العراق، وقسم وصل من الأردن للقتال ضد الجيش التركي على الحدود السورية لمنعه من احتلال أراض في سوريا.
ولولا الطيران التركي المؤلف من 300 طائرة اف 16 لما استطاع الجيش التركي التقدم بريا قط.
وقال مراسل وكالة الانباء الألمانية الذي سمح له الجيش التركي بمرافقته مع 4 مندوبين من التلفزيون الألماني بالقول انه شاهد اكثر من 90 دبابة أميركية مدمرة في الحقول داخل الأراضي السورية على الحدود تماما، وانه رأى عشرات الجثث من الجنود الاتراك، لكن الجيش التركي يقوم بسحب دباباته المدمرة بسرعة وحتى بواسطة طائرات هليكوبتر ضخمة، كما يقوم بنقل القتلى من ساحات المعركة والجرحى بسرعة كيلا تظهر الخسائر وتؤثر في معنويات الجيش التركي.
اما قوات سوريا الديموقراطية فأصيبت بضربة تدميرية خفضت من قوتها 20 في المئة، وفق المراسلين الالمان. ذلك ان الجيش التركي قصف بالمدفعية منطقة كاملة لقوات سوريا الديموقراطية، فيها تحصينات واسلحة ومخازن ذخيرة وثكنات ودمرها تدميرا كاملا وألحق خسائر من القتلى والجرحى زاد عن 2000 قتيل وحوالى 4 الاف الى 5 الاف قتيل من قوات سوريا الديموقراطية. كما دمر ناقلات مدرعة لقوات سوريا الديموقراطية في محاولة من تركيا لالغاء قوات سوريا الديموقراطية والتفرغ للقتال ضد الجيش الكردي لان تركيا هدفها الأساسي احداث تطهير عرقي كردي من الرقة والحسكة وابدال السكان بمليوني نازح سوري من الطائفة السنية واسكان نصف مليون مواطن تركي من الطائفة السنية بدلا من الاكراد الذين هم أيضا من الطائفة السنية، لكن تركيا لا تعتبرهم يتبعون لمنظمتهم السنية كونهم يقاتلون الاخوان المسلمين وهي ترتكز على المعتقل الديني للاخوان المسلمين هي وقطر.
الجيش الكردي يتحضر للمعركة، وانتشر على جبهات عديدة وصلت من دير الزور الى حدود تدمر والحسكة والرقة وشرق نهر الفرات، والمعركة الفعلية تدور الان مع قوات قسد الديموقراطية، وقد تجتمع مع الكونغرس، وقرر فرض عقوبات شديدة على تركيا اذا لم توقف خلال 48 ساعة هجومها التدميري ضد قوات قسد الديموقراطية. ووجه الكونغرس الأميركي، كذلك مجلس الشيوخ، اتهامات عنيفة ضد ترامب قائلا له انت تتخلى عن حلفائك وحلفاء الولايات المتحدة الذين قاتلوا الى جانبك وقدموا الشهداء من اجل الدفاع عن الجيش الأميركي في الرقة والحسكة. ولذلك فان الكونغرس الأميركي ومجلس الشيوخ الأميركي قد يفرضان عقوبات قاسية جدا على تركيا قال ترامب انها ستؤدي الى تدمير الاقتصاد التركي كي يرضي مجلس النواب ومجلس الشيوخ الأميركي، والأيام القادمة ستظهر ما سيحصل من عمليات حربية ومن عقوبات من الولايات المتحدة ومن الاتحاد الأوروبي ضد تركيا.
المصدر / الديار اللبنانية