السيمر / فيينا / السبت 12 . 10 . 2019 — انطلقت تركيا بعملية امنية واسعة في سوريا تحت مسمى “نبع السلام” والتي تستهدف مناطق سيطرة تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الذي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا “تنظيما إرهابيا” في شرق الفرات.
وترتبط سوريا بعدد من الدول المحاذية والتي على راسها العراق الذي عانى ما عاناه مع سوريا من عمليات ارهابية على مدار الخمس سنوات السابقة حيث ، برزت عصابات داعش الاجرامية التي عبر الحدود السورية باتجاهه ودمرت وسلبت العديد من خيرات البلاد وقتلت الشباب والاطفال والنساء ولم احد منها الا ان تمكنت القوات العراقية الباسلة والحشد الشعبي المجاهد وفصائل المقاومة من القضاء عليها وطردها خارج العراق.
ويرى الخبير الامني فاضل ابو رغيف في حديثه لـ”العهد نيوز” ان استقرار سوريا يعني استقرار العراق وبخلافه يحدث العكس تماما.
ويقول ابو رغيف ان “ما يحدث في سوريا يشكل قلق على العراق، حيث ان امن سوريا والعراق يكاد يكون تسلسلي، واي اقلاق للوضع في سوريا يعد اقلاق الوضع على دول متاخمة ومنها لبنان والاردن وليس فقط العراق” لافتا الى ان “استقرار سوريا يعني استقرار العراق”.
واضاف ابو رغيف “سيما ان قسد لديها محتجزون من داعش الارهابي اضافة الى مخيم الهول الذي فيه اكثر من 48 الف معتقل من عوائل الارهاب وانباء عن هروب بضع عشرات من الارهابيين بين البيع والهروب، حيث ان هذه الظروف والمناخات تشكل خطرا وتهديدا على الحدود العراقية السورية”.
وتابع الخبير الامني “نعم كانت العمليات المشتركة تضبط الحدود وايقاعها والاجهزة الامنية والميدانية على اهبة الاستعداد لدفع المخاطر التي قد تحدث عن الحدود العراقية السورية خاصة وان بعض مناطق نينوى لا تبعد اكثر من 125 كم عن الحدود الشمالية الغربية من غرب محافظة نينوى الا ان الوضع ينبغي اخذ الحيطة والحذر بصورة مضاعفة وليس بالشكل المعتاد”.
ولفت ابو رغيف الى ان ” دخول عصابات داعش بطريقة اريحية لحدود العراق لا يمكن له ان يتم نعم قد يتخذ من الليل غطاءً له للتسلل تحت جنح الظلام ولكن هناك طائرات وكاميرات واجهزة مراقبة لكن يبقى الخطر متوقع من الحدود السورية العراقية”.
وبالنسبة لسوريا فهي ما زالت تعاني من بعض هذه العصابات المنتشرة في احيائها القليلة والتي ما تزال تشهد حرب وعمليات امنية واسعة لتامين مناطقها والقضاء بشكل نهائي على فلول داعش الاجرامي بجميع مناطق البلاد.
وبالتالي فان اجبار عصابات داعش الارهابية من قبل القوات التركية المهاجمة قد يدفعها الى التغلغل للأراضي العراقية وهو ما يعني عودة حرب الشوارع مرة اخرى بعد ان تخلص منها العراق بشق الانفس وهو ما حذرت منه شخصيات حكومية عراقية واطراف امنية اخرى.
حيث اكد الامين العام لحركة عصائب اهل الحق سماحة الشيخ قيس الخزعلي، اليوم السبت، ان “ما يحدث على الحدود العراقية مع سوريا نتيجة عمليات الجيش التركي الذي تشارك فيها رسميا (المجاميع المسلحة) هو تهديد كبير ومباشر للأمن القومي العراقي”.
وقال سماحته في تغريدة على منصة “تويتر” ما نصه : ” ما يحدث على الحدود العراقية مع سوريا نتيجة عمليات الجيش التركي الذي تشارك فيها رسميا (المجاميع المسلحة) هو تهديد كبير ومباشر للأمن القومي العراقي، وعلى الدولة والأجهزة المعنية متابعة ما يجري والقيام بالخطوات المطلوبة بأسرع وقت”.
ومن جانبه حذر النائب عن تحالف الفتح حامد الموسوي، من تسلل فلول الارهاب من سوريا الى العراق بعد القصف التركي في الشمال السوري.
وقال الموسوي لـ”العهد نيوز” اليوم السبت، ان “فلول الارهاب المتواجدة في سوريا ستضطر بعد القصف التركي في التوجه الى البلدان المجاورة ومنها العراق”، داعيا، القوات الامنية الى تكثيف جهودها لمنع اي تسلسل ارهابي”.
واضاف ان “القوات الامنية والحشد الشعبي قادرة على صد اي هجمة او تسلل ارهابي يحدث في الحدود العراقية السورية”.
وحذر “من التدخلات الأميركية المتكررة في الشأن العراقي، لاسيما في الوضع الراهن”، مبينا ان، من مصلحة اميركا زعزة الوضع في العراق خصوصا مع الجانب السوري حتى يطيل بقائها في العراق بحجة عدم الاستقرار الامني”.
هذا واعلنت وكالة الانباء السورية (سانا) بان القوات الامريكية قامت بنقل 80 من عناصر داعش الاجانب من داخل سوريا الى الاراضي العراقية، حيث ذكرت الوكالة ان قوات الاحتلال قامت بنقل 80 معتقل من اجانب داعش الارهابي من سجن الشدادي بريف الحسكة الجنوبي الى داخل العراق.
يشار الى ان، القوات العراقية تعلن بين فترة واخرى القبض على عدد من خلايا داعش الارهابي المتواجدة في المناطق الصحراوية منه، اضافة الى اطلاق عملية امنية لتتبعها والتخلص منها بشكل نهائي.
المصدر / العهد نيوز