الرئيسية / مقالات / جمعة الخلاص من النظام السياسي الفاسد

جمعة الخلاص من النظام السياسي الفاسد

السيمر / فيينا / الجمعة 01 . 11 . 2019

اياد السماوي

لا شّك أنّ عيون العراقيين جميعا المنتفضين منهم وغير المنتفضين , تتطلّع صوب المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف خصوصا بعد الخطاب المخيّب للآمال للسيد رئيس الجمهورية , هذا الخطاب الذي جاء عديما للون والطعم والرائحة .. لتقول كلمتها الفصل في انتفاضة الشعب العراقي الثائر ضدّ الفساد والفقر والمرض والبطالة وانعدام الخدمات والانحطاط السياسي والاجتماعي .. فالعراقيون المنتفضون ينظرون لجمعة يوم غد أنّها جمعة الخلاص من النظام السياسي الفاسد بأكمله  , فيما لو انضمّت المرجعية الدينية العليا إلى جموع الشعب الثائر المطالب بتغيير النظام السياسي القائم والخلاص من هذه الطبقة السياسية الفاسدة التي عاثت في الارض فسادا .. وبدون هذا الموقف المنتظر فإنّ انتفاضة الشعب ضدّ النظام الفاسد ستبقى مستمرّة , وربّما سيؤدي هذا لمزيدا من الفوضى وسفك الدماء فيما لو استمرّت المرجعية العليا على موقفها الرمادي من النظام السياسي القائم .. فبالرغم من إقرار المرجعية العليا بحق المتظاهرين المطالبين بالقضاء على الفساد وتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية , إلا أنّها ترى أنّ عملية التغيير والإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي ممكنة من خلال مؤسسات النظام التي تسيطر عليها الطبقة السياسية الفاسدة التي جائت عبر نظام المحاصصات الطائفية والقومية والحزبية البغيض , وهذا الأمر ليس فقط مستحيلا وغير ممكنا , بل يعطي انطباعا أنّ المرجعية العليا متمّسكة بهذه الطبقة السياسية لقيادة عملية الإصلاح والتغيير ..

إنّ تجربة الستة عشر عاما المنصرمة قد أثبتت بشكل لا يقبل الجدل أنّ العملية السياسية التي أرست قواعدها الأحزاب والكتل السياسية الحالية , خاطئة في كلّ مفصل من مفاصلها .. ابتداء من الدستور المليء بالألغام الذي كتبته هذا الأحزاب الفاسدة وانتهاءا بمؤسسات النظام السياسية الأخرى .. فالفساد المتّفشي في مؤسسات الدولة ووزاراتها هو فساد بنيوي لا يمكن القضاء عليه ما دامت قواعد النظام باقية على حالها .. فالتغيير الذي تطالب به الجماهير الثائرة يجب أن يشمل بنية النظام السياسي القائم وأولها الغاء قانون الانتخابات الحالي بقانون جديد قائم على أساس الانتخاب الفردي ومفوضية جديدة للانتخابات من القضاة, وبعد ذلك حل مجلس النواب وإقالة الحكومة من خلال الذهاب إلى المادة 64 من الدستور العراقي .. فهذه هي مطالب الشعب الثائر للتغيير والإصلاح .. فهل ستكون جمعة غد جمعة خلاص للعراقيين الثائرين على الفساد والفقر والانحطاط  أم سيبقى الموقف الرمادي على حاله وينحدر البلد إلى الفوضى ؟ ..

اترك تعليقاً