السيمر / فيينا / الثلاثاء 10 . 12 . 2019
يوسف السعدي
السمة الأبرز التي تمتاز بها المجتمعات الديمقراطية هي حرية التعبير, عن كل شيء مرتبط بحياة أفراد هذه المجتمعات أو تفاصيل الحياة العامة بها, هذه الآراء سواء كانت متعلقة بمعتقدات الفرد الدينية , السياسية, انتقاد سياسة حكام البلاد في إدارتهم لها.
التعبير الحر يكون بطرق مختلفة سواء كانت عن طريق الكلام المباشر في الأماكن العامة, قنوات التلفزيونية, وسائل الاعلام المختلفة, الاكثر حرية هي مواقع التواصل الاجتماعي, لكننا نرى هذا الحق تم التعامل معه حسب أهواء الحكام والدول, أي عندما يريد شخص أو جهة انتقاد الاخرين, يتم الامر بكل سهوله على أساس أنه حرية التعبير, لكن عندما يريد الطرف الآخر الرد على الانتقادات يوجهه بالعقوبات بحجج واهية مختلفة ,وأكثرها سهولة هي تهديد الأمن المجتمعي والدولي.
أبرز من يبرع بهذا الأمر هي أمريكا وحلفائها, حيث انه عندما تهاجم خصومها بمختلف وسائل الإعلام تعتبره حرية التعبير, لكن عندما يرد الاخرين بالمثل تتهمهم بالتحريض على العنف, ويظهر هذا واضح عندما تسخر أمريكا وحلفائها كل وسائل إعلامها في دعم وتمجيد جميع التحركات الشعبية التي تتم في البلدان أو الجهات التي تدخل تحت أمرها بل تحاول توجيها من خلال الاعلام بما يحقق مصالحها وأهدافها, وتهاجمها إذا ما تمت ضد من يقدمون لها الطاعة حتى وأن كانت محقة.
ظهر هذا واضح من خلال قيام السفارة الامريكية في بغداد, بإصدار البيان بخصوص قرار هيئة الاعلام والاتصالات العراقية, القاضي بغلق وانذار لمكاتب مجموعة من القنوات العراقية والعربية والدولية, عدم مهنية هذه القنوات في التعامل مع التظاهرات العراقية, حيث أنها ادانة هذا القرار لأنه شمل قناة يعرف الكل دورها الكبير في الشحن الطائفي ومحاولة زرع الفرقة بين أبناء الشعب العراقي, وهي بذلك تؤكد ان هذه القناة أداتها الاعلامية في العراق.
من خلال هذا نرى أن المعيار في الحكم أي طرف أو جهة في القضايا المحقة هو رضى امريكا عليه ينقل عن السيد الخميني قائد الثورة الإيرانية قوله…. ( اذا مدحتني امريكا او رضيت عنا فيجب علينا ان نراجع انفسنا)