أخبار عاجلة
الرئيسية / ثقافة وادب / أليس ووكر: نسوية «زنجية» في رحاب الضاد

أليس ووكر: نسوية «زنجية» في رحاب الضاد

السيمر / فيينا / الاربعاء 29 . 01 . 2020

خليل صويلح

تأخّر وصول أعمال أليس ووكر (1944) إلى لغة الضاد طويلاً! كانت الروائية والناشطة النسوية السوداء قد اقتحمت المشهد الأدبي الأميركي بقوة، إثر فوز روايتها «اللون أرجواني» بجائزة «بوليتزر» (1982). الرواية التي تحوّلت إلى فيلم سينمائي بتوقيع المخرج ستيفن سبيلبرغ، وأوبرا موسيقية مبهرة، استضافها مسرح برودواي طوال عامٍ كامل، كما تجاوز عدد نسخها المباعة خلال خمس سنوات، الستة ملايين نسخة، قبل أن تحتل موقعها بين أكثر خمسة كتب أعيدت قراءتها في أميركا.

اليوم نتعرّف عربياً إلى أعمال أليس ووكر بالجملة، بعدما تصدّت «دار المدى» لترجمتها. عدا «اللون أرجواني»، أنجزت المترجمة سيزار كبيبو روايةً أخرى للكاتبة هي «ميريديان»، كما صدرت قبلاً «لن تثني عزيمة امرأة طيبة» (ترجمة كنان الشحف)، و«معبد تابعتي» (ترجمة وائل أحمد بحري)، و«امتلاك سرّ البهجة» (ترجمة دلال نصر الله). تمثّل هذه الأعمال بعضاً من الرصيد الضخم لهذه القامة الطليعية العالية التي طالما فضحت قضايا العنصرية والتمييز والاضطهاد ضد السود، كما دافعت بصلابة وعزم عن حقوق الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي، ورفضت الموافقة على ترجمة روايتها «اللون أرجواني» إلى اللغة العبرية.
لم يكن مستغرباً إذاً، اتهامها بمعاداة السامية، ومحاولات التضييق المستمرة ضدّ كتاباتها المتمرّدة والنافرة والنوعية عبر عملها على تظهير صورة الحقوق المدنية، وفضح طبقات العنف، والعبودية المخادعة في القانون الأميركي. إنها حفيدة عبيد أفارقة، تتوق لحرية غير مشروطة لم يعشها أسلافها المضطهدون، ما جعلها تكتب بغزارة في مختلف الحقول الإبداعية، بتأكيد سيرة غير مرغوب فيها، وتعزيز هوية روحية تدمل آلام الأمس والانكسارات والندوب التي لحقت بها، سواء من صلب مجتمعها الغارق بالقسوة والجهل والخرافة والاغتصاب، أو من إذلال المجتمع الأميركي لجنسها، أو ما تسميه «لعنة اللون». في روايتها «ميريديان»، تجوس تضاريس أخرى، تتساءل خلالها عن شرعية القتل تحت أي ذريعة حتى لو كانت ثورة، ما يضع شخصيتها أمام مفترق طرق، إلى أن تجد بوصلة الخلاص في معنى آخر. على الأرجح، إن لجوءها إلى الشعر مجدّداً في «أنزع السهم من القلب» (2018)، كان طوق نجاة لها، أو كما تقول «كان بئراً للخروج من حالة اليأس»، فكل اندفاعاتها العاطفية والروحانية لطي صفحة الماضي المثقلة بالأوجاع والآثام والخراب، لم تخفّف من حجم البثور التي تطفح من الجسد الزنجي المريض، في مجتمع لا يرى في هؤلاء البشر أكثر من أغراض صالحة للاستعمال، أو علبة سردين مغلقة.

الاخبار اللبنانية

اترك تعليقاً