السيمر / فيينا / الاثنين 13 . 04 . 2020
أياد السماوي
مؤشرات قلق كبيرة من عودة دكاكين المحاصصات الطائفية والقومية والحزبية , تعود مجددا بعد تصريح مكتب رئيس الوزراء المكلّف السيد مصطفى الكاظمي الذي أكدّ فيه أنّ السيد الكاظمي يواصل مشاوراته مع الكتل السياسية بأجواء إيجابية .. وبصراحة شديدة أنّ مصطلح الأجواء الإيجابية التي اشار إليها مكتب رئيس الوزراء المكلّف هو مبعث هذا القلق .. فعندما يتزامن في وقت واحد هذا التصريح وتصريح النائبة عالية نصيف جاسم الذي قالت فيه أنّ رئيس الوزراء المكلّف سيعتمد وزرائه من مرّشحي الكتل السياسية وحسب الاستحقاقات والاتفقات بينه وبين الكتل السياسية كون منصب الوزير هو منصب سياسي .. فهذا يعني أنّ اتجاهات سير تشكيل حكومة المكلّف مصطفى الكاظمي سائرة نحو عودة دكاكين أحزاب الفساد والسرقة مجددا إلى الحكومة القادمة .. ومن حق الشعب العراقي الذي انتفض على الفساد والفقر والانحطاط ونهب المال العام أن يشعر بالقلق لهذه الأخبار التي بدأت تتواتر عن تشكيل الحكومة .. خصوصا أنّ السيد الكاظمي هو أكثر من تفاعل مع مطالب المنتفضين في ساحات التظاهر .. فليس من المنطقي ولا من المعقول بعد هذه التضحيات الجسام وهذه الدماء التي قدّمها الشعب العراقي على طريق الإصلاح والخلاص من هذه الطغمة الفاسدة , أن تعود أحزاب الفساد من خلال التمّسك بنظام المحاصصات اللعين ..
وانطلاقا من العهد الذي قطعناه على أنفسنا بالوقوف مع مطالب الشعب المنتفض على الفساد والفقر والبطالة وسوء الخدمات .. فإننا نتوّجه إلى قادة الكتل السياسية الشيعية التي توافقت على ترشيح السيد مصطفى الكاظمي ونقول لهم حذار ثم حذار من العودة إلى نظام توزيع المناصب الوزارية على أساس المحاصصات الطائفية والقومية والحزبية .. وهذا التحذير موّجه بشكل خاص إلى قادة أحزاب شيعة السلطة .. عمار الحكيم ومقتدى الصدر وهادي العامري ونوري المالكي وحيدر العبادي .. ونقول لهم أنتم مسؤولين أمام الله والشعب والمرجعية الدينية العليا عن عودة دكاكين الفساد والسرقة إلى الحكومة .. وهذه المرة لن يرحمكم الشعب وسيحاسبكم حسابا عسيرا .. وهذا لا يعني أنّ المكلّف الجديد لا يتحمّل وزر عودة أحزاب الفساد والسرقة من خلال المحاصصات .. فبكلّ تأكيد إنّه المسؤول الأول عن أي عودة لهذه المحاصصات اللعينة .. وفي هذا المجال أتوّجه للسيد مصطفى الكاظمي وأقول له .. إنّ المنصب الذي وصلت إليه لم يصل إليه عمالقة الصحافة في العراق والوطن العربي والعالم .. ولا أعتقد أنّ تأريخك الجهادي هو من جاء بك رئيسا للوزراء .. فالتحدّي الأكبر الذي سيواجه حكومتك هو عدم العودة إلى نظام المحاصصات البغيض , وإيقاف عملية سرقة المال العام المنّظم الذي تمارسه حكومة الإقليم وأحزاب الفساد الشيعية والسنيّة .. وعودة حزب مسعود بارزاني إلى وزارة المالية يعني الشراكة مع حكومة الإقليم في سرقة المال العام العراقي .. أنت الآن على المحك .. وتشكيلة حكومتك القادمة هي المعيار على رفضك أو قبولك لنظام المحاصصات وعودة دكاكين الفساد للحكومة .. أعانك الله على هذه المهمة العصيبة ..
في 13 / 04 / 2020