أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / الكارثة التي يجب أن لا تنسى

الكارثة التي يجب أن لا تنسى

السيمر / فيينا / الخميس 18 . 06 . 2020

محمد جواد الميالي

تصل العملية السياسية إلى أنغلاق تام، مباحثات قادة الكتل لا تجدي نفعاً، إدارة البلد تتجه نحو الإنهيار السياسي، بسبب تشبث مختال العصر بمنصب رئاسة الوزراء، أرتفاع شعار “ماننطيها” في كافة مواقع التواصل الإجتماعي، أننا مقبلون على إنهيار أمني، ولا أحد يعلم ما الحل!؟

تاريخ ٨/٦/٢٠١٤ تدخل عجلات الدفع الرباعي إلى الموصل بغطاء حماية من الطائرات الأمريكية، وجوههم مغبره، ملابسهم تعلوا القدم شبراً وراياتهم سوداء.. أما مشايخ أهل الموصل فأستقبلوهم بأهازيج الفرح والرقص، مستبشرين عزاً بجهاد النكاح الذي سيطال نساءهم!؟ وبدماء الجيش التي ستسفك بسيوف أبنائهم، سَلَم قادة الجيش المعدات والآليات لقادة الأرهاب، تاركين خلفهم جنودٌ بلا قائد، ليحملوا العار في حقائبهم مع بعض الدولارات، هاربين إلى أربيل، ليستضيفهم ملكهم الخائن.. عندها أرتفعت الشعارات وتعالت، ليصرخوا بإقامة “الدولة الإسلامية في العراق والشام” هدفها كان واضح في منشوراتهم.. “نعم لهدم لقبور الأئمة، والف لا للوجود الشيعي في الحكم” هكذا بدأت حكاية الخيانة.

ساحات ” العز والتظاهر ” التي كانت تنادي “قادمون يا بغداد” أصبحت تغني ” نقطع الرأس ونقيم الحدود” فكانت طقوس المبايعة هي قطع رؤوس الشيعة والجنود، أما عملية إعدام الشجاع مصطفى العذاري، الذي تفاخروا بصلب جثمانه على مرئى من الناس، بين ضاحك وآخر يرمي الزهور فرحاً، الفتى الشيعي المصلوب على الجسر، فقد كان مفتاح المبايعة!؟ حينها أمست تكريت والأنبار مدن تحت سيطرة الإرهاب، بموافقة أهلها وأنضمام عشائرها لهذا التنظيم.

أما التاريخ الذي لا ينسى، كان في ١٢/٦/٢٠١٤ عشائر البو ناصر والبو عجيل وغيرهم من عشائر تكريت، بالأتفاق مع بعض ضباط قاعدة سبايكر، أوهموا الشهداء الشيعة، بأنهم سوف ينقلونهم “بالتريلات” إلى بغداد ليتركوا الأرض، لكن الغدر والخيانة لا يمكن أن يفارق أبناء الرفيقات.. فوقعت الكارثة!

أسر ما يقارب 2500 جندي، وتقسيمهم على عشائر تكريت ليقوموا بإعدامهم في قصر الطاغية صدام، ورميهم في نهر دجلة، ذلك النهر الذي حمل أجساداً طاهره، وتلون بدمائهم الزاكية، أصبح شاهداً على جريمة العصر، التي أمست وصمة عار في جبين شيوخ الغربية، الذين أرتضوا الذل والعار لأنفسهم، ببيعهم للأرض والعرض بجعل نسائهم جواري للشيشاني والأفغاني..

كل هذا وأكثر في ظرف أسبوع، لكن حدث ما غير الخطة وقلب الموازين، عندما أهتزت بيوتات النجف القديمة، لتخرج لنا بفتوى الجهاد الكفائي، التي أفشلت كل المخطاطات والمؤامرات، ليتصدى شجعان الجنوب الشيعي ويكسروا ظهر الإرهاب، ليستعيدوا بذلك شرف نساء الغربية، بعد أن دنسه شيوخهم.. وبعد ثلاث سنوات من مخاض الحرب، قرأ الحشد المقدس.. فتوى الإنتصار بتحرير العراق.

اترك تعليقاً