السيمر / فيينا / الخميس 18 . 06 . 2020
السيد فائق زيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..
من أمن العقوبة أساء الأدب
كنت ولا زلت مؤمنا إيمانا مطلقا أنّ القضاء هو الحصن الحصين لحماية حقوق الأفراد الخاصة والعامة .. وهو القلعة التي يحتمي بها النظام والمجتمع من عبث العابثين والمتجاوزين على الحقوق والقوانين والأنظمة.. وهو أداة تحقيق العدل .. فإذا صلح القضاء صلح النظام والمجتمع .. وإذا فسد القضاء فسد النظام والمجتمع وحلّت الفوضى وشريعة الغاب بديلا عن القانون .. وحين يكون القضاء بخير وعافية , فإنّ البلد بخير وعافية .. وربّ سائل يسأل متى يكون القضاء بخير وعافية ؟ والجواب على هذا السؤال لا يحتاج إلى كثير من العناء .. فحين تجد قرارات القضاء طريقها إلى التنفيذ بدون تمييز بين الكبير والصغير وبين الشريف والوضيع والمسؤول الكبير والمواطن البسيط , حينها نعلم أنّ القضاء بخير وأنّ البلد بخير .. فليس من المعقول والمنطق وليس من العدل أن تقام الدنيا وتقعد لنملة سرقت حبّة سكّر ويترك فيلا سرق كيسا من السكّر يسرح ويمرح بدون رقيب .. في بلدنا يا جناب رئيس مجلس القضاء الأعلى الموّقر وفي عهدك تحديدا .. يلاحق النمل لسرقته حبّات من السكّر وتترك آلاف الفيلة التي سرقت آلاف الأطنان من السكّر تسرح وتمرح من دون أن تصل إليها يد قضائكم العادل ..
سيدي الرئيس .. أرجو أن يتّسع صدرك وتستمع إلى أنينا ونجوانا .. فليس لنا من ملاذ غير ملاذ القانون والقضاء الذي يحكم بالعدل والإنصاف .. فهل من العدل والإنصاف أن تجد قرارات القضاء طريقها إلى التنفيذ بحق العامّة والمساكين من الناس وتتجمّد ويسدل الستار عليها حين تتعلق بنائب أو مسؤول قريب من رئيس مجلس النواب العراقي ؟ كم نائب حاز على حكم من المحكمة الاتحادية العليا يقضي بفوزه واستبداله بالنواب الذين أخذوا مكانهم من غير حق وتلاعب في نتائج الانتخابات ؟ وكم نائب صدر بحقه قرار سحب الحصانة عنه من أجل التحقيق معه في ملّفات فساد كبرى ولم تجد هذه القرارات طريقها للتنفيذ عند رئيس مجلس النواب محمد ريكان الحلبوسي ؟ لماذ صمت قضائكم يا سيادة رئيس مجلس القضاء الأعلى عن انتهاكات رئيس مجلس النواب وضربه عرض الحائط تنفيذ قرارات القضاء العراقي ؟ ولماذا صمت رئيس الادعاء العام عن عرقلة تنفيذ هذه القرارات ؟ أليس من الأولى أن يطبق القانون على الكبير قبل الصغير والمسؤول الكبير قبل الموظف الصغير ؟ هل سيجد كتابكم المرّقم 22 / حصانة / 2020 في 17 / 04 / 2020 طريقه إلى التنفيذ وبقية الكتب الأخرى ؟ أم أنّ سلطة الحلبوسي أعلى من سلطة القضاء وأمضى ؟ .. نطالب من خلالكم رئيس الادعاء العام العراقي بإقامة الدعوى على رئيس مجلس النواب العراقي محمد ريكان الحلبوسي وسحب الحصانة عنه بتهمة عرقلة قرارات القضاء العراقي .. إنقاذ سمعة القضاء العراقي من الاتهامات التي توّجه له , هي اليوم على المحك يا جناب رئيس مجلس القضاء الأعلى المحترم .. واعلم يا جناب الرئيس أنّ من أمن العقوبة أساء الأدب … فهل أنتم ماضون لإحقاق الحق أم أن المعادلات السياسية الحاكمة فوق القانون وفوق العدالة ؟ .. وفّقكم الله لإحقاق الحق ودحر الباطل وأهله …
في 18 / 06 / 2020
الجريدةلا علاقة لها بكل ما طرح من آراء في المقالة