السيمر / فيينا / السبت 04 . 07 . 2020
سليم الحسني
في هذه يكون الصمت جُبناً. في هذه تنكشف المعادن والتوجهات. فليس للشيعة قيادة أعلى من المرجعية الدينية، وحين يُستهدف المرجع الأعلى، فان ذلك يعني وصول الأمور الى النقطة الحرجة.
لم يكن رسماً كاريكاتيرياً. لم تكن ريشة رسّام، إنه المنهج والموقف الحكومي لآل سعود ضد المرجعية الشيعية باعتبارها رمز الشيعة والتشيع.
كان التوقيت مقصوداً في هذا الكاريكاتير، لقد جاء في ذكرى أيام ثورة العشرين، حين قادت مرجعية الشيعة معركة الاستقلال والسيادة ضد الاحتلال. وقد أراد إعلام آل سعود أن يطعن التاريخ والحاضر معاً، فكان نقش الشيطان هذا.
حربهم على الشيعة لا تنتهي، إنها نارهم المقدسة، يطعمونها حطباً بعد حطب، وهي في صدورهم مشتعلة قبل ذلك لا تنطفئ.
حين يولد لهم مولود، يرضعونه دم الذئاب، هكذا أمرهم الشيطان فأطاعوه، حتى إذا اشتد عوده، أطعموه لحم ميتة.
ملح طعامهم البارود، وشرابهم ماء مخلوط بسم الثعابين. فاستووا شياطين بهيئة بشر، منطقهم السيف، وحوارهم الدم.
صلاتهم نحو جبل صهيون، وقرآنهم ناقص، شطبوا آيات الرحمة، واستبدلوها بالغضب والكراهية. لا يتلون إلا ما حرّفوه بأيديهم.
لا ينام أحدهم حتى يرى طفلاً مذبوحاً، وامرأة مغتصبة، ورجلاً مقتولاً.
منهم ينطلق الشرّ، فلقد امتهنوا صناعته، ينشرونه بكل الاتجاهات، ينفقون الذهب والفضة ليصل الى كل الأرجاء.
همٌّ واحد لا يفارقهم، كيف يهدمون الكعبة وينبشون قبر الرسول ويقتلون أهل بيته ومحبيهم؟ّ
رموا علينا كل أدوات الموت، تفننوا في القتل، ذبحونا في كل فصول السنة، وفي كل أيام الأسبوع. وازدادوا جرأة علينا، حين وجدوا الزعماء والقادة في بلادنا يقصدونهم برقاب محنية، تعلو وجهوهم صفرة الخنوع.
أنت أيها الشيعي مستهدف في الليل والنهار. أنت ملاحق من الطائفيين والوهابيين والتكفيريين. لن يكون لك الأمان يوماً، إلا حين تمسك الوعي من جانبيه، وتلتزم خط أهل البيت عليهم السلام بالإرادة والعقل، وترفع صوتك بوحدة الشيعة وإعادة القوة اليهم بالتماسك.
لا تيأسْ أنت ابن عليّ.. لا تسكتْ أنت ابن الحسين.
٣ تموز ٢٠٢٠