الرئيسية / مقالات / الإمام الي ما يشور..

الإمام الي ما يشور..

السيمر / فيينا / الاحد 26 . 07 . 2020

خالد الناهي
كلنا يعرف المثل شعبي الذي يستخدمه العراقيون، ويقول أن (الإمام الي ما يشور, يسموه ابو الخرك)!
يستخدم هذا المثل عادة, لوصف الشخص المسالم, الذي لا يستخدم العنف في ردود أفعاله.
يفترض أن يكون الشخص المسالم هو المقدم في كل المجالات, لما يملك من هدوء وحنكة, لكن بما اننا مجتمع قد تطبع بطباع العنف والخوف, فهكذا شخصيات نجدها عرضة للهجوم والنقد اللاذع في كثير من الأحيان..
بل وصار هناك من يتدخل في تفسير كلامها وفق اهوائهم وتفسيراتهم الخاصة والسبب هو الاطمئنان لردة الفعل التي تصدر منهم والتي يغلب عليها العقل والمنطق.
احيانا يكون التطاول على هكذا شخصيات، ناجما عن مرض يعانيه المهاجم او بسبب البيئة التي يعيشها المتطاول وهذا امرا ليس بالمهم، لكن احيانا يكون هذا التطاول مقصودا ويهدف الى غايات خبيثة غالبا واسبابه كثيرة، اهمها الحسد والخوف من غلبة منطق العقل( الذي يفتقده المهاجم ) على منطق العنف( الذي يعتبر رائد فيه).
قبل عدة سنوات وعلى سبيل المثال لا الحصر، اطلق احد القادة السياسيين على فصيل سياسي أخر بأنها( ميليشيات وقحة) فلم نجد احد قال له لماذا وكيف.. والسبب ان هذا القائد يمتلك جمهور لا يرحم من يحاول ان يهمس همسا على قائده, ولن يتجرأ أحد ويكتب كلمة فيها تطاول,الا من حساب وهمي, وهو يضع صورة شخصية للاعب او فنان او غير ذلك, لكن ليس صورته الحقيقية, او عنوانه الحقيقي!
بل شاهد كثير منا مقاطع لأشخاص قد حلق شعر رؤوسهم او تعرضوا للتهديد لانهم تحدثوا وكتبوا منشور على فلان شخصية!
في نفس الوقت وجدنا كثيرا من المقالات والمنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان ( رسالة مفتوحة الى السيد عمار الحكيم), ردا على مقال للحكيم تحدث فيه عن الدولة واللا دولة.
هذه الرسالة وبالرغم من كونها موجهة الى شخص محدد, لكن تجدها غالبا خالية من آداب كتابة الرسالة وفيها تحريف للحقائق, وكاتب الرسالة تجده قد نصب نفسه مكان الخالق, ليفسر مكنونات ما في قلب عمار الحكيم, فيتهمه برغبته بحل الحشد, لأنه طالب بحصر السلاح بيد الدولة، مع أن قانون الحشد ما كان ليقع لولا حضور الحكيم لمجلس النواب!
لا ندري أو ليس الحشد قوة تابعة للدولة، و تأتمر بأمرة القائد العام للقوات المسلحة, وقائد الحشد يعين بأمر ديواني أم لا، فهو قوة رسمية؟
ما يلفت النظر أن جميع من وجه رسالة الى السيد الحكيم, قد كتب باسمه الصريح وغالبا يضع صورته الشخصية في ملفه الشخصي.. أليس كذلك؟!
السؤال الذي يطرح نفسه هنا أن لو كانت الدولة قوية والسلاح بيدها, هل كنتم تخافون أن تضعوا صوركم الشخصية واسمائكم في الملف الخاص بكم في صفحاتكم الشخصية؟

اترك تعليقاً