السيمر / فيينا / الاحد 09 . 08 . 2020
أحمد جعفر الساعدي*
تكشف الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ضد بعض المواقع الإلكترونية العراقية المحترمة، عن تأكيدنا على أن المنظمة تمنع أي مقال أو رأي يخالفها ويتطرق إلى تاريخها السيء، ومن بين تلك الإجراءات التي إطلعت عليها هي تهديد المنظمة لأحد المواقع العراقية المحترمة بتوجيه شكوى ضده.
لكن أتصور في بداية الأمر إلى هذا الحد أن منظمة مجاهدي خلق التي تدعي الديمقراطية وتتطلع لتحقيق الحرية للشعب الإيراني كما تزعم، تنزعج من مقالات تتناول تاريخها السيء، حيث بعد إعداد مقال ونشره يتناول الخدمات الجنسية التي قدمتها المنظمة لنظام صدام حسين، ونشره في بعض المواقع الإلكترونية، وصلتني رسالة من إدارة تحرير موقع يرفض فيه نشر مقالاتي.
وبعد السؤال عن سبب الرفض أوضحت الإدارة إنها “بسبب عدم معرفتهم بي وعدم وجود عنوان خالص بي، فإنهم يضطرون إلى عدم نشر المقالات بل حذف المقالات السابقة؛ لأنه في حال تقديم شكوى ضد الموقع (سوف أكشف عن هويته لاحقاً)، فإنه لا يمكن الوصول لي”.
وأضافت الإدارة “للتوضيح أكثر فأن منظمة مجاهدي خلق أخبرتنا بأنهم سيوقومون بتوجية شكوى قانونية ضدنا بسبب نشر مقالات لشخص غير معروف ضدهم، وأذا توفرت لدينا بياناتكم الشخصية عندها سنقوم بنشر المواد مرة أخرى و نحن من ناحيتنا سوف لن نقوم بتسليم عنوانكم لاي شخص سوى للمحكمة في حالة طلب ذلك منا“.
وتابعت الرسالة “نحن نعمل في دولة فيها القانون و حسب هذه القوانين فأن الجهة الاعلامية مسؤولة عن ما يتم نشرة في حالة عدم توفر البيانات الشخصية للكتاب، نتمنى أن تتفهم القوانين التي على الجميع أتباعها“.
وقمت بالرد على الرسالة بإحترام القوانين النافذة في تلك الدولة، وطلبت من إدارة ذلك الموقع المعلومات والبيانات التي يحتاجونها، لكنه للأسف الشديد وبعد عدة رسائل لم يصل لي أي جواب من إدارة التحرير”.
أقول للذين يزعمون أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية لا تقمع الصحفيين والإعلاميين، فهذا دليل على ما ندعيه ونقوله ونكرره، وإذا لم يقتنع المناصرون، فسوف أضطر إلى كشف هوية الموقع ووضع نسخة ضوئية من الرسالة.
وفي الختام أقول إن المعركة الإعلامية بيني وبين منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ستكون طويلة وهي في بدايتها، وإننا الآن في حالة تشبه إستراحة مقاتل للإعداد لمقالات أخرى، تكشف زيف وإدعاءات المنظمة التي عرفت بتاريخها في تنفيذ الاغتيالات وتصفية معارضيها.
*كاتب متخصص في الشؤون الإيرانية