الرئيسية / مقالات / أبو رغيف .. يد الكاظمي الضاربة في الابتزاز

أبو رغيف .. يد الكاظمي الضاربة في الابتزاز

السيمر / فيينا / الثلاثاء 22 . 09 . 2020 

 أياد السماوي

حين يقال مسؤول كبير في الدولة من وظيفته لأسباب تتعلّق بالفساد , ويتمّ إعادته بعد ذلك في وظيفة أعلى وأخطر من وظيفته السابقة التي أحيل للتقاعد منها , فهذه قصة لم تحدث في أي بلد في العالم غير العراق ( العظيم ) .. فشرف السبق في هذا العار يسّجل بأسم العراق الذي دارت عليه الذئاب من كلّ حدب وصوب .. صرخنا مرارا وتكرارا ولا زلنا نصرخ يا أيتها الذئاب المفترسة .. هوّنوا إنّه العراق وشعب العراق .. لكن وللأسف الشديد أنّ هذه الحشرجات المتكسرّة قد تلاشت ولم تلقى آذانا صاغية , فالذئاب مشغولة بافتراس الفريسة وليس لديها متّسع من الوقت لسماع هذه الحشرجات .. ورئيس وزراء الغفلة الذي توّهمنا إنّه المدار الذي سيدور فيه نجم العراق التائه والغارق في الفساد .. تبيّن لنا بعد فوات الأوان أنّه الحوت الذي ابتلع هذا النجم .. يوم بعد آخر أحاول أن أخدع نفسي وأقنعها بمبررات سخيفة وواهية لعلّي أجد عذرا لما يحصل من كارثة .. لكنّ هذه المحاولات تصطدم بهول هذه الكارثة التي حلّت بنا بسبب غفلة وغباء وحقارة ودناءة ولاة من توّلوا أمرنا .. الذين انشغلوا بتقاسم الفريسة … ولسان حالي يقول إلى متى هذا الأنين يا صوت السماوات ؟؟!! ..

قصتنا لهذا اليوم تدور حول أوامر الاعتقال التي صدرت من لجنة أبو رغيف بحق كلّ من أحمد الساعدي وشاكر الزاملي وبهاء عبد الحسين والتي تمّت بدون أوامر قضائية صادرة من القضاء بحسب معلومات وردت إلينا من مصادر مطلّعة .. وهذا مما يؤكدّ صحة ما ذهبنا إليه في مقالاتنا السابقة حول حقيقة هذه اللجنة .. فكيف يمكن أن تناط  مثل هذه المسؤولية الخطيرة برجل أقيل من منصبه لأسباب تتعلّق بالفساد ؟ وحتى لو كان أبو رغيف غير فاسد وغير متوّرط بأي فساد أو رشوة , فبمجرّد وجود هذه الاتهامات عليه , هو سبب كاف لعدم توليته هذه المهمة الخطيرة  .. وقد قلناها مرارا وتكرارا إنّ الفساد لا يحارب بالفاسدين , ومن يتوّلى مثل هذه المهمة يجب أن يكون من غير الفاسدين ومن غير المنتمين للكتل السياسية الفاسدة .. وهذا مصداق لنظريتنا الي قلناها أنّ لجنة أبو رغيف استحدثت ليس لأجل محاربة الفساد والفاسدين , بل من أجل ابتزاز صغار الفاسدين والفاسدين الآخرين الذين لا عصابة مسلّحة تحمي ظهورهم .. وإذا كان أبو رغيف ولجنته جادا فعلا في التصدّي للفساد .. فها أنا أضع بين يديه ملّف شركة أرض العراق للإنتاج الإعلامي والبث الفضائي , والكشف عن العلاقة بين رئيس هيئة الإعلام والاتصالات علي الخويلدي برجل الأعمال العراقي سعدي وهيب صاحب شركة ربان السفينة المعروف بدعمه للحملات الانتخابية لعدد من السياسيين وأهمهم رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي .. ومعرفة سبب منحه تخصيص ترّدد إذاعي لإحدى شركاته وهي شركة أرض العراق للاإنتاج الإعلامي والبث الفضائي , في الوقت الذي تمّ رفض العديد من الطلبات المقدّمة من إعلاميين ومنظمات لغرض الحصول على ترّدد إذاعي .. هل يستطيع السيد ابو رغيف أن يفتح هذا الملف ويحقق في أسباب منح السيد سعدي وهيب لهذه الرخصة دون غيره ؟؟ .. أتحدى حكومة الكاظمي بقضّها وقضيضها أن تفتح هذا الملّف وتحقق فيه .. وهذا الميدان يحميدان ..

في 22 / 09 / 2020

الجريدة غير مسؤولة عن كل ما ورد من آراء بداخل المقال.

 

 

اترك تعليقاً