السيمر / فيينا / الاربعاء 23 . 09 . 2020
أياد السماوي
كنت اليوم بصدد الكتابة عن حملة رئيس الوزراء بإرساله قوات مكافحة الإرهاب إلى ذي قار لإنقاذ حياة جيفارا العراق ( سجاد العراقي ) المختطف في أحراش عشيرة العساكرة منذ بضعة أيام .. لكن استوقفني حديث مستشار رئيس الوزراء إلى وسائل الإعلام , عبد الرحمن الجبوري الذي اعتقد أنّه الشخص الثاني في طاقم رئيس الوزراء الأمريكي خط ونخلة وفسفورة بعد المستشار مشرق عباس الذي يعدّ في نظر المتابعين للشأن السياسي العراقي أنّه الرئيس الفعلي للحكومة , والذي يعرف عبد الرحمن الجبوري عن قرب , يستطيع أن يقرأ ما بين سطور الرسالة التي أراد السيد المستشار إيصالها إلى من يسّميهم بخصوم رئيس الوزراء .. السيد المستشار الذي تربطه علاقات معروفة مع الإدارة الأمريكية أو لربّما مع جهاز السي آي أية , كان قبل أن يصبح مستشارا لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي , مستشارا غير معلنا عند رئيس الجمهورية برهم صالح , وهو أحد أهم الذين عملوا وراء الكواليس لتحريك الشارع العراقي الغاضب والمنتفض على الفساد والفقر والجوع وانعدام الخدمات , وبتوجيهات مباشرة من السفير الأمريكي في بغداد .. ويبدو أنّ السفارة الأمريكية في العراق قد ارتأت أن المرحلة القادمة تتطلّب ظهور الجبوري إلى العلن من خلال هذا الحديث الذي أدلى به يوم أمس لوسائل الإعلام ..
المهم في حديث المستشار الجبوري أنّه حمل تهديدا مبطنا إلى من يعتقد أنّهم خصوم رئيس الوزراء .. يقول السيد المستشار في حديثه أنّ ( استخدام الكاظمي لورقة الفساد ضد خصومه أو لاستمالة الجماهير عار عن الصحة ، ولو أجرينا متابعة لبرنامجه الحكومي لوجدنا ملف الفساد من أولوياته , ولم يستبعد الجبوري إمكانية استفادة أميركا من حملة الكاظمي , لافتا في الوقت ذاته إلى أن هذا ليس هدف رئيس الحكومة ولا من أجنداته ، بل هو يقوم بحملة مكافحة الفساد لأسباب وطنية بحته ) .. ردّنا على حديث حضرة المستشار الجبوري بأنّ حملة رئيس الوزراء على الفساد هي لأسباب وطنية بحته هو .. سولفها للدّبة يا حضرة المستشار .. فمثل هذا التصريح المهلهل لا يستحق أكثر من هذا الرّد .. المهم في حديث المستشار هو رسالة السفارة الأمريكية التي نقلها السيد المستشار بأنّه لا يستبعد إمكانية استفادة أمريكا من حملة الكاظمي على الفساد .. ومفاد هذه الرسالة أنّكم يا أحزاب ويا مليشيات مسلّحة .. إذا ما فكرّتم بالتحرّك ضدّ حكومتي , فإنّكم جميعا ستعتقلون وتوضعون بالسجون بتهمة الفساد وبمساعدة القوات الامريكية الضاربة في العراق .. وأنا اقول لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وليس لجناب السيد المستشار مع جل الاحترام لشخصه .. والله الذي لا إله إلا هو لو كنت أعتقد أنّك صادق ولو بمقدار واحد بالمئة وجاد في محاربة الفساد لوقفت معك وساندتك .. لكنّك والله يا دولة الرئيس غير صادق بالمرّة .. رجل جاءت بك الأقدار لهذا الموقع لتنفيذ المخطط الأمريكي في العراق .. لا سامح الله من جاء بك إلى هذا الموقع
في 23 / 09 / 2020
الجريدة لا علاقة لها بكا ما طرح من آراء داخل المقالة