الرئيسية / مقالات / عذرا دولة الرئيس .. لست مؤهلا لتلعب هذا الدور

عذرا دولة الرئيس .. لست مؤهلا لتلعب هذا الدور

السيمر / فيينا / الثلاثاء 13 . 10 . 2020 

أياد السماوي

وسائل الإعلام العراقية تحدّثت يوم أمس عن اجتماع لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع الكتل السياسية بحضور رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس القضاء الأعلى ووزيرا المالية والتخطيط , وبحسب ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عما دار في هذا الاجتماع أنّ رئيس الوزراء قدّم في ورقته الإصلاحية البيضاء المرتقبة والتي لا تزال خاضعة للإضافة والتعديل , قرارات إصلاحية مالية واقتصادية وإدارية بعضها يتطلب إسنادا من القوات العراقية على الأرض مثل إخضاع المنافذ البرية للعراق لسلطة الدولة ، وإنهاء نفوذ الجماعات المسلحة والأحزاب فيها , وطرد الجهات التي تشغل أملاك الدولة منذ سنوات من دون وجه حق ، بالإضافة إلى ملاحقة مافيات تهريب النفط ومشتقاته .. كما تتضمن ورقة الإصلاح البيضاء خريطة طريق لتعزيز موارد الدولة بشكل عاجل من خلال قطاعي الصناعة والزراعة والسياحة والمنافذ والجمارك وقطاع الاتصالات بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار والقطاع الخاص ، وطرح سندات عاجلة ، والتوجه إلى الدول الكبرى لطلب المساعدة ، أو منح العراق مهلة سماح في ما يتعلق بالديون المترتبة عليه لصالحها .. وقد حدّدت ورقة الإصلاح البضاء مدّة ثلاث سنوات تبدأ من سنة 2021 وتنهي في نهاية سنة 2023 …

والله وبالله وتالله يا دولة رئيس الوزراء .. إنّك لا تصلح أن تكون مديرا لمدرسة ابتدائية وليس رئيسا للوزراء .. وساقول لك لماذا .. أولا إن عملية الإصلاح الاقتصادي في بلد مثل العراق يعاني اقتصاده من عجز واختلالات وتشوّهات هيكلية , ومن فساد جامح في جميع مؤسساته وقطاعاته الانتاجية والخدمية , يحتاج إلى سنوات طويلة لتحقيق هذا الإصلاح المنشود وليس لثلاث سنوات .. ولنفترض أنك يا دولة الرئيس بهمّة مهاتير محمد أو لي كوان يو في محاربة الفساد , فما هو الإلزام الذي تستند له الحكومة الحالية في إلزام الحكومة القادمة بهذه الورقة سيّما أنّ لكلّ حكومة منهاج عمل يختلف عن سابقتها ؟ .. ثانيا وهل ورقة الإصلاح هذه برنامج عمل لتوفير رواتب الأشهر الثلاثة القادمة ؟ أم هي غطاء لطلب المزيد من القروض الخارجية وربط البلد بقروض تثقل كاهل الاقتصاد العراقي لعشرات السنين القادمة ؟ .. ثالثا أين هو موقع إقليم كردستان من هذه الورقة الإصلاحية ؟ فهل سيكون نفط الإقليم ومنافذه البرّية والجوّية ورسومه وضرائبه جزء من الموارد العامة للدولة ؟ أم أنّ الإقليم خارج هذه الإصلاحات ( الفنطازية ) ؟ رابعا أين هي ورقة الإصلاحات المتعلّقة بتخفيض النفقات التشغيلية ؟ أم أن رواتب رفحاء هي العبأ الوحيد الذي يثقل كاهل الموازنة التشغيلية ؟ خامسا وأخيرا .. وهل أنّ مهمة تحقيق مثل هذه الإصلاحات السياسية والاقتصادية هي من مهمات حكومة مؤقته ( ربع ردن ) ؟ .. دولة الرئيس عذرا .. أنّك تلبس بدلة أكبر كثيرا من قياسك , وأنّك لست مؤهلا لتلعب هذا الدور .. وأجزم أنّك لا تعرف معنى الإصلاح الاقتصادي ..

في 13 / 10 / 2020

الجريدة غير معنية وغير مسؤولة عن كل ما تم طرحه من آراء داخل المقال ، ويتحمل كاتب المقال كامل المسؤولية 

اترك تعليقاً