الرئيسية / مقالات / الأعراب وحدهم يؤدلجون الدين الإسلامي/ 19

الأعراب وحدهم يؤدلجون الدين الإسلامي/ 19

السيمر / فيينا / الثلاثاء 13 . 10 . 2020

محمد الحنفي / المغرب

(قالت الأعراب آمنا قل لم تومنوا ولكن قولوا أسلما ولما يدخل الايمان في قلوبكم).
قرءان كريم

(الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله).
قرءان كريم

دواعي اعتبار دولة صهاينة التيه حليفا رئيسيا لدول الأعراب:….4

فالتقدم، بالنسبة إلينا، هو تقدم فكري متطور باستمرار، هو تقدم معرفي متجدد، وهو تقدم علمي متكامل، في جميع المجالات، وهو تقدم إنساني، يحضر فيه الإنسان، أنى كان لونه، أو معتقده، أو جنسه، لا يحضر في التعامل معه إلا الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وهو تقدم اقتصادي، واجتماعي، وثقافي، وسياسي.

أما ما يعتبره الأعراب تقدما، في إعداد، أو اقتناء البنايات الفاخرة، مع السيارات الفارهة. والأعراب الذين يفعلون ذلك، إنما يفعلونه، من أجل أن ينسوا يوم كانوا يسكنون الخيام، في صحراء الجزيرة العربية.

وإذا أمعنا النظر في ممارسة الأعراب، فإننا نجد أنهم:

1) يدعون أن الله اختارهم لحكم المسلمين، بما قرره الله في كتابه، وبما تم تقريره في سنة رسوله، إلى أن يرث الله الأرض، ومن عليها، كشكل من أشكال التضليل، التي يمارسونها على المسلمين، في مشارق الأرض، ومغاربها، من أجل أن ينخدع الجميع بخطاب الأعراب، الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، مع أن الله حسم في طبيعة الأعراب، حين قال:

(الأعراب أشد كفرا، ونفاقا، وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله).

وحين قال أيضا:

(قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا، ولكن قولوا أسلمنا، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).

2) أن حكمهم مرتبط بتطبيق الشريعة الإسلامية، لا كما هي في الكتاب، والسنة؛ ولكن كما يقررها الحكام الأعراب، حتى تصير (الشريعة الإسلامية)، شريعة الأعراب، المنسوبة، ظلما، إلى الدين الإسلامي، ومن أجل أن تعتبر من أدوات تكريس استبداد الأعراب، أو فرض استبداد بديل، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية، ليصير الأعراب، بذلك، هم المبتدأ، وهم الخبر، في التقرير، والتنفيذ، ولا رأي لشعوب دول الحكام الأعراب، يذكر فيما يمارسه الأعراب، في حكمهم.

3) الازدواجية في الفكر، والممارسة، ملازمة للحكام الأعراب. فهم يدعون بأنهم حريصون على عدم المساس بالثروات الوطنية، ولكن، مع ذلك، نجد أنهم يتصرفون فيها، كأنها من جملة ممتلكاتهم الخاصة، ودون محاسبة، أو مساءلة من أحد، مهما كان هذا الأحد؛ لأن دول الأعراب، ليست دول مؤسسات، تتحدد فيها مسؤولية كل مؤسسة على حدة، بقدر ما هي دول بحكم مطلق، وباستبداد مطلق، وبتخطيط مطلق، ولا يراعى في هذه الإطلاقية إلا مصلحة الحكام، التي تعتبر بدورها مطلقة.

أما مصالح الشعوب الواقعة تحت حكم استبداد الحكام الأعراب، فلا وجود لها في أي حكم مطلق، مهما كان هذا الحكم.

4) أن الحكام الأعراب، فإنهم يعتبرون أنفسهم فوق المحاسبة، وفوق المساءلة، خاصة، وأن الحكام الأعراب، لا يسألون عما يفعلون، وعامة الناس يسألون، نظرا لإضفاء القداسة على أشخاصهم، وعلى ممارساتهم، مهما كانت مضرة بالمحكومين؛ بل إنهم يعتبرون ما يصدر عنهم، وبإرادتهم هم، من إرادة الله: أي أنهم يتمثلون أنفسهم بمثابة الله، ليحتلوا بذلك مرتبة الألوهية، مع أنهم يأكلون، ويشربون، ويتزوجون النساء، وينجبون الأطفال، ويذهبون إلى بيت الراحة.

5) أنهم يعتبرون أنفسهم، يعلمون السر، وأخفى من السر، بما في ذلك علم الغيب، الذي لا يستطيع عقل إنسان سليم تصوره، ما لم تكن هناك حجج دامغة، تثبت وجوده. وإلا، فإن علم الغيب موكول إلى الله تعالى.

ومعلوم أن ادعاء علم الغيب، من الممارسات التي يحاول الحكام الأعراب، جعل المحكومين يعتقدونها، إيغالا في التضليل. فكأن الحكام هم بمثابة الأنبياء، والرسل، الذين ينكشف أمامهم الغيب، أو يوحى إليهم، بما يقع فيه، ليصيروا على علم به.

وما نعلمه، أن الحكام الأعراب، ليسوا أنبياء، أو رسل، وليسوا علماء بالغيب، وما يعلمونه، لا يتجاوز أن يكون ما تتضمنه تقارير المخابرات، على المستوى الوطني، وعلى المستوى القومي، وعلى المستوى العالمي.

أما إذا أمعنا النظر، في فكر، وفي ممارسة حكام صهاينة التيه، فإننا نجد:

1) أن هؤلاء الحكام، لا يدعون أن الله اختارهم، وإنما يعتبرون أنفسهم، وصلوا إلى الحكم، عن طريق انتخابات حرة، ونزيهة، ساهم فيها صهاينة التيه.

2) أن حكمهم، لا يلتزم إلا بالقوانين المعمول بها، وليس بشريعة ديانة موسى.

3) أنهم لا يعيشون الازدواجية في الفكر، وفي الممارسة، لممارسة التضليل على صهاينة التيه، وعلى كل دول، وشعوب العالم.

4) أن حكام صهاينة التيه، يخضعون إلى المحاسبة، والمساءلة، أمام المؤسسات التي انتخبها صهاينة التيه، من أجل التشريع، ومن أجل محاسبة الحكام، ومساءلتهم.

5) أن الانتخابات في عرف، وفي ممارسة صهاينة التيه، لا يمكن اعتبارها إلا انتخابات حرة، ونزيهة، نظرا لتمثل صهاينة التيه للديمقراطية الرأسمالية الغربية.

6) أن ما تفرزه تلك الانتخابات، يتم احترامه، على أساس أنه من اختيار صهاينة التيه، الذين أريد لهم أن يشكلوا شعبا، مع أن ما يجمع بينهم من مقومات الشعب، غير قائمة، ومع ذلك، يحترم اختيارهم.

7) أن الحكومة مسئولة عن كل ما يجري، داخل مجال صهاينة التيه، عما يتقرر قانونيا، وفي إطار البرلمان (الكنيست)، الذي تتكون الحكومة من أغلبيته.

ونظرا للبون الشاسع ،القائم بين دول الأعراب المتخلفين، الذين أقاموا الدنيا، ولم يقعدوها، في دعمهم للإرهاب في العراق، وفي سورية، وبين دولة صهاينة التيه، المعتبرة أكثر تقدما، والأكثر تطورا، على دول الأعراب، الأكثر تخلفا، والأكثر جمودا، عقائديا، وفكريا، وتشريعيا، ومعرفيا، وعلميا.

وهذا البون الشاسع، هو الذي يجعل الهوة سحيقة، بين ما عليه دولة صهاينة التيه، وما عليه دول الأعراب.

ولذلك، لا نستغرب، إذا وجدنا أن الأعراب أصبحوا تابعين لصهاينة التيه، الذين قد يصيرون متحكمين في الاقتصاد، وفي الاجتماع، وفي الثقافة، وفي السياسة، في دول الأعراب.

*مفكر ماركسي مغربي

اترك تعليقاً