الرئيسية / مقالات / شروط منح الدكتوراه الفخرية

شروط منح الدكتوراه الفخرية

فيينا / الجمعة  06 . 06 . 2025

وكالة السيمر الاخبارية  

 د .عادل عامر / مصر

الدكتوراه الفخرية تمنح كتكريم وتقدير، وليست مرتبة علمية أو أكاديمية، وتُمنح للأشخاص الذين لديهم مساهمات كبيرة في المجالات العلمية أو الإنسانية أو الوطنية. لا تتطلب الدكتوراه الفخرية اجتياز امتحانات أو تقديم أطروحات، بل تمنح بناءً على استحقاق المرشح من خلال مساهماته البارزة.

طبقاً للمادة الثالثة من لائحة منح الدكتوراه الفخرية في جامعة الشارقة، الصادرة بقرار رئيس جامعة الشارقة رقم 13 لسنة 2020م، «يُشترط لمنح شهادة الدكتوراه الفخرية أن يتوافر في الشخصية المرشحة لها ما يأتي:

-1 أن تكون شخصية معروفة ومشهود لها بالتميز، وتُشكل مصدر تقدير وإلهام للمجتمع والأجيال القادمة والعاملين في الحقل الأكاديمي.

-2 تقديم أو المساهمة بإنجازات استثنائية متميزة في مجالات العطاء العلمي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الإنساني، على الصعيدين الوطني أو العالمي. »

وبوجه عام، يمكن القول إن لكل جامعة معاييرها الخاصة في التقييم، وقد يكون للجان الاختيار قواعد بشأن ما إذا كان يمكن للمرشحين أن يكونوا مساهمين بالتبرعات للجامعة، أم قدموا خدمات عامة للمجتمع.

وللتحقق من توافر هذه الشروط والمعايير، تشارك لجان من الأساتذة بالجامعات التي تمنح درجات فخرية في عملية تحديد المُكرمين، الذين قدموا إسهامات كبيرة في المجتمع أو في مجال معين.

وباستقراء الواقع، يبدو لافتاً أن الدكتوراه الفخرية قد تم منحها لشخصيات من فئات مختلفة، ولأسباب متباينة. ومن خلال الممارسة العملية، يبدو سائغاً القول إن الدكتوراه الفخرية تعد تكريماً للشخصيات التي حققت إنجازات مرموقة في ميدان تخصصهم، ووصلوا إلى مكانة سامية في مهنتهم، وتكريم الشخصيات العالمية التي قدمت إنجازاً للبشرية من خلال شغلهم لمناصب قيادية، وتكريم من حصل على أشكال متعددة من التقدير على  الصعيد الوطني والإقليمي والدولي )أوسمة وجوائز عالمية.( ويمكن تحديد أهم الفئات التي يتم منحها الدكتوراه الفخرية على النحو التالي:

منح الدكتوراه الفخرية للزعماء الوطنيين

في الولايات المتحدة الأمريكية، حصل العديد من الآباء المؤسسين على درجات فخرية من جامعة هارفارد، مثل جورج واشنطن وجون آدامز وتوماس جيفرسون وبنجامين فرانكلين.

منح الدكتوراه الفخرية للرؤساء والملوك الوطنيين عبر تاريخها الطويل، وخلال العصر الملكي قبل قيام ثورة الثالث والعشرين من يوليو 1952م، قامت جامعة القاهرة بمنح الدكتوراه الفخرية مرتين فقط للرؤساء والملوك الوطنين، وحدث ذلك في سنة 1928، حيث قامت الجامعة بمنح الدكتوراه الفخرية للملك فؤاد الأول ملك مصر حينذاك، ثم في سنة 1939م، عندما قامت الجامعة بمنح الدكتوراه الفخرية للملك فاروق الأول ملك مصر آنذاك.

منح الدكتوراه الفخرية للمسؤولين الحكوميين الوطنيين

حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة الدكتور محمد توفيق رفعت باشا رئيس مجلس النواب في عام 1932م وكذلك الدكتور على ماهر باشا وزير الحقانية.

منح الدكتوراه الفخرية لرؤساء الهيئات القضائية

حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة الدكتور عبد العزيز فهمي باشا رئيس محكمة النقض والإبرام، وكان ذلك بتاريخ 24 يناير 1932م، وعبد الحميد بدوي باشا، رئيس أقلام قضايا الحكومة، وكان ذلك بتاريخ 24 يناير 1932م.

ومؤخراً، وخلال الجلسة الاستثنائية المنعقدة يوم الخميس الموافق الثامن من شهر مايو 2025م، قرَّر مجلس جامعة المنصورة بالإجماع منح المستشار محمد شوقي عياد، النائب العام لجمهورية مصر العربية، درجة الدكتوراه الفخرية، تقديراً لإسهاماته المتميزة وجهوده البارزة في دعم منظومة العدالة، وترسيخ سيادة القانون، ودوره الفعّال في تطوير المنظومة القضائية، وتعزيز حماية الحقوق والحريات العامة. وجدير بالذكر أن هذه الجلسة الاستثنائية قد انعقدت برئاسة رئيس الجامعة، وبحضور اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، والدكتور السيد عبد الخالق، وزير التعليم العالي الأسبق، واللواء خالد عيد، مدير الأمن القومي لمنطقة شرق الدلتا، وقيادات النيابة العامة، وعلى رأسهم المستشار عمرو فاروق مدير التفتيش القضائي، المستشار محمد البياع رئيس المكتب الفني للنائب العام، المستشار علي مختار مدير النيابات، المستشار مصطفى سمرة المحامي العام الأول لنيابة استئناف المنصورة، وأعضاء مجلس الجامعة. وتجدر الإشارة كذلك إلى أن هذه الجلسة شهدت مناقشة سُبل وآليات تنفيذ بروتوكول التعاون المُبرم مع النيابة العامة.

منح الدكتوراه الفخرية لرؤساء الدول الأجنبية

منذ تأسيسها في العام 1908م، وحتى تاريخ كتابة هذه الدراسة، قامت جامعة القاهرة بمنح 2t زعيماً عالميا وعربيا الدكتوراه الفخرية. وقد كان الرئيس الأمريكي الأسبق تيودور روزفلت أول رؤساء الدول الأجنبية الذين حصلوا على الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة، وكان ذلك في سنة 1910م، أي بعد عام واحد  انتهاء فترة رئاسته. وقد استمر تيودور روزفلت هو الرئيس الأجنبي الوحيد الحاصل على دكتوراه فخرية من جامعة القاهرة، وذلك لمدة تزيد على عقدين، حيث شهدت سنة 1933م منح الدكتوراه الفخرية لملك إيطاليا، فيكتور إيمانويل الثالث. وبعد حوالي عقدين تقريباً، كان التكريم الثالث لرئيس أجنبي، حيث تم منح الدكتوراه الفخرية لمحمد مصدق رئيس وزراء إيران، وكان ذلك في سنة 1951م. وهكذا، انتهى العهد الملكي لجمهورية مصر العربية، دون أن يتم تكريم ومنح الدكتوراه الفخرية لرئيس أجنبي آخر. وشهد العهد الجمهوري، ولاسيما خلال الحقبة الناصرية، تكريم العديد من رؤساء الدول العربية والأفريقية والأسيوية والأوربية.

ورؤساء وملوك الدول العربية الذين حصلوا على الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة هم: – الفريق إبراهيم عبود، رئيس جمهورية السودان، 1959م.

– الملك محمد الخامس، ملك المغرب، 19t0م.

– الحبيب بورقيبة، رئيس الجمهورية التونسية، 19t5م.

– الملك الحسن الثاني، ملك المغرب، 19t5م.

– شارل حلو، رئيس جمهورية لبنان، 19t5م.

– جعفر محمد نميري، رئيس جمهورية السودان الديمقراطية، 1982م.

– الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين 2014م، تقديراً لجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين، ولمواقفه الوطنية والشجاعة مع مصر وشعبها.

– الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، 201tم.

أما رؤساء الدول الأفريقية الذين حصلوا على الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة، فهم: – كوامي نكروما، رئيس جمهورية غانا، 1958م.

– جوليوس نيريري، رئيس الجمهورية المتحدة لتنزانيا، 19t7م. – ليوبولد سيدار سنجور، رئيس جمهورية السنغال، 19t7م.

– عبده ضيوف، رئيس جمهورية السنغال، 1985م.

– كنيث ديفيد كاوندا، رئيس جمهورية زامبيا، 1985م.

– نيلسون مانديلا، المناضل الأفريقي ورئيس جنوب أفريقيا، 1990م.

أما رؤساء وملوك الدول الأسيوية ومن في حكمهم الذين تم منحهم الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة، مرتبين بحسب تاريخ منحهم الدكتوراه الفخرية، فهم:

– محمد مصدق، رئيس وزراء إيران، 1951م. – الأمير نوردوم سيهانوك، كامبوديا، 1959م. – محمد ظاهر، شاه ملك أفغانستان، 19t0م.

– مارشال محمد أيوب خان، رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، 19t0م.

– ذاكر حسين، نائب رئيس جمهورية الهند، 19t3م.

– إمام على رحمان، رئيس جمهورية طاجيكستان، 2022م.

وحظي أربعة من رؤساء وملوك الدول الأوربية بالتكريم من جامعة القاهرة، من خلال منحهم الدكتوراه الفخرية، وهم:

– فيكتور إيمانويل الثالث، ملك إيطاليا، سنة 1933م.

– إدوارد أوخاب، رئيس مجلس الدولة لجمهورية بولندا الشعبية، 19t5م.

– فاليري جيسكار ديستان، رئيس الجمهورية الفرنسية، 1975م. – ساندرو بيرتيني، رئيس جمهورية إيطاليا، 1985م.

 وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن منح الدكتوراه الفخرية لرئيس الدولة الأجنبية قد يتم بمناسبة القيام بزيارة رسمية للدولة التي توجد بها الجهة المانحة، كما حدث في منح الدكتوراه الفخرية للملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود من جامعة القاهرة. وقد يتم منح الدكتوراه الفخرية دون أن يكون الرئيس في زيارة للدولة التي توجد بها الجهة المانحة للدكتوراة، كما حدث في منح جامعة القاهرة الدكتوراه الفخرية للملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، حيث تسلمها نيابة عنه الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي آنذاك.

منح الدكتوراه الفخرية للمناضلين في الدفاع عن حقوق الإنسان

في الثامن من شهر يوليو سنة 1989م، منحت جامعة القاهرة الدكتوراه الفخرية للزعيم السياسي الأمريكي جيسي جاكسون.(20) وجدير بالذكر أن جيسي لويس جاكسون هو أحد الدعاة النشطين الذين طالبوا بالحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة الأمريكية، وزعيم سياسي، وقس تعميد. وقد كان جيسي جاكسون مرشحاً في انتخابات الرئاسة الديمقراطية في عامي 1984، و1988م. وركز جاكسون اهتمامه في حملتي ترشيحه على مشكلات السود والأقليات الأخرى. وركز في حملته لعام 1988م بصفة خاصة على المشكلات الاقتصادية لمزارعي الولايات المتحدة، وكل ما هو متعلق بالطبقة العمالية. كما بذل جاكسون جهوده لتسجيل المزيد من الناخبين السود وزيادة تمثيل الأقليات في المؤتمرين القوميين للحزب الديمقراطي الأمريكي المنعقدين في عامي 1984، و1988م. ورغم فشل جاكسون في الفوز بالترشيح للرئاسة في كلا المؤتمرين، فإنه اكتسب شهرة واسعة باعتباره واحداً من أعظم الخطباء المؤثرين في السياسة الأمريكية. ومن هنا، جاء منحه الدكتوراه  الفخرية من جامعة القاهرة بعد عام واحد من انتهاء آخر انتخابات تمهيدية رئاسية أمريكية للحزب الديمقراطي شارك فيها جيسي جاكسون.

منح الدكتوراه الفخرية لأعضاء هيئات التدريس في الجامعات الأجنبية

كشف سجل الدكتوراه الفخرية بجامعة القاهرة أن يوم السابع والعشرين من شهر نوفمبر سنة 1928م قد شهد واقعة فريدة تتمثل في منح الدكتوراه الفخرية لستة عشر شخصاً في يوم واحد، كانت جميعها لأساتذة كانوا يعملون بالجامعة ضمن الأساتذة الذين قدموا لمصر لحضور المؤتمر العالمي لطب المناطق الحارة، الذي استضافته مصر في ذلك الوقت بـ «قصر العيني.» وأكدت الجامعة، في صفحات سجلها للدكتوراه الفخرية أن منح الدكتوراه لهؤلاء الأساتذة جاء بمناسبة مهمة أخرى هي وضع حجر الأساس لمستشفى الجامعة المصرية، حيث صادفت هذه المناسبة وجود عدد كبير من قمم الطب في العالم، وتم منحهم الدكتوراه الفخرية.

وشمل قرار منح الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة، في ذلك اليوم، عدداً من عمداء ومديري المعاهد الطبية بأوروبا واليابان والأطباء البارزين؛ وهم:

– السير كوبربرى، المدير السابق لجامعة لندن؛ – السيرروبرت فيليت، أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة أدنبرة؛  – السير الدوكستلانى، أستاذ طب المناطق الحارة بجامعة تيولان بالولايات المتحدة الأمريكية وبمعهد روس بلندن؛ – الدكتور نتال، أستاذ علم الحياة بجامعة كمبردج؛ – الدكتور فاكيز، الأستاذ بجامعة باريس؛ – الدكتور هنرى فردريك، أستاذ الفسيولوجيا بجامعة ليبج ببلجيكا؛ – الدكتور كلاين، مدير معهد روبرت كوخ بألمانيا؛ – الكولونيل جيوفنى جركسونى Gregori) Battista (Giovan ، الطبيب في الجيش الإيطالي؛ – دلماس، الأستاذ فى جامعة مونبلييه بفرنسا؛- أوزير، عميد كلية الطب جامعة مونبلييه بفرنسا؛- شوفنز، مدير معهد أمراض المناطق الحارة بأمستردام بهولندا؛- كوامورا، أستاذ البثالوجيا بجامعة بيجان باليابان أرفنتينو؛- الأستاذ انسطاس، أستاذ بجامعة أثينا؛- فولبورس، أستاذ علم الفيليات بهامبورج بألمانيا؛ – الأستاذ جان لبين، عميد كلية الطب، بجامعة ليون؛ – الأستاذ بيلى أشفورد، أستاذ طب المناطق الحارة والفطريات لجامعة كولومبيا وبمدرسة طب أمراض البلاد الحارة ببورتوريكو. وشهد عقدا الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين قيام جامعة القاهرة بمنح الدكتوراه الفخرية لعدد آخر من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات الأجنبية، وهم:

– الأستاذ ج. اليت سميث، أستاذ التشريح بجامعة لندن، 5 مايو 1932م؛

– الأستاذ د. كابيتان، أستاذ القانون المدني بجامعة باريس، 24 يناير 1932م؛ – الأستاذ د. شالويا، أستاذ القانون الروماني بجامعة روما، 5 مايو 1932م؛

– الأستاذ جيل بورديه، أستاذ بجامعة بروكسل ومدير معهد باستير بالجامعة ذاتها، 5 مايو 1932م؛

– الدكتور هـ. ب. داي، أستاذ الأمراض الباطنية، 18 يونيو 193tم؛

– الأستاذ إدوراد لامبير، مدير معهد القانون المقارن بجامعة ليون، 17 أبريل 1937م؛

– الأستاذ بيير لالاند، عضو المجمع الفرنسي وأستاذ الفلسفة السابق بكلية الآداب، 1t يناير 1940م؛

– الدكتور أ. بدفورد، أستاذ الأمراض الباطنية بجامعة لندن، 12 يونيو 1944م؛

– د. جيمس ماكولي لانديس، وزير الشئون الاقتصادية في الشرق الأوسط وعميد كلية الحقوق بجامعة هارفارد، 2 يناير 1945م.

منح الدكتوراه الفخرية للناشطين في العمل الاجتماعي

في العام 2008م، منحت جامعة القاهرة الدكتوراه الفخرية لسوزان ثابت، زوجة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، فى علم الاجتماع، وعللت الجامعة ذلك وقتها برصيدها الكبير والممتد فى مجال سياسات وبرامج التنمية الاجتماعية عبر العقود الثلاثة الممتدة منذ تبوء زوجها منصب الرئاسة في الدولة المصرية وحتى تاريخ منحها الدكتوراه الفخرية.

وفق حرية الرأي والنشر يتم نشر هذه المادة والجريدة غير مسؤولة عما ينشر فيها من مواد واخبار ومقالات

اترك تعليقاً