السيمر / فيينا / السبت 23 . 10 . 2020
أياد السماوي
( إنّ حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين ) عبارة استعارها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من ملك يمني قديم .. نهاية الرقص على رؤوس الثعابين انتهت باغتيال علي عبد الله صالح بطلقة في رأسه في الرابع من ديسمبر عام 2017 .. رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي استعار هو الآخر هذا المعنى في ختام جولته الأوربية التي شملت كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا العظمى , وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره بوريس جونسون ( أنا على حبل بين بنايتين شاهقتين , لست مطالبا بالسير على الحبل , بل أن أركب دراجة على الحبل , وأنا أرقص يوميا مع الثعابين ولكني أبحث عن مزمار للسيطرة على الثعابين ) .. إنّ من استعار حكمة الملك اليمني القديم وهمس بها بإذن الكاظمي , كان يقصد أمرا آخر غير موضوع التوازن والصراع الجاري بين أمريكا وإيران على الساحة العراقية .. بل أنّ من استعارها أراد أن يوصل رسالة من خلال الكاظمي مفادها أنّ المزمار الذي نبحث عنه للسيطرة على الثعابين , يمرّ من خلال التطبيع مع إسرائيل ونحن جاهزون لاستقبال هذا المزمار .. هذا المعنى تحدّث به صديق إسرائيل مثال الآلوسي قبل جولة الكاظمي الأوربية ..
الثعابين التي قصدها الكاظمي في حديثه لا تحتاج إلى عناء لمعرفتها , قطعا هم ليسوا الشركاء الأكراد أو الأخوة السنّة ولا حتى كلّ الشيعة .. بل الأكيد أنّ الذين عناهم الكاظمي في استعارته الرقص مع الثعابين هم الفصائل الولائية , أي الفصائل التي ترتبط بعلاقة مصيرية مع إيران , والتي تقف بوجه المشروع الأمريكي الإسرائيلي في الشرق الأوسط , وتطالب الكاظمي بإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق .. وعلى ما يبدو أنّ الكاظمي وصل إلى نقطة اللا عودة مع هذه الفصائل التي باتت تعتبر وجوده يشّكل خطرا على وحدة وسيادة الوطن العراقي , بل أنّ مخاوف هذه الفصائل من استمرار الكاظمي وطاقمه الأمريكي على رأس الحكومة العراقية من شأنه أن يجعل من العراق قاعدة إسرائيل الكبرى في الشرق الأوسط .. الذي يجهله الكاظمي أنّ الثعابين التي يرقص معها قادرة على ابتلاعه هو وفريقه المتأمرك , متى ما أرادت ومتى اعتقدت أنّ ذلك ضروريا .. والمزمار الذي يبحث عنه مصطفى الكاظمي عند البريطانيين وحلفائهم , لا ينفع مع ثعابين هي من سلالة ثعبان موسى عليه السلام .. وعلى الكاظمي أن يتّعض من نهاية الذين رقصوا مع الثعابين قبله ..
في 24 / 10 / 2020
الجريدة غير معنية وغير مسؤولة عن كل ما تم طرحه من آراء داخل المقال ، ويتحمل كاتب المقال كامل المسؤولية