السيمر / فيينا / الاربعاء 18 . 11 . 2020
سليم الحسني
هذه نصيحة صادقة. لا أريد لك نهاية مثل ما انتهى اليه مجيد الخوئي. لا أريد لك أي نهاية مأساوية أو حزينة. لا يعني هذا أني أحبُك لكني لا أكرهك. سأفرح كثيراً حين أراك تراجع مواقفك وتترك هذا المسار. وسأحزن كثيراً فيما لو أصابك مكروه ـ لا سمح الله ـ .
لقد كنتَ مثابراً في نهجك، وجاءتك الظروف المساعدة فتعززتْ سلطتك الخفية، خصوصاً بعد تظاهرات تشرين وبعد عملية مطار بغداد، وبعد تشكيل الحكومة الحالية. فأنت الآن في أحسن حالاتك من حيث النفوذ والتأثير والقوة.
لا أعتقد أنك تنبهتَ الى نقطة جوهرية في العمل السياسي عندما يكون متداخلاً مع الحسابات الدولية. أجزمُ أنها غابت عنك، أو أنك لم تقرأها ضمن قراءاتك الواسعة كما يُشاع عنك.
للبيت الأبيض خط ثابت، تشكّل عبر عقود مزدحمة بالتجارب والخطط والتآمر. ضمن هذا الخط يتعامل رجال أمريكا على أن البلاد القلقة تحتاج الى التضحية بأهم الشخصيات القريبة منهم. ليس بالضرورة تحويله الى مغدور، فهناك خيارات واسعة من الموت السياسي والاجتماعي، المهم عندهم إزالة قوة الشخص وإلغاء دوره المؤثر حين يبدأون أو ينتهون من خطوة كبيرة.
رجال أمريكا يا سماحة السيد يقضون الأوقات الطويلة في غرف مغلقة يفكّرون ويخططون، وعندما يريدون إزالة طبقة سياسية، أو الانتقال بالبلد المضطرب الى مرحلة جديدة، فانهم يشملون بذلك أقرب الأشخاص منهم، إنهم يجعلون المقربين ينفذون ما يريدون، وفي النهاية يكون المنفّذ أول الضحايا بالموت أو بالإقصاء المذّل أو بغيرهما فلديهم خياراتهم الواسعة، وما أبرع صنعهم.
نصيحتي والله صادقة، أخرجْ نفسك من هذا المسار. وتذكرْ أن رجال أمريكا ينظرون اليك على أنك جزء أساس من هذه الطبقة ومن هذه المرحلة.
حين تملك الثقة العالية بأنك ستنجح، وأنك حققت ما يريدون ـ بتنسيق أو باشارة أو بقراءة للنوايا ـ تأكدْ أنك صرتَ هدفهم السهل. حماك الله من كل مكروه، وأتمنى لك كل خير، وأتمنى أن أراك كبيراً في مجال دروسك الدينية.
١٨ تشرين الثاني ٢٠٢٠