السيمر / فيينا / الخميس 03 . 12 . 2020 —- مشهد الخراب المروع هو كل ما يخلد في الذاكرة بعد الانتهاء من مشاهدة الفيلم الأمريكي “موصل” الذي بدأت منصة نتفليكس عروضه الجماهيرية هذا الأسبوع، وقُدم على أنه أول فيلم ينطق باللغة العربية، وباللهجة العراقية تحديدا، ينتج في هوليوود.
فمشاهد الحركة والمغامرة التي تنتظم في إيقاع مشوق لشد المشاهدين، ويستند إلى وجود مهمة غامضة لفريق من المقاتلين في قوات التدخل السريع ( المعروفة اختصارا باسم سوات) في محافظة نينوى العراقية، يتلاشى في نهاية هذا الفيلم مع حل لغز هذه المهمة. كما تتلاشى تلك اللمسة الخيالية للإنتاج الهوليوودي لنبقى في مواجهة صورة الواقع القاسية المتجسدة في الخراب الذي لحق بمدينة الموصل العراقية في أعقاب احتلالها على أيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والحرب الضارية التي جرت لاحقا لتحريرها من قبضتهم.
ومشهد الخراب هذا هو ما يفتتح به الفيلم، وهو المشهد الواقعي الوحيد من مدينة الموصل، مقابل كل مشاهد الفيلم الأخرى التي أعيد بناؤها في مدينة مراكش المغربية بعمل فريق تقني هوليوودي بإشراف مصمم إنتاج فيلم “سيد الخواتم” فيليب آيفي. وقد زوّد منتجي الفيلم بهذا المشهد المصور عبر طائرة مسيرة (درون) في الموصل المصور أيار رسول.
من الخيال إلى الواقع
ما يميز فيلم “موصل” أنه فيلم مُنتجين بامتياز (وبعضهم مخرجين أيضا)، وكاتب سيناريو في محاولته الإخراجية الأولى، ولا أبالغ إذا استخدمت وصف “جيش من المنتجين”؛ إذ يقدم تايتل النهاية أسماء نحو 18 شخصا بين منتجين ومنتجين مشاركين ومنتجين منفذين، ومن بينهم المنتج والمخرج العراقي محمد الدراجي الذي ورد اسمه منتجا منفذا، فضلا عن عدد آخر من مساعدي الإنتاج موزعين بين أمريكا والمغرب والعراق.
المصدر / بي بي سي