السيمر / فيينا / الجمعة 18 . 12 . 2020
نبيل محمد سمارة
اتألم وانا اجوب طرقات بغداد وشوارعها , وارى هذا الخراب المادي والروحي والذي يتمثل بخراب الابنية وكل البنى التحتية والفوقية , وليس ثمة يد تمتد لاعادة الروح الى تلك الهياكل وهي تتكئ على فراغ اقرب الى الموت ! فأين الايادي التي تمتد لتعيد الروح ونبض الحياة اليها .
فهل كتب على هذا البلد الامن ان يظل موجوعا كما لو انه خلق من اجل نهاية لا قيامة بعدها ام ان ثمة اهمالا هو بلا شك غير مقصود لكنه التقصير الذي ينخر في الجسد ؟ والا كيف تصرف ملايين الدولارات على اشياء نسمع عنها ولا نراها . مثل وزارة الكهرباء التي صرف عليها ملايين الدولارات وبالمقابل اننا نعيش مع انقطاع البرمجة بشكل مستمر ؟ .
ويصدمنا الواقع الاليم ونحن نمر من امام البناية الفلانية التي تحولت الى خراب او شارع مثل شارع الرشيد الذي تحول الى شارع اشباح . بعد ان العراق بكامل زينته كالبسمة القلبية بل كشرايين الروح لو كان للروح شرايين .
فمتى نرى بغداد بابنيتها الشامخة وابنيتها ترفل بالصحة والعافية ؟ ومتى تتحول الهياكل الى شواهد ومعالم مثلما كانت في السايق بل احلى واجمل : عروسا بغدادية بصرية موصلية تقول ها انذا؟ ..
تجول الكثيرمن الاصدقاء المغتربين في بغداد واعلنوا صراحة انها ليست بغداد التي عرفوها قبل الغربة , انها شيء اقرب الى المدينة لكنها ليست مدينتهم بلا شك , فمتى تاتي الايادي التي تتكاتف لترسم وجها عراقيا جديدا وفرحا ينبت في حبة القلب كالفيروز ليعلن انتصار الحياة ؟ , فيا اخوتي في هذا البلد الامين لنجمع ايدينا ولنتكاتف ونهتف بصوت واحد ( عاش العراق العظيم )