السيمر / فيينا / الثلاثاء 22 . 12 . 2020
محمد الحنفي / المغرب
إلــــــــــــــــــى:
ــ مناضلي اليسار المناضل، الذي لم يتلوث بالريع المخزني، لا من قريب، ولا من بعيد.
ــ كل أعضاء الهيأة التنفيذية الذين أخذوا على عاتقهم إنجاح تجربة فيدرالية اليسار الديمقراطي، وصولا إلى محطة تشكيل الحزب الاشتراكي الكبير، كإطار لاندماج مكونات فيدرالية السار الديمقراطي.
ــ إلى كل أعضاء الهيأة التقريرية، نظرا لدورهم في الحرص على السير بتأن، في اتجاه الوصول إلى محطة الاندماج، على أسس علمية دقيقة، ومن أجل الحرص على تحقيق الأهداف المرحلية / الإستراتيجية، المتمثلة في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
إلى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، باعتبارهم المستفيدين من عمل اليسار بصفة عامة، وعمل مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي، وسيكونون مستفيدين من عمل الحزب الاشتركي الكبير، بعد تحقق الاندماج المأمول، على أسس صحيحة.
ــ من أجل العمل الدؤوب، على تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
ــ من أجل بناء الدولة الوطنية الديمقراطية العلمانية الاشتراكية، بعد القضاء على الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.
محمد الحنفي
الحرص على قوة فيدرالية اليسار الديمقراطي، يشكل قوة داعمة لمكوناتها:
وأحزاب اليسار الديمقراطي الثلاثة، التي ناقشنا حرص كل منها على قوته الأيديولوجية، والسياسية، والتنظيمية، باعتبار تلك القوة، هي التي تكسب كل حزب مكانته في المجتمع، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، فإن الأحزاب الثلاثة نفسها، تحرص على قوة فيدرالية اليسار الديمقراطي، خاصة، وأن قوة فيدرالية اليسار الديمقراطي، من قوة الأحزاب اليسارية الثلاثة، وقوة الأحزاب اليسارية الثلاثة، من قوة فيدرالية اليسار الديمقراطي، خاصة وأن التفاعل القائم بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين الأحزاب اليسارية الثلاثة، لا ينتهي إلا باندماج الأحزاب الثلاثة في الحزب الاشتراكي الكبير، الذي يصير قويا، بقوة أيديولوجيته، وبتنظيمه، وبمواقفه السياسية.
وفيدرالية اليسار الديمقراطي، عندما تقوم بدورها التنظيمي، وفق ما هو مرسوم لها محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، نكون قد عملنا على تقوية تنظيماتها، وعندما تفعل قراراتها السياسية، تكون قد عملت على اكتساب إشعاع واسع، في مختلف الميادين، التي تعرف، عادة، رواج الفكر الفيدرالي، كمقدمة لجعل تلك الميادين، مهدا يترعرع فيه فكر وممارسة الحزب الاشتراكي الكبير.
وإذا كان الأمل في فيدرالية اليسار الديمقراطي، أملا في الوصول إلى بناء الحزب الاشتراكي الكبير، فإن على فيدرالية اليسار الديمقراطي، أن تعمل على إنضاج شروط الاندماج في الحزب الاشتراكي الكبير.
وهذه الشروط تتمثل في:
1) الشرط الأيديولوجي، الذي يجب أن يتضمن ما هو مشترك بين أيديولوجيات الأحزاب الثلاثة، على مستوى اعتبار أيديولوجية الحزب الاشتراكي الكبير، معبرة عن طموحات الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، باعتبار تلك الطموحات، نابعة من الإرادة الصلبة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى يتأتى قيام الحزي الاشتراكي الكبير، بالعمل على تحقيق تلك الطموحات، في الآماد المحددة على المستوى القريب، والمتوسط، والبعيد.
2) الشرط التنظيمي، الذي يقتضي من فيدرالية اليسار الديمقراطي الحرص على التنظيم الفيدرالي محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، حتى يتأتى للمنتمين إلى الأحزاب اليسارية الثلاثة، العمل على القيام بالعمل المشترك، في إطار فيدرالية اليسار الديمقراطي، استعدادا للاندماج، في إطار الحزب اليساري الكبير، أو الحزب الاشتراكي الكبير، كما يتم تداوله في أدبيات الأحزاب الثلاثة، الصادرة في السنوات الأخيرة، أو كما يتم تداوله في إطار فيدرالية اليسار الديمقراطي.
والحرص على تنظيم فيدرالية اليسار الديمقراطي محليا، وإقليميا، وجهويا، يعتبر قوة لفيدرالية اليسار الديمقراطي، وقوة لكل مكون من مكوناتها، في نفس الوقت، من منطلق أن العمل الفيدرالي، هو عمل حزبي، والعمل الحزبي، كذلك، هو عمل فيدرالي.
3) الشرط السياسي، الذي يتم فيه التمرس على بلورة المواقف السياسية، الوحدوية، والتعود عليها من مختلف الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من المسألة الدستورية، ومن القضية الوطنية، والقضية الفلسطينية، ومسألة حقوق الإنسان، وحقوق العمال، سعيا إلى أن يتحول العمل الفيدرالي في المسألة السياسية، إلى قاعدة معمول بها بين الأحزاب الثلاثة، قبل الوصول إلى الاندماج، واستعدادا للاندماج في نفس الوقت.
وهكذا، يتبين: أن إنضاج شروط الاندماج، في إطار فيدرالية اليسار الديمقراطي، يعتبر قوة للأحزاب اليسارية الثلاثة، وقوة لفيدرالية اليسار الديمقراطي، وإعدادا لتأسيس الحزب الاشتراكي الكبير، على أسس أيديولوجية، وتنظيمية، وسياسية، متينة، حتى تأسيس هذا الحزب، كطفرة نوعية، في تاريخ اليسار المغربي.
إن العمل الوحدوي، في إطار فيدرالية اليسار الديمقراطي، عمل فكري، في أفق الوحدة الأيديولوجية، وعمل تنظيمي، في إطار الوحدة التنظيمية، وعمل سياسي، في أفق تطابق وحدة المواقف.
ونحن، عندما نرتبط بالعمل الوحدوي، في فيدرالية اليسار الديمقراطي، نرتبط بما يقرب وجهة النظر، حول ما هو أيديولوجي، وما هو تنظيمي، وما هو سياسي، إلى مستوى درجة التطابق، والوحدة الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، حتى نعطي لدرجة الوحدة مكانتها، التي تستحقها، والتي تتم ترجمتها، على أساس إيجاد إطار حزبي / يساري كبير، تذوب في إطاره الفوارق الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، ويتحول فيه العمل الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي، إلى عمل وحدوي، يجعل الأحزاب الثلاثة، وحدة متكاملة، لا يوجد فيها فرق بين حزب، وحزب، وبين مناضل حزبي، ومناضل حزبي آخر، وبين موقف سياسي، وموقف سياسي آخر. الكل ينضبط، والانضباط ممارسة أيديولوجية، تنظيمية، سياسية، وليست خضوعا مطلقا للتنظيم، أو للمسؤولين عنه؛ لأن الانتماء إلى التنظيم الموسوم بالحزب اليساري الكبير، هو انتماء طوعي. والانتماء الطوعي، يكون مبنيا على أساس الاقتناع الأيديولوجي، والسياسي، والتنظيمي، لأنه بدون اقتناع بأيديولوجية اليسار، وبتنظيمه، وبمواقفه السياسية، لا يمكن الانتماء إليه. والانتظام في إطاراته المختلفة، كما لا يمكن الترويج لأيديولوجيته، ولمواقفه السياسية بين الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.
فالقبول بالاقتناع الأيديولوجي، والانضباط للتنظيم الحزبي، والعمل على على تفعيل القرارات السياسية، شرط للانتماء إلى الحزب اليساري الكبير، والقبول بالتضحية من أجل المبادئ، والأفكار، ومن أجل الجزب اليساري، شرط التعبير عن الانتماء.
وإذا كانت الوحدة، بين الأحزاب اليسارية، لا تكون إلا فكرية / أيديولوجية، وتنظيمية، وسياسية، فإن هذه الوحدة، في فيدرالية اليسار الديمقراطي، يتأسس على أساس بلورة الوحدة الفكرية / الأيديولوجية، وبلورة الوحدة التنظيمية، وبلورة الوحدة السياسية، باعتبار هذه الوحدات الثلاث، التي يقوم عليها الحزب الاشتراكي الكبير.
فالوحدة الفكرية / الأيديولوجية، وكما رأينا سابقا، تقتضي قيام تفاعل بين أيديولوجية حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وأيديولوجيات الحزب الاشتراكي الموحد، وأيديولوجية حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، من أجل الخروج بخلاصات موحدة، تصير أيديولوجية معتمدة في إطار الحزب الاشتراكي الكبير.
والوحدة التنظيمية، تقتضي الانطلاق من الوحدة الأيديولوجية، من أجل بلورة تصور عام، قبل مناقشة القوانين التنظيمية الأساسية، والداخلية للأحزاب الثلاثة، من أجل الخروج بصياغة محددة، للقانون الأساسي، والداخلي للحزب اليساري، أو للحزب الاشتراكي الكبير، الذي يصبح إطارا تندمج فيه الأحزاب الثلاثة.
والوحدة السياسية، تقتضي التفاعل بين المواقف السياسية للأحزاب اليسارية الثلاثة، من أجل بلورة مواقف سياسية موحدة، حول مختلف الأوضاع العامة، والخاصة، وحول مختلف المسائل، وفي مقدمتها المسألة الدستورية، وحول مختلف القضايا، وفي مقدمتها القضية الوطنية، والقضية الفلسطينية، باعتبارها، كذلك، قضية وطنية، سعيا إلى أن تكون المواقف السياسية، واحدة.
وببلورة الوحدة الفكرية / الأيديولوجية، والوحدة التنظيمية، والوحدة السياسية، يصير إطار فيدرالية اليسار الديمقراطي، فعلا، إطارا موحدا للأحزاب اليسارية الثلاثة، في أفق الاندماج في إطار الحزب الاشتراكي الكبير، كوسيلة لتحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كوسيلة، كذلك، وكهدف.
وقيام علاقة جدلية، بين مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي من جهة، وبين فيدرالية اليسار الديمقراطي من جهة ثانية، مسألة يجب اعمالها في الممارسة السياسية،حتى يتأتى لها أن لا تسقط في المتاهات.
والعلاقة القائمة بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين الأحزاب اليسارية المكونة لها، والملتزمة بتفعيل قوانينها التنظيمية، ومواقفها السياسية، قد تكون علاقة جدلية، وقد تكون علاقة عضوية، وقد تكون علاقة تبعية، وهو ما يعني: أن فيدرالية اليسار الديمقراطي، لا بد أن تتأثر بالأحزاب المكونة لها. وهذا التأثير المتبادل بين الفيدرالية، ومكوناتها المختلفة، هو نتيجة للتفاعل القائم، بين العمل الحزبي، وبين العمل الفيدرالي، أو بين العمل الفيدرالي، والعمل الحزبي.
وهذا التفاعل الذي يكون فيه التأثير متبادلا، لا يمكن تسمية العلاقة في إطاره، إلا بالعلاقة الجدلية، التي يصير فيها التأثير متبادلا، بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين مكوناتها المختلفة، إلى درجة أن فيدرالية اليسار الديمقراطي، هو لا تستغني عن مكوناتها، وأن هذه المكونات لا تستغني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي؛ لأن التفاعل المستمر القائم بينهما، يفرض استمرار العلاقة، حتى قيام الحزب الاشتراكي الكبير، في ظل الشروط القائمة، التي يتم إنضاجها من أجل ذلك.
والعلاقة الجدلية القائمة على التفاعل، بين المكونات المذكورة، وبين فيدرالية اليسار الديمقراطي، قد تتطور، إلى أن يصير الفعل الفيدرالي، فعل كل حزب من الأحزاب الثلاثة، شيئا واحدا الأمر الذي يتأكد معه أن العلاقة القائمة، لم تعد علاقة جدلية، بقدر ماصارت علاقة عضوية، فكأن المكونات الثلاثة، هي فيدرالية اليسار الديمقراطي، وأن فيدرالية اليسار الديمقراطي، هي المكونات الثلاثة. الأمر الذي يقتضي ضرورة الانتقال إلى تشكيل الحزب الاشتراكي الكبير، وخاصة بعد قيام الوحدة الأيديولوجية، والوحدة السياسية، اللتين تقتضيان الوحدة التنظيمية.
وقد تختل العلاقة بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين مكوناتها المختلفة، وهو ما يقتضي أن تكون فيدرالية اليسار الديمقراطي تابعة لمكوناتها، أو أن تكون المكونات المختلفة، أصلا، تابعة لفيدرالية اليسار الديمقراطي، وقد تكون الفيدرالية، وبعض الأحزاب تابعة لحزب معين، أو لحزبين استطاعا فرض إرادتهما على فيدرالية اليسار الديمقراطي، وعلى الحزب الثالث، لتصير فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبقية الأحزاب، ضحية إرادة حزب ما، أو إرادة حزبين، أو أن الأحزاب اليسارية الثلاثة، ضحية ما تتم بلورته في إطار فيدرالية اليسار الديمقراطي.
فما الأفضل لفيدرالية اليسار الديمقراطي في علاقتها بمكوناتها الثلاثة؟
هل الأفضل لها، قيام علاقة جدلية معها؟
هل الأفضل لها قيام علاقة عضوية مع المكونات المذكورة؟
هل الأفضل لها قيام علاقة تبعية الفيدرالية لمكوناتها، أو تبعية المكونات للفيدرالية؟
إننا عندما نرتبط بفيدرالية اليسار الديمقراطي، بمختلف مكوناتها، نجد أن العلاقة التي تلغي التفاعل المنتج، بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين مكوناتها المختلفة، يجب أن لا تقوم. كما أن التبعية، أنى كانت الجهة التي تفرضها، يجب التصدي لها، حتى لا تقوم أي جهة بفرض إرادتها، على باقي الجهات الأخرى. لتبقى العلاقة الجدلية، التي تضمن التفاعل المستمر المنتج، هي العلاقة التي يجب أن تقوم، وأن تستمر بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين مكوناتها الثلاثة، حتى قيام الحزب الاشتراكي الكبير، على أسس أيديولوجية، وتنظيمية، وسياسية رائدة، خاصة، وأن العلاقة الجدلية، علاقة تفاعلية منتجة، مطورة، ومتطورة في نفس الوقت.
وهكذا، بعد وقوفنا على العلاقة التي يجب أن تقوم بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين مكوناتها المختلفة، وبعد وقوفنا على أنواع العلاقات، التي يجب أن تقوم بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، والتي وجدنا أنها يمكن أن تكون علاقة جدلية تفاعلية، أو علاقة عضوية، أو علاقة تبعية، وجدنا أن العلاقة الجدلية التفاعلية، المنتجة، هي العلاقة التي يجب أن تقوم، وأن تستمر، بين فيدرالية اليسار الديمقراطي، وبين مكوناتها اليسارية، نظرا لدورها في تقريب وجهات النظر، في أفق الاندماج في الحزب الاشتراكي الكبير.