السيمر / فيينا / الخميس 24 . 12 . 2020
سليم الحسني
في كربلاء المقدسة حفل ساهر بمناسبة رأس السنة الميلادية.
ليست مزحة، ليست سخرية، ليست نكتة شعبية. إنها حقيقة. ففي كربلاء المقدسة التي استشهد فيها الإمام الحسين عليه السلام يُقام حفل ساهر احتفالاً برأس السنة الميلادية.
في زمن المراجع السابقين، وتحت أشد ظروف القمع السلطوي، كانوا يواجهون السلطة بأقسى عبارات الغضب والتنديد لو أنها فكّرت مجرد تفكير في المساس بقدسية مدن العتبات الشريفة.
في زمن المراجع السابقين كانت ثقافة الحرص على قدسية العتبات تنطلق من بيوت المراجع الى الشارع، لتكون ثقافة عامة يحملها الشيعة بضميرهم ووجدانهم وعقولهم.
كان ذلك يحدث بقوة وعمق ومسؤولية منطلقة من الحرص على أصالة الإسلام وأصالة التشيع ومنهج أهل البيت عليهم السلام، وقد استشهد على ذلك الطريق أعلام كبار في عالم الشيعة.
تغيّر الحال كثيراً، صار ذلك الماضي العظيم مكروهاً، وبرز في عاصمة التشيع الأولى والأكبر والاقدس، النجف الاشرف، اتجاه مدعوم مُتبنى يدعو الى العلمانية والمدنية اللادينية، والى الإسلام الأمريكي المدني.
ينظر الشيعة الى باب المرجع الأعلى السيد السيستاني فيجدونه مغلقاً، والصمت يحيط بالبيت، فلا كلمة شجب ولا نداء إدانة، ولا إشارة اعتراض. فعلى الباب حارس متأهب، أمين حريص على تعاليم السفير الأمريكي. وقد استعان بالسيد جواد الخوئي ليكون واجهته وصوته في إدخال إسلام أمريكا الى النجف الاشرف، مع عطاء لا محدود من أموال الشيعة.
اليوم احتفال ساهر في كربلاء المقدسة، غداً ينتقل الاحتفال الى النجف الأشرف والكاظمية وسامراء.
لن يصدر بيان استنكار، لن تصدر كلمة ادانة، لقد أساءوا الى المرجع الأعلى بأنه يدعو الى العلمانية وأنه صاحب منهج علماني، ولم يصدر بيان تكذيب من المكتب. اساء عمرو موسى الى المرجع الأعلى بانه يحرّض ضد دولة ايران الإسلامية الجارة، ولم يصدر تكذيب ولا توضيح.
لن يصدر بيان شجب وإدانة لكل خطوة تنسجم مع المشروع الأمريكي في تشويه الإسلام الأصيل، وطرح النسخة البديلة القادمة من واشنطن. فهذا ما يريده حارس الباب.
لا توجد كلمة تقال في وضعنا هذا سوى: (واحسيناه).
٢٣ كانون الأول ٢٠٢٠