السيمر / فيينا / الاحد 30 . 05 . 2021
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
شر البلية مايضحك طالعنا محلل يحلل لصاحب السلطة والمال بتغريده في تويتر يقول( لن يتم الاعتراف أمميا بالانتخابات القادمة،إذا ما وجد فريق المراقبة الدولي (2576) أنها كانت مزورة.
وسنكون بانتظار قرار مجلس الأمن الدولي لإنهاء العملية السياسية في العراق.).
اقول لهذا العبقري قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بلاسخارت، إن الأمم المتحدة ليس من مهامها منح المصداقية للانتخابات في العراق،
الخارجية العراقية تقول لا إشراف دولي على الإنتخابات،بل رقابة من فريقٍ تابع للأُمم المتحدة،ولمرةٍ واحدة بطلب من الحكومة العراقية،مع الإلتزام الكامل بالسيادة الوطنية.
لا علاقة للأمم المتحدة بإضفاء شرعية على الانتخابات من عدمه
ولا دخل لمجلس الأمن بالموضوع.
لنكون دقيقين بما نكتب ننقل إليكم نص المتحدث بإسم الخارجية العراقية السيد أحمد الصَحّاف حيث قال:
لا إشرافَ دوليّ على الإنتخابات، بل رقابة من فريقٍ تابع للأُمم المتحدة،ولمرةٍ واحدة وبطلبٍ من الحكومة العراقيّة،مع الإلتزام الكامل بالسيادة الوطنيّة.
مافهمنا حضرتك محلل سياسي أم منظر وداعي للتدخل الخارجي وفرض الوصاية الدولية على العراق وهذا لن يقبل به كل عراقي وطني شريف، المفروض من جنابك تدعوا للسلم وممارسة العمل الديمقراطي والمشاركة الكبيرة بالانتخابات من أجل التغيير لا العكس، هذا وأمثاله من البهائم الذين تعج بهم القنوات الفضائية العراقية مسرورين على الانقلابات.
أقول والقلب يعتصر ألما هل هذا خطاب رجل يطالب بدولة المواطنة يقدمونه محلل سياسي وأستاذ في جامعة الحمير والحصانة، لكن لاعتب على من جعل رسالة الماجستير في بحثه بعنوان صدام البطل.
أنتم يا رؤساء حكوماتنا السابقين ماوجدتم غير هذا تقربونه، وانت ياسيد مصطفى الكاظمي لايوجد عندكم غير هذه النفايات السامة لتقربوها؟.
للأسف قول كلمة الحق لم يسمعها صاحب القرار، بزمن حقبة حكم عصابة البعث قول كلمة الحق من قبل أي مواطن تكون عواقبها الإعدام، بعد سقوط نظام البعث أصبح لدى العراقيين هامش كبير في نقد النظام السياسي وتشخيص أماكن الخلل، لكن الساسة قربوا الأراذل وحتى الذي كنا نحسن بهم الظن ومن الفئات المتدينة بات يفكر يقرب السيئين أو الأشخاص البعثيين ليكونوا خدم عنده و يتملقون له ويؤدون إليه التحية، الواقع العراقي مزري، بسبب الصراع القومي والمذهبي الذي ولد مع ولادة الدولة العراقية عام ١٩٢١، ولولا هذا الصراع لما وصل جرذ العوجة والبعثيين الأراذل لسدة الحكم.
بعد سقوط النظام تعددت اليافطات والدكاكين، مقابل تفاقم الأزمات وازدياد الاحتياجات، تتقاطع المصالح ويقرب الإرهابي والمجرم وتنتهي أهمية المراقبة والمحاسبة، وتطغى مقولة: “حُكلي وأحكلك” وعندما يقوم المراقبون الشرفاء من الكتاب والصحفيين وإن اصبح الشرفاء عملة نادرة في قول كلمة الحق والتحذير من الكوارث تنغلق مسامع الساسة بسبب تزاحم المداحين والطبالين، يكون صاحب كلمة الحق نشازاً، وتتعاون كل قوى الشر إلى إخراس صاحب القول السديد، حتى توصل الأذن سماع ما تعشق.
فالقادة والملوك والساسة العرب وفي واقعنا العراقي يرغبون دائما بالتصفيق والتهليل والتبجيل، وهز الرؤوس تأكيدا لآرائهم، فقد ذكرت كتب التاريخ موقف طريف الى أبو نواس مع المأمون
ذكرت الكتب التاريخية إن الخليفة “المأمون” أنشد قصيدة أمام ضيوفه وحاشيته وكان جالساً بينهم الشاعر أبو نواس، وبعد أن انتهى من إلقاء القصيدة، نظر إلى أبي نواس وسأله: هل أعجبتك القصيدة يا شاعر؟ أليست بديعة؟
فأجابه أبو نواس: لا أشم بها أي رائحة للبلاغة!
فغضب المأمون وسرها في نفسه، ثم مال على حاجبه وقال له: بعدما أنهض وينفضُ المجلس، احبسوا شاعرنا في الإسطبل مع الخراف والحمير.
وظل أبو نواس محبوساً في الإسطبل شهراً كاملاً، ولمّا أفرج عنه وخرج من الإسطبل، عاد إلى مجلس الخليفة.. وعاد الخليفة إلى إلقاء الشعر، وقبل أن ينتهي من الإلقاء، نهض أبو نواس، وهمَّ بالخروج من المجلس، فلمحه الخليفة، ثم سأله: إلى أين يا شاعر؟
فأجاب أبو نواس: إلى الإسطبل يا مولاي.
في الختام من سوء حظ العراقيين ساستنا يقربون النطيحة والمتردية بظل بلد يعاني من صراع قومي ومذهبي وتشهد ساحتنا صراع دولي وإقليمي بأدوات وأيادي عراقية لا تتحرج بسفك دماء الأبرياء وتدليس الواقع مثل ما فعلها ويفعلها فلول البعث الأراذل الذين للأسف القانون العراقي لا يطالهم وإنما قوانين الدولة العراقية تطال إبن الوسط والجنوب الشيعي المسكين الذي لولاه لما تمت وأجريت العملية السياسية ولاتم تشريع دستور وانتخاب حكومة…..الخ.
30.5.2021