الرئيسية / للسيمر كلمة / صمت النجف خطوة التطبيع الأولى

صمت النجف خطوة التطبيع الأولى

السيمر / فيينا / الجمعة 06 . 08 . 2021 

سليم الحسني

في المؤتمر السعودي الذي عقدته حكومة آل سعود في مكة تحت اسم (المرجعيات العراقية) شارك مجموعة من رجال الدين وفيهم مقربون من مكتب السيد السيستاني ومكتب السيد محمد سعيد الحكيم الى جانب مقربين من بعض أساتذة الحوزة.
لم يصدر من مكاتب المرجعيات في النجف الأشرف حتى الآن أي بيان توضيحي عن هذه الخطوة التي تم تقديمها تحت خيمة رابطة العالم الإسلامي، وهي المنظمة التي تتولى حالياً مهمة التطبيع مع إسرائيل وهي احدى الواجهات الوهابية التي شنت حربها ضد الشيعة، ومولّت مشاريع القتل الشيعي ووصفتهم بالمشركين.
البيان الذي أصدره المعممون الذين حضروا الاجتماع، توجه بالشكر للملك السعودي وابنه وقد خلع عليهما عبارات التسامح والسلام.
بعض الأخبار تقول بأن التنسيق كان قد جرى منذ فترة مع مسؤولين في مكتب السيد السيستاني ومكتب السيد محمد سعيد الحكيم وبعض أساتذة الحوزة، وأن السعودية وجدت استجابة مشجّعة منهم.
خطوات التطبيع تكون على هذا الشكل، وحين يجري فرضها، تتحول بعد فترة الى أمر واقع يتقبله الرأي العام، ثم تأتي بعد ذلك خطوة أكثر اتساعاً وصولاً الى هدف التطبيع.
حتى هذه اللحظة جرت الأمور بنجاح جيد، فقد انعقد المؤتمر، وصفق له البسطاء والمنتفعون، وسكتت عليه مكاتب المراجع في النجف الأشرف. أي أن الخطوة التأسيسية جرت بأسهل وأسرع مما كان متوقعاً.
لم يستفز عنوان (مؤتمر المرجعيات العراقية) حفيظة أرباب الحوزة العلمية في النجف، ولم يستنكروا علاقة السعودية بموضوع جوهري يخص الشيعة وعاصمتهم الدينية وحوزتهم العريقة، إنما اعتمدوا الصمت، وهو أفضل الأساليب واسرعها في فرض الأمر الواقع.
سيكتب التاريخ عن هذه الفترة:
وفيها جرى التمهيد للتطبيع مع إسرائيل بعد أن توثقت علاقة مكاتب بعض المراجع مع أمريكا وسفاراتها في بغداد وبيروت.

٥ أغسطس ٢٠٢١

اترك تعليقاً