السيمر / فيينا / السبت 07 . 08 . 2021 —— أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، أن الذي منع ويمنع العدو الصهيوني من شن غارات على لبنان هو خشيته من مواجهة كبيرة مع المقاومة، وأن جيش العدو “الإسرائيلي” خائف على وجوده، مشددًا على أن أهم إنجاز تحقق في حرب تموز 2006 هو إيجاد ميزان ردع، وهو إنجاز تاريخي واستراتيجي حققته المقاومة.
وخلال كلمته في الذكرى الـ15 لإنتصار تموز، لفت سماحته إلى أنه دائما عندما يكون هناك مؤمنون صادقون في الوعد مصممون على الجهاد وتحمل المسؤوليات فإن وعد الله ووعد رسوله لهم هو وعد دائم بالنصر.
السيد نصر الله استهل كلمته متقدمًا بالعزاء للشهداء الكرام الشهيد عماد الأمين، الشهيد الأخ علي شبلي، الشهيد الدكتور محمد أيوب، والشهيد حسام العالق، كما تقدم جدداً لرفاق الشهيد القائد أحمد جبريل وخصوصاً الجبهة الشعبية – القيادة العامة بالعزاء والرحمة له، مضيفًا “نحن على ثقة أن رفاقه سيواصلون دربه”.
الأمين العام لحزب الله اعتبر أنه في ذكرى تموز أهم مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع هي مسؤولية الحفاظ على منجزات هذه الحرب، هذه الإنجازات والمعادلات لم تأت لا بالتمني ولا على طاولة الحوار وإنما بالتضحيات الجسام.
واعتبر أن أمانة الشهداء المحافظة على ما أنجزوه في حرب تموز 2006 وتطوير هذه الانجازات والإيجابيات، لافتًا إلى أن الانجازات تم الحفاظ عليها في كل السنوات الماضية وقد دخلت مرحلة جديدة من خلال المواجهة البطولية التي خاضها الفلسطينيون في معركة سيف القدس.
سماحته رأى أن أهم إنجاز تحقق في حرب تموز 2006 هو إيجاد ميزان ردع، وهو إنجاز تاريخي واستراتيجي حققته المقاومة.
ونوّه إلى أن لبنان كان مسرحاً لسلاح الجو “الإسرائيلي” في كل منطقة وعلى مدى عقود على أبنية ومؤسسات وأهداف وبنى تحتية ولم يكن يردعهم شيء، وأنه على مدى 15 عاماً لم تحصل غارة “إسرائيلية” واحدة على منطقة لبنانية باستثناء حادثة ملتبسة بين الحدود اللبنانية والسورية.
السيد نصر الله أشار إلى أن الذي منع ويمنع العدو “الإسرائيلي” من شن غارات على لبنان هو خشيته من مواجهة كبيرة مع المقاومة، والذي منع العدو من شن غارات على لبنان خشيته من تداعيات الحرب على جبهته الداخلية وجيشه، لافتًا إلى أن جيش العدو “الإسرائيلي” خائف على وجوده.
الأمين العام لحزب الله اعتبر أن القضية المركزية للعدو “الإسرائيلي” قبل وبعد عام 2006 هي مسألة تطور سلاح المقاومة في لبنان.
سماحته لفت إلى أن بعض الجهات في لبنان تساعد العدو من حيث تعلم أو لا تعلم على تحقيق هدفه بنزع سلاح المقاومة، وأن بعض غارات العدو “الإسرائيلي” في سوريا هي لمواجهة القدرات التي تصل إلى المقاومة لكن هذه الغارات لم تصل إلى شيء من هدفها.
السيد نصر الله أشار إلى أن ما حصل قبل أيام تطور خطير جداً لم يحصل منذ 15 عاماً، وأنه أمام الغارات كان لا بد من الذهاب إلى ردّ الفعل المناسب والمتناسب.
وأشار إلى أن بعض الأعمال العدوانية عامل الزمن فيها جوهري والتأخر في الرد عليها يفقد الرد قيمته، مؤكدًا أن الهدف من عملية القصاص للشهيد علي محسن كان قتل جندي صهيوني ولكن لم تتوفر الظروف لها.
وفي حديثه عن الردّ الأخير على العدو، قال سماحته إن “ردنا يوم أمس مرتبط بالغارات “الإسرائيلية” المباشرة على جنوب لبنان للمرة الأولى منذ 15 عاماً”، لافتا إلى أن قدرات المقاومة الصاروخية النوعية تعاظمت وصولاً لامتلاكها أعداداً كبيرة من الصواريخ الدقيقة.
وأضاف “أمس اخترنا أرضاً مفتوحة في مزارع شبعا لنوصل رسالة وذهبنا إلى أراض مفتوحة وضربنا محيط المواقع واخترناها لأنها منطقة عسكرية مغلقة”، مشيرا إلى “أننا نملك من الشجاعة أن نتحمل مسؤولية أعمالنا كما أن بياننا كقصفنا يكملان رسالتنا للعدو”، و”قصدنا بالعملية تثبيت قواعد الاشتباك القديمة ولم نقصد صنع قواعد اشتباك جديدة”.وشدد سماحته على أن “أي غارة جويّة لسلاح الجو الإسرائيلي على لبنان سيتم الردّ عليها حتمًا بشكل مناسب ومتناسب”.
السيد نصر الله أكد أن المقاومة لن تفرط بما أنجزته في تموز 2006 أياً كانت التضحيات أو المخاطر لأن ذلك سيجعل العدو يستبيح البلد، وتوجّه لقادة العدو بالقول ” لا تخطئوا التقدير ولا تراهنوا على الضغوط على شعبنا ولا تراهنوا على الإنقسام حول المقاومة في لبنان لأنه ليس بجديد”، لافتًا إلى أن “المقاومة فرضت على العدو الانسحاب في 2000 وسجلت عليه الانتصار في 2006 رغم الانقسام حولها”.
وشدد سماحته على أن بيئة المقاومة هي أهل الصبر والتحمل وستكون دائماً في مواقع التضحية والصمود، منوّها إلى أن ما حصل بالأمس هو رد على الغارات الجوية فقط ولا علاقة له بالرد على اغتيال الشهيدين العزيزين محمد قاسم طحان وعلى كامل محسن.
ولفت سماحته إلى أن أكبر حماقة سيرتكبها العدو “الإسرائيلي” هي الدخول في حرب جديدة مع لبنان، وأن الرد على الغارات الجويّة الصهيونية إن حصلت في أي مكان من شمال فلسطين المحتلة وخياراتنا مفتوحة.
السيد نصرالله فضّل عدم الردّ على أدعياء السيادة في لبنان الذين تباكوا بعد رد المقاومة فهذا جدال عقيم وكل حسم خياراته.
حادثة قرية شويا
وتطرّق سماحته إلى ما جرى في قرية شويا، معتبرا أن نشر هذه الحادثة كان أمراً مشيناً “وحين شاهدت المشاهد تأثرت بها فكيف الحال بالناس”، وأشار إلى أن عدد الصواريخ المتبقية في الراجمة هي دليل على انضباطية المقاومين بإطلاق 20 صاروخاً التزاماً بالأوامر العسكرية.
وتابع قائلا “لو كنا نستطيع رمي الصورايخ من بيوتنا لفعلنا.. والحكم العسكري فرض علينا إطلاق الصواريخ من المنطقة التي أطلقت منها”، لافتا إلى أن ما حصل في شويا لم يكن شيئا بسيطاً ولا عابراً وله دلالات خطيرة، وتابع قائلا “عندما رأيت مشاهد شويا تمنيت لو أمكنني الوصول إلى اخواني هؤلاء لأقبل جباههم وأيديهم لأنهم هم شرف لبنان وضمانته”.
السيد نصر الله أشار إلى أن الذين اعتدوا على المقاومين في شويا هم من عالم آخر، منوها إلى أن بعض أهالي شويا رفضوا ما حصل، معربا عن التقدير لكل من وقف إلى جانب المقاومة.
وأضاف “لا تحمّلوا أهالي شويا المسؤولية إنما حملوها للسفهاء الذين ارتكبوا العمل”، وأن “من اعتدى على إخواننا يجب أن يحقق معهم من قبل الأجهزة ويحاكموا أمام القضاء”.
ذكرى انفجار مرفأ بيروت
وفي ذكرى انفجار مرفأ بيروت، قال السيد نصر الله “تعاطينا مع هذه الكارثة على أنها مأساة بامتياز أصابت الجميع وكان الهم الأساسي تضميد الجراح واستيعاب الخسائر”، لافتا إلى أنه مباشرة بعد انفجار مرفأ بيروت بدأ الاستثمار السياسي المقبوض ثمنه أميركياً وسعودياً.
سماحته أضاف “منذ اللحظة الأولى وسائل إعلام محلية وعربية وأحزاب وشخصيات معروفة اتهموا المقاومة أنها تخزن الصواريخ في العنبر وانفجرت وأن لديه مخازن ذخيرة في المرفأ”، مشيرا إلى أن كل الجهات التي ساهمت بالتحقيق وصلت إلى استنتاج واحد بأنه لا وجود لسلاح ولا ذخائر في المرفأ.
وأشار سماحته إلى أنه بعد سقوط الفرضيات التي حاولوا من خلالها ربط الانفجار بحزب الله لجأوا لقضية النيترات، وتساءل هل هناك أتفه وأسخف وأبشع من اتهام حزب الله بتخزين النيترات في مرفأ بيروت؟
كما أشار إلى أن كل ما قيل منذ انفجار المرفأ لا يستند لمنطق ولا هدف له سوى التشويه والابتزاز وتضييع الحقيقة، لافتا إلى أنه “لو أردنا التوظيف لقلنا إن من أتى بالنيترات هي الجهات الداعمة للجماعات المسلحة بسوريا”.
المصدر / موقع العهد الاخباري اللبناني