خطيئة تشرين – 2

السيمر / فيينا / الأحد 15 . 08 . 2021 

رغم الفشل الذريع .. لم يجرِ استيعاب الدرس .!
– الى الان لا زالت نفس تلك الأطراف مصرةً على خياراتها وترفض الإقرار بالخطأ !
– وهي لا تملك أي أدواتٍ لتعويض الخسائر الجسيمة التي حلت بالعراق وشيعته.
تحت وطأة الضغط المعنوي – وكي تدافع عن خياراتها – فقد سعت إحدى الجهات الدينية (الداعمة لتشرين) الى تأسيس كيان سياسي جديد ، على أمل تحقيقه نجاحاً ما خلال الإنتخابات القادمة.
– يتساءل كثيرون عن جدوى هذه الخطوة المتأخرة ، وماذا ستفلح بعد ١٨ عاما من خراب شاركت في صنعه احزاب واحتلال خبيث ومحيط سني حاقد على العراق، وفوضى سياسية اسهم في صنعها تدخل مزاجي إنتقائي لبعض رجال السلطة الدينية، قبل أن تسدد تشرين وداعموها ضربتهم القاضية.
– بتصور البعض فإن الدخول المتأخر بالعمل السياسي المباشر (من قبل أطراف دينية) إنما يحمل بعداً رمزياً – أكثر من قدرته على تقديم حلٍّ واقعي :
– فأصحابه يدركون تماماً أن الخرابَ الذي أصاب العراق والعملية السياسية يفوق قدرة أي جهة على إصلاحه .. خصوصا بعد خطيئة تشرين .
– يعود الخراب الأكبر لعاملين طالما تم التغافل عنهما :
١) بقاء الإحتلال مدعوماً بغياب تام لمطالبة القوى الدينية الكبرى بإنهاءه .
٢) فشل نظام الحكم العلماني الذي ساهمت القوى الدينية في إقراره بالعراق رغم تعارضه التام مع الواقع الإسلامي للبلد ، وتأثير السلطة الدينية على السياسة والمجتمع.
– وفق هذا التصور – يهدف مؤسسو الكيان الجديد إلى تقديم نموذج نجاحٍ مصغّرٍ – يستشهدون به على صوابِهم ، ويدعمون به نظريتهم (أن خراب العراق ناجم عن فساد الأحزاب والاسلاميين) لا غير .
رغم مساعيهم هذه فان إستطلاعات الرأي لا تعطي -إلا أملا صغيراً- لقدرة الكيان الفتيّ على تحقيق نجاحٍ بالانتخابات..
– سَيرتَهِنُ نجاحُه المحدود بمدى فاعليّة لغة الإشارات في توجيه المريدين لإنتخاب مرشّحيه ، والذين لا يمتلك أغلبهم رصيداً يؤهله للفوز .. خصوصاً مع إصرار المرجعية على عدم التورط في دعم أي جهةٍ قد تتلوث لاحقاً بفساد المناصب.

١٥ -٨ -٢٠٢١
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي

اترك تعليقاً