خطيئة تشرين – 1

السيمر / فيينا / الأحد 15 . 08 . 2021 

بالحديث عن المحرضين عبر وسائل التواصل وأصحاب الصفحات المسمومة، الذين نشطوا لإشعال احتجاجات الجنوب الشيعي وسكتوا عن سواها … نقول:
إن القوى الشيعية التي قررت دعم تشرين بهدف معلن هو التخلص من حكم الاحزاب الفاسدة – في واقعها قد دعمت هؤلاء المخربين – بالعنوان الثانوي ..
ولقد ساهمت بشدة في انجاح مخطط الأطراف المعادية التي كانت تحركهم وتمدهم بالمال والتخطيط والمعلومة.
لقد نجحت الجهات المخربة والمعادية في تحقيق أغلب الأهداف التي سعت اليها من خلال مخططها.
 فيما لم تنجح القوى الشيعية المتعاونة معها إلا في تقليص تأثير غريمتها -إيران- على المشهد السياسي العراقي (لصالح تمدد نفوذ الغرب والخليج طبعا) مع مزيد من تراجع السيادة العراقية.
.. بالمقابل فهي قد فشلت فشلا ذريعا في الحد من الاندفاع الشعبي والنخبوي صوب الخط الممانع للهيمنة الأجنبية على العراق والمنطقة، وبالتالي فقد إزداد التلاحم الشيعي العراقي مع امتداده الإقليمي – محور المقاومة.
كنتيجة سلبية خطيرة – فقد تزايدت وتيرة النفور من تقليد المرجعيات العراقية، بسبب غيابها عن الساحة بخلاف سيرتها السابقة، وعدم إمتلاكها مواقف إزاء قضايا كبرى مرّ بها العراق، فضلا عن التبعات السيئة لحراك تشرين والذي كانت تدعمه منابر ومؤسسات محسوبة عليها.
.. للأسف أيضا، فقد إنسلخت شريحة شبابية كبيرة عن الدين متأثرة بطوفان الثقافة الغربية ، بعد أن انفتحت الساحة الإجتماعية والثقافية له ، كإستحقاق طبيعي للتوجه المعادي للإسلاميين ، والذي دعمته نفس تلك الأطراف الدينية
 سياسيا ومعاشياً جاءت نتائج تشرين مدمرةً على الشيعة :
– فقد تراجعت قوتهم السياسية ..
– وانخفضت حصص محافظاتهم من الخدمات والدعم الحكومي ..
– وتعطلت مرافق الحياة في محافظاتهم ..
– وتم تخريب عدد كبير من المنشآت الحكومية والخاصة ..
– ووُجِّهَت ضربةٌ قاصمة للسياحة الدينية في المدن المقدسة ، والتي كانت تُعدُّ موردا إقتصاديا هائلا للشيعة .
– وتعطلت المدارس والجامعات ، وهبط مستوى التعليم الى أدنى المعدلات ..
– وسقط المئات ضحية الإعتداءات والتخريب وبنادق المندسين ، والمواجهات مع القوى الامنية.
– وتعطلت الاتفاقية الصينية وكهرباء سيمنس
– وجاءت للسلطة أسوأ حكومة فشلت في كل الملفات الخدمية والامنية والسياسية ..
– وارتهنت السيادة العراقية بالقرار الأمريكي
– وتدهور المستوى المعاشي في محافظات الجنوب الشيعي.
 أمنياً فقد نتج عن الحراك خلقُ بيئة معادية للحشد حاولت إضعاف دوره في حماية العراق وضمان أمن الشيعة ، بعد أن انكشف عجز الدولة عن أداء واجباتها بسبب هيمنة الأمريكان على القرار الامني والعسكري بالعراق.
……. يتبع

١٥ -٨ -٢٠٢١
المعمار
كتابات في الشأن العراقي- الشيعي

اترك تعليقاً