السيمر / فيينا / السبت 21 . 08 . 2021
سليم الحسني
أيها العدو، لا تجازفْ بعمل أحمق، فالسيد حذّر من يعترض سفينته. أتعرف معنى ذلك؟ إذاً تحملْ الهزيمة واقنعْ بها، ليس أمامك سوى أن تتجنب غضب السيد.
أيها العدو، لا تفكرْ بالثأر، لن تقدر على إيقاف الريح، فالسيد إعصار إنْ هدد، فهل تفكر بعد هذا بعمل أخرق؟
أيها العدو، نَصَحك السيد بان تتعود المذاق المرّ. أتريد ان تخالف نصحه؟ جرّبْ مرة، جربْ نصف مرة، وستدرك معنى المرارة لآخر يوم في عمرك.
إجمعْ صفوفك وذكّرهم بحرب تموز وسيف القدس وملاحم الحوثيين. سيروي بعضكم لبعض سواد أيامه ولياليه.
لا تقتربْ من حدود السيد. ابتعدْ عنها عشرات الأميال، مئات الأميال. لم تعد كما كانت في تموز، صارت براكين ملتهبة، وأنت فيها ستكون حافي القدمين.
أيها العدو، هل وصلك سلاح جديد؟ احتفظْ به. ستراه كوم حديد إنْ حدثت المنازلة، ستصاب طائراتك بالعمى وسيصيب دباباتك الشلل. أبقْ سلاحك في مخازنه، أو حوّله أدوات زينة، فعند السيد سيف موروث من عليّ، إنْ استله تخشى الجبال ضربته.
حدودك مكشوفة أيها العدو. فرجال السيد إن هجموا لن تحرسك اسلاكك الشائكة، إنها بأيديهم خيط حرير. لا تمنعهم جدران الاسمنت، فقبضاتهم تفتت صمّ الصخور. لن تحميك قبب الحديد، فرشقات السيد حجارة من سجيل.
احرقْ مخططاتك، واتلفْ أوراقك. فخطوطك مرتبكة، وأقلامك مرتجفة. أتريد منازلة السيد بهذا الحال؟ جربْ إنْ شئت، واستخدمْ الحيطة كلها وكل الحذر، فستجدها في ساعة الصفر قد صارت متاهة حائر.
أيها العدو، سفينة السيد تمخر عباب البحر، مكشوفة ظاهرة، تراها العين من بعيد، يدلك عليها الموج والريح ونجوم السماء. أتريد أن تعترضها؟ جربْ ذلك. اطلقْ رصاصة. ارمِ حجراً. لكنك حين ترجع لن تجد ثكنتك العسكرية، لن تجد سقفاً يحميك، وستقضي العمر مهزوماً تلعق مرّاً.
٢١ آب ٢٠٢١