السيمر / فيينا / الأثنين 22 . 11 . 2021
حيدر حسين سويري
كنت اتردد في كتابة شيء عن هذا الموضوع، خصوصاً وأنه يمثل الحديث عن شريحة مهمة من المجتمع العراقي، يقومون بأعمال جسيمة من اجل جمع الشمل وردم الصدع وردع الباطل وأحقاق الحق، والمحاولة الجادة بأن يعيش الناس بسلام ووئام، هذه الشريحة المهمة هم شيوخ العشائر.
ثمة من تطفل على هذه الشريحة، فأخذ يعلن عن نفسه شيخاً، لكنه شيخ سوء ومشاكل، يسعى للشر ولا يعرف خيراً من عملٍ أو كلام، وهو مسيء في كل الأحوال، لأنه لا يعرف كيف تسير الأمور، فهو لا يعرف احكام وشرائع الديوان، فضلا عن كون ابيه او جده ليس شيخاً، نعم ممكن أن يكون شيخاً من لم يكن أبيه شيخاً، لكن على شرط ان تجعل منه الناس شيخاً، بعد ان يخبروا أقواله وافعاله، فللشيخ صفات منها الحكمة والشجاعة والكرم والتضحية والايثار، وان يجعل مخافة الله امام عينيه، كذلك وان يقدم مصلحة الناس على مصلحته الخاصة، فمن سار بغير ذلك فهو ليس لها، وليبتعد عنها، فانه سيؤذي نفسه اولاً والناس ثانياً، وسيفتضح أمره عاجلاً او اجلاً … نورد لكم هذه الحكاية وباللهجة الزنكلاديشية:
شيخ معروف نسيبه عنده أشكم فلس وربعه مكيفين على المواچيل ويصيحوله شيخ والمحفوظ وو ….، الشيخ الاصلي ضاج على نسيبه ومن افعاله، قال لمرته أخوچ كَوه مسوي نفسه شيخ! وجماعته مستغليه وهو يبذخ عليهم! تره الشيخة مو طبيخ!
كَالت له مرته: انت تغار من أخوي لان صار شيخ!
ضحك الشيخ وكَل لمرته: خوش خل نختبره!
- شلون؟
- روحي اسأليه شنو أثكل شيء بالدنيا؟ وشنوا أخف شيء بالدنيا؟
راحت لأخوها وكَالت له: عندي سؤال الك من رجلي ويكَول عليك انت مو شيخ! وإذا أنت صدكَـ شيخ تحله؟
- بسيطة شعندج اسألي
- شنو أخف شيء بالدنيا؟ وشنوا أثكل شيء بالدنيا؟
- ما يحتاج الها شيء، أثكل شيء الحديد، وأخف شيء الريش!
- متأكد خويه؟ لا تفشلني كَدام رجلي؟ ولو أنه أحس مو هذا الحل!
- لا روحي كَليله هو هذا الحل.
طلعت من يم أخوها وتلكَاها أبنها عمره 10 سنوات كَللها: ها يمه شعندج هنا يم خالي؟
- يمه السالفة هيج وهيج
- لا يمه جواب خالي غلط والجواب الصحيح أثكل شيء بالدنيا أطلابة الأغم والباطل، وأخف شيء أطلابة الخيّر.
رجعت لرجلها الشيخ وكَالت له مثل ما كَال أبنها! … الشيخ تعجب وكَال: هذا مو حل أخوچ. أحچي الصدكَـ؟
- لا والله أخوي يكَول أثكَل شيء الحديد، وأخف شيء الريش
- والحل الصحيح منين جبتيه؟
- من أبنك!
ضحك الشيخ وكَال:
كون اليريد ايشيخ جد جده ثايه
مو عنده جم دينار، وفصل عبايه
الشيخه ثايه وساس مبني على الاثكال
ما يكبر الزعطوط، من يلبس أعكَال
بقي شيء…
اليوم نرى كثرة الشيوخ بلا فائدة، بل أحيانا هؤلاء المتطفلين هم سبب المشاكل، فلا قراءة ولا كتابة، ولا شغل ولا عمل، بل أصبح عملهم التكسب من النزاعات (الطلايب)، ولا استبعد ابداً ان يكونوا هم السبب الرئيسي باندلاع تلك المشاكل والنزاعات؛ لذا فعلى الشيوخ الاصلاء الوقوف بوجه كل من هب ودب وادعى ما ليس له.