السيمر / فيينا / الجمعة 26 . 11 . 2021 —— بارك الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، لجيمع اللبنانيين عيد الاستقلال داعيًا الله أن يمكّن الشعب اللبناني دائمًا بأن يحافظ ويصنع ويصون استقلاله وسيادته وحريته واستقلال دولته وحريتها، لافتًا إلى أن مسؤولية اللبنانيين جميعًا أن يحافظوا على استقلالهم، وإذا كان استقلالهم شكليًا أن يحولوه إلى استقلال حقيقي وكامل.
وفي كلمة متلفزة حول آخر المستجدات السياسية، مساء اليوم الجمعة، اعتبر سماحته أن “جزءًا كبيرًا من الشعب اللبناني قاوم وآمن بالمقاومة بأشكالها المختلفة وصولًا الى الانتصار الكبير، وكذلك عام 1985 عندما خرجت قوات الاحتلال من العاصمة ومن جبل لبنان وصيدا وراشيا وصولًا إلى الانتصار الأعظم عام 2000 بالهروب الاسرائيلي من جنوب لبنان”.
السيد نصر الله أشار إلى أنه عندما يُمنع لبنان من الاستفادة من ثرواته يعني نحن أمام سيادة منقوصة، وعندما نشهد في كل يوم التدخل الأميركي السافر في القضاء والسياسة والأمن والانتخابات النيابية المقبلة هذا يعني سيادة منقوصة.
وأكد أنه ما دام لبنان في دائرة التهديد الاسرائيلي المتواصل يعني نحن في قلب معركة الاستقلال والسيادة، وكنا قد انتصرنا في العديد من مراحلها ونحن واثقون أننا إن واصلنا الطريق بعزم وثبات فأمامنا مزيد من الانتصارات.
وضع المقاومة على لوائح الإرهاب
وفي موضوع آخر، أشار سماحته إلى أن وضع حزب الله على لوائح الإرهاب قد يكون له علاقة بتطورات المنطقة أو بالانتخابات النيابية، معتبًرا أنه “ما زلنا في قلب معركة الاستقلال والسيادة والحرية، وسنواصل هذه المعركة وواثقون بعون الله أن أمامنا المزيد من الانتصارات”.
وأكد أن “كل العقوبات لن تقدم ولن تؤثر على عزم وتصميم وإرادة المقاومين ولا في وعي البيئات المساندة لحركات المقاومة”.
التطبيع بين الصهاينة وبعض الدول العربية
وتناول السيد نصر الله الدخول الإسرائيلي العلني في شمال أفريقيا، وما له من مخاطر على دول عربية في تلك المنطقة منها الجزائر، وقال “نشهد مسار تسريع عمليات التطبيع مع العديد من الدول العربية وكان آخر مشهد معيب ووقح هو ما شهدناه في المغرب”.
خطورة ارتفاع إصابات فيروس كورونا
السيد نصر الله تناول ملف فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن ارتفاع عدد إصابات كورونا في لبنان والوفيات أيضًا هو أمر خطير، مضيفًا “نحن في بداية كورونا كنا قد أعلنا عن خطة ونفذناها ونجحنا والليلة أقول قد قررنا تفعيل هذه الخطة 100 %”.
واعتبر سماحته أن وزارة الصحة معنية بالمزيد من بذل الجهود والعمل أيًا تكن الصعوبات، متوجهًا لوزير الصحة بالقول “نحن جاهزون لأي مساعدة في مختلف المجالات”، معتبرًا أنه “ليس مهمًا وزير الصحة لأي خط سياسي ينتمي فالبلد في خطر وكما في الوزارة السابقة نضع كل امكانياتنا حاليًا في خدمة الوزارة الحالية”.
كما دعا رئيس الحكومة والجهات المعنية إلى إعادة النظر في القرارات الأخيرة المتعلقة برفع الدعم عن بعض الأدوية، لافتًا إلى أنه يجب إعادة النظر بالقرارات الأخيرة “فلا يجوز رفع الدعم عن بعض الأدوية فليس مبررًا أنه ليس في الدولة المال الكافي لذلك”، وأن “هناك آلاف الأشخاص نتيجة هذه القرارات غير المحسوبة هم في معرض الموت”، كما اعتبر أنه يمكن تأمين الأموال لتغطية كلفة تأمين الدواء عبر عدة طرق حتى لو اقتضى الأمر “لإلغاء وزارات وموازنات فهناك آلاف من الناس عرضة للموت وهذا الشيء ليس له علاقة بالمزايدات السياسية”.
المحروقات من إيران:
الأمين العام لحزب الله ذكّر بانه “أمام طوابير الذل على المحطات ونمو السوق السوداء وفقدان المادة أعلنا أننا إذا بقي الموضوع على حاله سنلجأ إلى إيران لنشتري منها ضمن تسهيلات بنزين ومازوت لمعالجة الوضع اذا استمر على ما هو عليه”.
وأضاف “الآن المادة متوفرة في الأسواق ولا يوجد طوابير ذل، لكن مع ذلك لم نخرج من الوعد المشروط الذي انتفى بانتفاء الشرط لكن ذهبنا لمحاولة المساعدة في تخفيف المعاناة”.
وقال السيد نصر الله “لا نريد الحلول مكان شركات المشتقات النفطية، لكن ما أردناه هو المساهمة في تخفيف الأزمة”، وأضاف “معنيون بنقل عشرات الصهاريج من بانياس إلى بعلبك يعني 250 كلم في الوقت لو تم معالجة هذا الموضوع بأن تأتي البواخر إلى الزهراني أو طرابلس لكان الموضوع أفضل”.
ولفت سماحته إلى أن “الضغوط الأميركية على الحكومة دفعتنا نحو استقدام المازوت عبر سوريا بالرغم من الصعوبات”.
وحول مباردة المازوت، أضاف “المرحلة الأولى من مشروعنا بدأت في أيلول وانتهت في تشرين الثاني والمرحلة الثانية هي التي سوف تبدأ بعد أيام قليلة”.
الأمين العام لحزب الله تابع “قمنا بإيصال المازوت مباشرة إلى عدد من البلديات والمؤسسات الحكومية والمستشفيات ودور الأيتام والعجزة وما شاكل بالرغم من مشقة هذا الأمر”، وأشار إلى أن “قيمة الهبات التي قُدِّمت خلال المرحلة الأولى بلغت ما يقارب مليونين و600 ألف دولار”.
وبالأرقام، عرض سماحته ما قدّمه حزب الله من مساعدة محروقات، قائلا “قدمنا المازوت خلال شهرين الى 80 مؤسسة من دور العجزة والأيتام وكذلك 320 بلدية لتشغيل آبار المياه و22 مستشفى حكومي و71 فوج اطفاء في الدفاع المدني الرسمي وغير ذلك”.
كما أعلن أن كلفة الدعم التي تحملناها خلال المرحلة الأولى من مبادرة المازوت “كانت 7 مليون و 750 ألف دولار”، منوّهًا إلى “إيقاف “المرحلة الأولى من توزيع المازوت قبل أيام استعدادًا للمرحلة الثانية”.
وتابع قائلا “اعتمدنا آلية بيع وتوزيع بطيئة ومعقدة نوعا ما وهذا أمر طبيعي لأن عملية التحقق تأخذ وقتًا لنضمن أن المازوت الإيراني المدعوم يصل إلى من يستحقه ولا يذهب إلى السوق السوداء”. وأضاف “تحملنا في المرحلة الأولى من مبادرة المازوت عشرة ملايين دولار تحت عنوان المساعدة وتخفيف المعاناة عن شرائح محددة في لبنان”.
كما أعلن أن “الجهات ضمن القسم الأول التي قدمنا إليها الهبات سنجدد لها الهبات مرة أخيرة لشهر واحد”.
إطلاق المرحلة الثانية من توزيع المازوت للعائلات:
وحول المرحلة الثانية من مبادرة المازوت، أشار سماحته إلى أن المعيار هو البلدات والمدن الواقعة فوق سطح البحر بـ500 متر وسيقدم للعائلات المقيمة في هذه البلدات ويشمل جميع المواطنين، وتابع قائلا “سنبيع برميل المازوت للعائلة بأقل من السعر الرسمي بمليون ليرة والدفع بالليرة”، منوّهًا إلى أن “مئات آلاف العائلات بحسب إحصائياتنا ستستفيد من هذا المشروع”.
سماحته أشار إلى أن “الطريق الأنسب لتحقيق آلية توزيع المازوت هي البلديات وسيتم التواصل معها لتحديد أعداد العائلات لديها والكميات المطلوبة وشركات الامانة توصل المازوت إلى المحطات التي تختارها البلديات”.
وأعلن عن “باخرة ستصل خلال أيام قليلة والمطلوب العمل والتواصل بهدوء لأن كل الهدف تخفيف المعاناة”، كما أن “جزءًا كبيرًا من المادة التي نحتاجها لتغطية حاجة العائلات دخلت الأراضي اللبنانية وهناك جزء في المخازن بسوريا يتم نقله”.
وثائق مزورة:
وختامًا قال الأمين العام لحزب الله إنه “في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية هناك هجمة كبيرة على حزب الله وهذا ليس جديدًا لكن الجديد هو التكثيف وما يقولون أنها وثائق”.
وأكد سماحته أن “هذه الوثائق مزورة ومن أقدم على التزوير غير محترف وليس لبنانيًا والمضمون سخيف جدًا”، لافتًا إلى أنه “من المؤسف أن البعض يتعامل مع هذه الوثائق المزورة بمستوى عالٍ من السخافة والجهل والتفاهة”.
واعتبر أن “هناك مستوى عالٍ من الجهل والتفاهة وما يتم العمل عليه هو قاعدة اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس”.
وختم بالقول “هذا زمن الظلم والافتراء والتحريف علينا فما يأتيكم من أنباء وقصص وروايات فعليكم بالحد الأدنى التدقيق بها”.
المصدر / العهد الاخباري اللبناني