الرئيسية / للسيمر كلمة / خليفة السيستاني

خليفة السيستاني

السيمر / فيينا / الثلاثاء 30 . 11 . 2021  

سليم الحسني

يأخذ الكلام عن خليفة المرجع الأعلى السيد السيستاني اهتمام الشيعة في العراق وخارجه. وما يلاحظ على هذا الكلام أنه يتركز على الأسماء بينما يهمل النقطة الجوهرية وهي المرجعية كقيادة ودور ومسؤولية كبرى في عالم الشيعة.
في عدة مقالات كتبتها على فترات متفرقة، أشرتُ فيها أن السيد محمد رضا السيستاني يعمل على ترشيح خليفة لوالده يكون طوع أمره. فهو يريد فاصلة زمنية بسيطة يشغلها المرجع الجديد، ليتمكن هو من تولي المرجعية في الوقت المناسب. أي أنه يريد (مرجعاً انتقالياً) يتخطى به الاستهجان الشيعي من توريث المرجعية.
المكتب أيضاً يريد المرجع الصوري، لكي يبقى دوره في التحكم بشؤون الحوزة والمرجعية وفي التدخل السياسي قائماً وممتداً كما هو عليه الآن وأكثر.
لقد حرص أقطاب المكتب طوال السنوات الماضية على تجريد الحوزة العلمية من عناصر القوة، وحصرها بأيديهم. فبقية المراجع وكبار العلماء وأساتذة الحوزة حوّلهم المكتب الى وجودات هامشية لا علاقة لها بالرأي والقرار، وانحصرت حركتهم بين الدرس والبيت فقط.
ومع هذا الإعداد الدقيق والصارم لأجواء النجف الأشرف والحوزات العلمية، أصبح المستقبل أسيراً لإرادة مكتب السيد السيستاني، ومن يخرج عليه فهناك ألف طريقة لإسقاطه.
إن ظروف الشيعة في العراق وخارجه، تتطلب إعادة القوة الى المرجعية الدينية، وإنقاذها من تسلط الأبناء والحواشي، لتكون بالمقام الذي أراده لها الإمام الحجة المنتظر في النيابة عنه في قيادة الأمة ورعايتها وتوجيهها، والعمل على التمهيد لظهوره عليه السلام بتوفير المستلزمات الموضوعية، وليس بالصمت والانكفاء الذي يطيل الانتظار ويبعده.
إن واقع الشيعة يفرض على النجف الأشرف أن تكون مسؤولة عن اختيار خليفة للمرجع الأعلى يملأ الموقع ويعطيه حقه وينهض بدوره. فالنجف أمام لحظة التاريخ الفاصلة بين أن يعود الشيعة الى هامش الحياة مطاردين بالقمع والتقتيل، وبين أن يستعيدوا قوتهم التي تناسب حجمهم كأغلبية سكانية في العراق لها استحقاقاتها في حكم الدولة وإدارتها.

٣٠ تشرين الثاني ٢٠٢١

اترك تعليقاً