السيمر / فيينا / السبت 22 . 01 . 2022 ——- حدثان في غاية الخطورة، دفعتا بالمشهد اليمني نحو المزيد من التصعيد، الاول كان بيان مجلس الامن الدولي، الذي ندد بالهجوم الذي شنته القوات المسلحة اليمنية على الامارات، وكان بمثابة الضوء الاخضر للمعتدين لمواصلة جرائمهم ضد المدنيين، والثاني كان قصف مبنى الاتصالات في الحديدة، والذي تسبب بانقطاع خدمة الإنترنت والاتصالات الدولية عن كامل اليمن، بهدف عزله عن العالم الخارجي، وارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين بعيدا عن الإعلام.
بات واضحا، من الجرائم الفظيعة والبشعة التي ارتكبتها السعودية والامارات ضد المدنيين، خلال الايام القليلة الماضية، والتي وصلت ذروتها بقصف سجن صعدة الاحتياطي وقتل نحو 80 من نزلائه واصابة 223 آخرين، وكذلك بالمجزرة التي ارتكبتها دول العدوان في الحديدة، والتي ذهب ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى بينهم اطفال ونساء، ان السعودية والامارات تنفذان استراتيجية اميركية اسرائيلية، تستهدف الشعب اليمني مباشرة، بعد ان تأكد لمشغليهما ، ان الشعب اليمني هو رمز قوة اليمن، وهو الذي أفشل العدوان على مدى 7 سنوات، لذلك لابد من إستهداف هذا الرمز وبشكل مباشر.
هذه الحقيقة هي التي دفعت الشعب اليمني، للنزول الى الشوارع، تحت القصف السعودي الاماراتي العشوائي، في مسيرات مليونية، عمت العديد من محافظات ومدن اليمن وخاصة في صنعاء، وحملت شعار”الشعب اليمني يواجه تصعيد أميركا العسكري والاقتصادي بالتصعيد”، ليؤكد للعالم أجمع، إنه هو الذي يحتضن الجيش واللجان الشعبية، وان الذين يقاتلون المعتدين، منذ 7 سنوات، هم أبناؤه الابرار، وليسوا ميليشيات، كما تروج آلة الكذب السعودية الاماراتية، وانه سيواصل إحتضانه لأبنائه حتى هزيمة المعتدين وتحرير ارض اليمن بالكامل، ولن تضعف جرائم المعتدين بإستهدافهم بالقصف، من ارادتهم وعزيمتهم.
لقد لمس الشعب اليمني، نفاق الغرب، خلال السنوت السبع الماضية، لمس اليد، خاصة خلال اليومين الماضيين، وذلك عندما كشف الغرب وبشكل مخز عن وجهه المنافق القبيح، وهو يجند كل امكانيات منظمة الامم المتحدة، لخدمة المخطط الامريكي الاسرائيلي في اليمن، للتنديد برد القوات المسلحة اليمنية على جرائم مرتزقة الامارات في شبوة ومأرب والبيضاء وغيرها من مناطق اليمن، عبر بيان اصدره من خلال مجلس الامن ، يصف فيه الرد اليمني بانه “عمل ارهابي وجبان ويدعو الى معاقبة مرتكبيه”، بينما إزاء الجرئم الفظيعة التي ارتكبتها السعودية والامارات في صعدة والحديدة، والتي أسفرت عن قتل وجرح نحو 400 يمني، نرى الغرب المنافق يكتفي بوصف هذه الجرئم بانها”غير مقبولة”!.
امام هذا النفاق الغربي، إختار اليمنيون شعار”الشعب اليمني يواجه تصعيد أميركا العسكري والاقتصادي بالتصعيد” لمسيراتهم الكبرى التي خرجت تنديدا بالمجازر التي ترتكبها دول العدوان ضد المدنيين، بأوامر امريكية اسرائيلية، وطالبوا القوت المسلحة اليمنية، ان تواجه التصعيد الامريكي الاسرائيلي السعودي الامارتي، بتصعيد مقابل، والتي تلقفت الرسالة سريعا ، جيث حذر المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، في تغريدة له عبر “تويتر” الشركات الأجنبية في “دويلة” الإمارات بالمغادرة، كونها تستثمر في “دويلة” غير آمنة، طالما أن حكام هذه “الدويلة” مستمرون في العدوان على اليمن.
وفي ذات السياق، اي سياق التأكيد على ان الرد اليمني على مجازر السعودية والامارات ومشغليهما ضد الشعب قادم لا محالة، قال رئيس الوفد الوطني اليمني محمد عبد السلام، في تغريدة على “تويتر”:انه يجب “على الصامتين على المجازر أن يبلعوا ألسنتهم عندما يتعالى صراخ السعودية والإمارات ومستخدميهما”.
هناك حكمة تقول “من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة”، هذه الحكمة غابت، او تم تغييبها، عن أذهان مسؤولي الامارات، وهم يندفعون، أو يُدفعون، بهذا الشكل الهستيري لقتل المدنيين اليمنيين، فلا توجد حجارة في أرض، كما توجد في اليمن، ولا يوجد زجاج في أرض، كما يوجد في الأمارات.. واللبيب بالإشارة يفهم.
المصدر / العالم